
الثورة المصرية
القاهرة: صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، كتاب جديد بعنوان "أيام الحرية في ميدان التحرير" للكاتب الصحفي محمد الشماع، يقع الكتاب في 224 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن أربعة فصول بالإضافة إلى ثلاثة ملاحق.
يقدم المؤلف في كتابه الجديد مشاهداته اليومية من ميدان التحرير الذي شهد ولمدة ثمانية عشر يومًا انتفاضة في الفكر والرؤى السياسية وعقدًا اجتماعيًا جديدًا وضعه الشباب الثائرون بكافة أطيافهم.
نقرأ من مقدمة المؤلف على الغلاف الخلفي من الكتاب:
"أمضيت ثمانية عشر يومًا في ميدان التحرير؛ أشهد مصر الجديدة التي رسمها الثوار، أشهد بعيني وأسجل أحداثًا سيكتبها التاريخ بحروف من نور، ألمس حراكًا جديدًا، وأستطلع ثورة حقيقية قوامها شباب ظلمه الواقع وشيوخٌ كانوا خير دعم".
ويتابع المؤلف قائلاً "أمضيت أيامًا هي الأهم في حياتي، تحت وابل القنابل المسيلة للدموع والطلقات المطاطية والرصاص الحي أحيانًا، واجهتُ ورصدتُ أعنف مواجهات شهدها الشارع المصري، ويا ليتها مواجهات كلامية وفكرية فقط؛ بل كانت مواجهات بالأيدي والأسلحة والبغال والنوق والخيول.
شعرتُ بالخوف والقلق على حياتي وحياة من كانوا بجانبي، لكني كنت مطمئنًا لأن مصر تغيرت، نعم هي تتغير الآن وقت كتابتي لهذه السطور، تتغير بسرعة لم نعهدها في العصر الحديث، وعلينا أن ننتظر لنجني ثمار التغيير".
يتناول الفصل الأول والذي حمل عنوان "ثمانية عشر يومًا أسقطت نظام مبارك" تفاصيل ما حدث بين يومي 25 يناير "بداية انطلاق شرارة الثورة" و11 فبراير "نهاية حكم مبارك"، والتي خرج خلالها المصريون ليستنشقوا رحيق الحرية، بعد انهيار جدار القلق الأمني، تلك الأيام التي عبر المصريون فيها الخط المنيع المسمى قديمًا "الخوف".
وخلال هذا الفصل يقدم المؤلف مشاهدات من ميدان التحرير وغيره من ميادين القاهرة تحت وابل القنابل المسيلة للدموع وطلقات مطاطية ورصاص حي، كان شاهدًا على نجاح شرطة حبيب العادلى في تفريق المتظاهرين يوم 25 يناير بوابل من القنابل وخراطيم المياه والهراوات من الساعة الثانية عشرة ليلاً إلي الساعات الأولى من صباح اليوم الذي تلاه.. وكان شاهدًا على هروبهم يوم جمعة الغضب 28 يناير، ونزول مدرعات ودبابات القوات المسلحة.. هتف "الجيش والشعب إيد واحدة".
شاهد أخطر المواجهات التي كانت أمام وزارة الداخلية وبالقرب من مديرية أمن القاهرة في سجن الاستئناف.. كان شاهدًا على موقعة البغال والنوق والخيول.. ورصد السلوك الجمعي للمصريين أوقات الشدائد أثناء اشتراكه فيما يسمى باللجان الشعبية التي حرست الأحياء والبيوت وقت انسحاب قوات الشرطة.. جلس وسط الجموع وتناول الأحاديث والنكات والقفشات.. تأمل صور الشهداء التي انتشرت فى أرجاء ميدان التحرير.. رصد دخول الباعة بعربات الفيشار والبطاطا وعلب الكشري، والغزو الكبير لباعة الأعلام وستيكرات تحمل صور الشهداء.. روى ما شاهده من صيدليات ومستشفيات ميدانية، وإمدادات لوجيستية من بطاطين وخيم وحمامات.. رصد صلوات للمسلمين والمسيحيين، مؤكدًا أن كل هؤلاء صاغوا مجتمعًا صغيرًا هو دولة التحرير.
في الفصل الثاني "الخريطة السياسية لميدان التحرير" يستعرض المؤلف بالتحليل كل الحركات التي نشأت من رحم ميدان التحرير "وربما انتهت فيه أيضًا"، وهي حركات أشبه بتنظيمات علنية اكتسبت علانيتها وشرعيتها من الميدان وليس غيره، مثل: ائتلاف شباب الثورة، اتحاد شباب الثورة، مجلس أمناء الثورة، جبهة دعم مطالب الثورة، تحالف ثوار مصر، ائتلاف مصر الحرة، وحركة شباب 25 يناير، وغيرها.
أما الفصل الثالث "الشائعات والحرب النفسية" فيرصد بالتحليل أهم الشائعات التي واكبت أيام الثورة، وما لعبته من دور يبدو مهمًا ، فبين الشائعة والحقيقة عاش الشعب المصري خلال فترة ثورة الحرية والكرامة يتخبّط في خوف من شائعة قد تكون حقيقة، كما أنها أحد أهم وأبرز الأسلحة التي تستخدم في الأزمات، وتم استخدامها في شكل متعمد من أعداء الثورة فيما يُعرف بالحرب النفسية بأن تنشر بعض وسائلها أنباء حول نقص الأغذية وأن مصر تتعرض لمجاعة خلال شهور طالما استمرت الاحتجاجات، وهكذا.
جاء الفصل الرابع بعنوان "اضحك الثورة تطلع حلوة"، فالشعب أسقط النظام في ثمانية عشر يوما وأخرج ما في جعبته من نكات ألفها العقل الجمعي المصري، أضاف فيها من أضاف وحذف منها من حذف لتبقي مأثورا شعبيا تتوارثه الأجيال، وكانت ساحة الفيس بوك مليئة بالنكات مثلما كانت ساحة التحرير.
كما يضم الكتاب ثلاثة ملاحق، الأول: لقطات فوتوغرافية جمعها المؤلف من مختلف الوسائط إضافة إلى كاميرته الخاصة، والثاني حمل عنوان "صحف من زمن الثورة" يستعرض فيه الصفحات الأولى من بعض الصحف القومية والخاصة التي صدرت أيام ثورة يناير، والأخير مجموعة من الخطابات والبيانات التي ألقيت خلال الثمانية عشر يومًا منها خطابات الرئيس السابق مبارك وبيانات القوى السياسية إضافة إلى البيانات الأولى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعليقًا على تخلى مبارك عن السلطة.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!