صدر حديثا بمكتبة الأسرة سلسلة العلوم الاجتماعية ( المهارة الأصولية وأثرها في إنضاج الفقه وتجديده ) للدكتور سعد الدين مسعد هلالي ففي الباب الأول من الكتاب اهتم المؤلف بتعريف الفقه لغويا واصطلاحيا ونشأته حيث ترجع نشأة علم أصول الفقه إلى تاريخ مشروعية الاجتهاد ووقوعه منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في كثير من الأقضية والخصومات وأمور الحرب وغيرها، ومما لا شك فيه تستلزم اتباع قواعد الاستنباط من استحضار أسباب النزول وورود الأحاديث وفهم مقاصد الشارع، ولقد مر تدوين علم أصول علم الفقه بمرحلتين المرحلة الأولى هي إثبات بعض قواعده أو أكثرها المبثوثة في ثنايا كتب الفقه أما المرحلة الثانية فكانت المرحلة التي جمعت فيها كل القواعد في مصنف واحد وقد ذهب أكثر المؤرخين الإسلاميين إلى أن الأمام الشافعي هو أول من قام بمرحلة التدوين الثانية لعلم الأصول.
أما في الباب الثاني تناول أثر المهارة الأصولية في إنضاج الفقه وتجديده وتتحقق المهارة الأصولية بتحرير الأدلة الشرعية، والتمكن من التعامل معها لاستنباط الأحكام الشرعية بعد إتقان الجمع بين الحكمين التكليفى والوضعي في قران صحيح. وتتمثل مرحلة الإنضاج الفقهي التي ارتقى إليها المؤسسون والمصنفون لتراثنا الشرعي الزاخر في درجتين تصاعديتين: الدرجة الأولى وهى التي يتسع فيها أفق الفقيه استنباطا لأحكام مستجدات عصره، بعد استيعابه الأدلة الشرعية، والتزامه بالمبادئ الأصولية.أما الدرجة الثانية فهي الدرجة التي بلغ فيها نبوغ الفقيه إحصاء أحكام الفروع حزما، كل حزمة يجمعها تجانس منطقي ومعنى شرعي يصلح فقهية.وقد أثمرت تلك الدرجة عن تصنيف القواعد الفقهية التي اشتملت على ما جاءت الشريعة برعايته من معان ومقاصد.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!