الثلاثاء 28/06/2022 02:07:01 م القاهرة

رجل وامرأة وكتاب
في مجلة الهلال عام 1949 كتب أنطون الجميل مقالا يقول فيه:
"تقولون إن في حياة كل إنسان رجلا وامرأة وكتابا كان لهم الأثر الأول والكبير في تكوينه أدبيا وخلقيا، واستنادا إلى هذه القاعدة تسألونى عن هؤلاء الثلاثة الذين كان لهم أكبر اأاثر في تكوينى".
وتابع:" أنا أقول للرد على السؤال إنه مهما تنتشر مبادئ الديمقراطية، ومهما تتعدد محاولات لتوطيد اللامركزية يظل الإنسان ميالا إلى التركيز فيما يتعلق بغيره، كما يظل نزوعا إلى الأثرة فيما يتعلق بذاته، فإذا كانت كلمة أنا بتعنى عنوان الفرد، فإن الفرد بيعنى عنوان الجماعة".
وأضاف "الجميل":"أمريكا مثلا في نظر الناس عامة هي اليوم "ترومان" كما كانت بالأمس "روزفلت"، وبريطانيا اليوم هي "بيفين" وبالأمس كانت "تشرشل" وروسيا "ستالين" وكانت قبلا "لينين".
وواصل في مقاله:" هذه النزعة إلى التركيز بادية في كل شيء تماما مثل السؤال الموجه إلى وهو قاعدة إن في حياة كل إنسان رجلا وامرأة وكتابا كان لهم الأثر الأكبر في تكوينه، ومهما يكن الأمر فإننى عملا بقاعدة التركيز أجبت عن سؤالكم في نطاقه الضيق فأقول إن الرجل الذي أثر في تكوينى الأدبى هو الأستاذ الذي كان يدرسنا البلاغة يوم كنا طلبة، فقد أثار في نفوسنا تذوق روائع المعانى وبدائع التعبير".
وتابع:" أما المرأة التي كان لها الأثر البالغ في تكوينى الخلقى فهى أمى، وقد علمتنى الجلد والتسامح ومعاملة الناس بالحسنى، وأما الكتاب فإن المثل اللاتينى يقول "اخشى رجل الكتاب الواحد" أي أن الرجل الذي ينقطع إلى دراسة كتاب واحد يتمكن من موضوعه ويصبح فيه حجة، لكن عهد الكتاب الواحد انقضى ومضى وصار المرء لا غنى له من الإلمام بشتى العلوم والفنون، ولعل خير كتاب يفيد منه الإنسان هو كتاب الناس، لأن فصوله متصلة الصفحات، ويستطيع الإنسان من مخالطة مختلف طبقات الناس وأن يستفيد كل يوم فوائد لا تعد ولا تحصى".
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الأخبار 2009 - 2021 ©
موقع طريق الأخبار غير مسؤول عن الأخبار والتعليقات المنشورة في الموقع وكذلك التي ترد من مصادر أخرى.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!