الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار
صورة الخبر: تنافس دولي لغزو المريخ
تنافس دولي لغزو المريخ

إن فكرة إنزال رواد فضاء على المريخ كانت شيئا من الخيال، أكثر منها من الواقع، فهو يبعد عن الأرض نحو 140 مليون ميل، كما أن غلافه الجوي ليس صديقا ومستضيفا للحياة البشرية.

بيد أن رحلة بشرية إلى الكوكب هذا باتت حاليا، ولأول مرة، ممكنة، وفقا لأنصار غزو الفضاء داخل الإدارة الأميركية وخارجها. ونتيجة لذلك، شرعت تخرج إلى العلن خطط الرحلة وإعداداتها للبقاء هناك فترات طويلة. ويأتي الزخم الجديد هذا، وفقا إلى الخبراء، من الهبوط الناجح لمركبة «كيوريوستي» الكبيرة في فوهة بركانية على الكوكب الأحمر في العام الماضي، والحماس لتنظيم رحلات إلى هناك للحصول على معلومات جديدة عن المخاطر الإشعاعية المترتبة عن هكذا رحلات.

* رحلات مأهولة

* وتقول وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إنها تأمل في إنزال رواد فضاء خلال عقدين من الآن، في حدود عام 2030، عندما يكون مدارا الكوكبين الأرض والمريخ متقاربين، وهي تطور لذلك صاروخا يحمل حمولة كبيرة، فضلا عن سفينة فضائية جديدة، لتحقيق هذا الهدف. لكن التحديات هنا تبقى كبيرة، وهي إبقاء الملاحين أحياء أثناء الرحلة، والإقامة أيضا على الكوكب، فضلا عن تأمين التمويل اللازم والدعم الحكومي.

ويقول تشارلز بولدن مدير «ناسا»: «لقد تغلبنا على التحديات الفنية في إنزال سفن فضائية على سطح الكوكب، وتشغيلها على الصعيد الروبوتي، أما اليوم، فنحن نطور التقنيات الضرورية لإرسال البشر».

ومع وضع الآمال والعراقيل معا قيد النظر، اجتمع أخيرا كل من بولدن والمسؤولين الآخرين في «ناسا»، مع مطوري الصاروخ والعلماء، وأرباب الصناعات الفضائية وغيرهم، في مؤتمر عقد بجامعة جورج واشنطن دام 3 أيام. وكان المتحدث الرئيس فيه بز ألدرن الرجل الثاني الذي سار على القمر في عام 1969. وكان الأخير قد أصدر أخيرا كتابا يصفه بالبيان الرسمي (مانفيستو)، يحدد فيه الأسباب التي يتوجب على الإنسان، ليس الهبوط على المريخ فحسب، بل أيضا إقامة مستوطنة دائمة هناك، «فقدر الإنسان هو استكشاف الفضاء والاستيطان في الكواكب الأخرى»، هذا ما أعلنه في كتابه «مهمة إلى المريخ» الذي حدد فيه الخطوات اللازمة لإتمام هذه الحملة، والذي أفسح فيه المجال للآخرين لكي يدلوا بدلوهم أيضا.

يقول ألدرن في كتابه إن إقامة مستعمرة باسم «بليموث»، أو «جيمستاون» في المريخ، هو في الواقع هدف بعيد المنال، غير أن وضع جدول زمني لإرسال بشر إلى مدار قريب من المريخ والعودة منه، أو حتى الهبوط في أحد أقمار ذلك الكوكب، قد يكون أسرع.
* خطط غزو المريخ

* وكان دينيس تيتو مستشار الاستثمارات الذي دفع 20 مليون جنيه إسترليني للذهاب إلى محطة الفضاء الدولية عام 2001 قد أعلن أخيرا عن خطط لإرسال رواد فضاء إلى المريخ في عام 2018، كما أن مجموعة هولندية تسمي نفسها «مارس وان» شرعت تجمع أموالا للهبوط على الكوكب في العشرينات المقبلة من هذا القرن. أما إيلون مسك من شركة «سبايس إكس» المتخصصة بالصواريخ والكبسولات الفضائية فيقول إنه سيكشف النقاب عن خطط شركته لاستكشاف المريخ في الشهور القليلة المقبلة. وكان مسك قد دخل إلى عالم الفضاء طامحا في إرسال كثير من الأشخاص إلى المريخ.

وكان الهبوط الناجح لـ«كيوريوستي» على المريخ، التي كانت الأكبر حتى اليوم، بزنة طن واحد، هو ما أقنع الجميع باحتمالات إمكانية إرسال بشر إلى هناك. لكن الطريق لا يزال طويلا وغير ممهد على صعيد التقنيات، وفقا إلى مايكل غزاريك المدير المشارك في الإدارة التقنية للمهمات الفضائية في «ناسا»، نظرا لأن هبوط البشر على المريخ قد يتطلب سفينة بزنة 40 طنا. ومع ذلك يؤكد غزاريك أن التقنية هذه قيد التطوير، وأن الهبوط البشري عليه قد يتحقق في عام 2030. والأمر الآخر المشجع هنا هو أن العامل الصحي المخيف المتعلق بالإشعاعات الخطرة في الفضاء، هو في المريخ ذاته أقل تقريبا مما كان يعتقد سابقا.

فقياسات الإشعاعات الشمسية التي كانت مصدرها «كيوريوستي» كانت عالية، ولكن ليست بمستويات تحول دون القيام بالمغامرة، وهذا مما يتطلب حماية الرواد بطبقات واقية. وقد وجد العلماء أن مخاطر حصول أمراض متأخرة بسبب هذه الإشعاعات ليست بتلك الدرجة العالية لدى الذهاب إلى المريخ من البقاء طويلا في محطة الفضاء الدولية. كما يتوجب على «ناسا» تصميم بدلات فضائية يمكنها تحمل البرد القارس هناك، فضلا عن الغلاف الجوي الرقيق المكون بغالبيته من ثاني أكسيد الكربون.

والعائق الأكبر في الواقع هو المال. فقد تحدى الرئيس أوباما وكالة «ناسا» لكي ترسل روادا إلى المريخ في عام 2030. بيد أن ميزانية الوكالة حاليا هي صغيرة، وتشكل جزءا مما كانت عليه قبل سنوات في عهد الرئيس جون كيندي الذي وضع جدولا زمنيا دقيقا للهبوط على سطح القمر. وتتلقى الوكالة حاليا أقل من 0.5 في المائة من الميزانية الاتحادية، مقابل 4 في المائة في أوج برنامج «أبوللو». ومشكلة التمويل هذه هي أحد الأسباب التي دفعت الشركات الخاصة، ووكالات الفضاء في الدول الأجنبية، إلى محاولة لعب دور كبير في غزو الإنسان للكوكب الأحمر، وإن ظلت «ناسا» شريكا لا يمكن الاستغناء عنه في مهمات كهذه.

ويقول جون غرنسفيلد مدير الإدارة العلمية للمهمات الفضائية، إن إرسال بشر إلى المريخ هو التعبير النهائي لهدف الوكالة الطويل الأمد، ألا وهو دمج العلوم مع الاستكشافات الفضائية. ولأنه، أي غرنسفيلد، الذي حلق 3 مرات بالمكوك الفضائي لإصلاح المرصاد «هابل» وتحديثه، فهو يملك خبرة واسعة بقدرات رواد الفضاء، التي يمكن أن يحققوها. فبالنسبة إلى المريخ، كما يقول، «فإنه في خلال أسبوع فقط يمكن للرواد إتمام مهمة (كيوريوستي) كلها».

ووفقا إلى الاستطلاعات التي أجرتها شركة «بوينغ»، يبدو أن الرأي العام يحبذ إجمالا استكشاف المريخ بشريا. فقد صوت 75 في المائة منهم إلى جانب زيادة الإنفاق على «ناسا» لتصبح واحدا في المائة من الميزانية الاتحادية، أي مضاعفتها مما هي عليه حاليا.

يبقى القول إن دعم الشعب الأميركي لبرنامج «أبولو» للنزول على القمر كان حافزه الأساسي التنافس مع الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة. لكن لا يوجد اليوم منافسون كالسابق.

ولـ«ناسا» صلة حميمة بالمريخ، فجميع المركبات الـ7 التي هبطت عليه حتى الآن، ونجحت في مهمتها كانت أميركية. لكن هذا قد يتغير مستقبلا مع قيام كل من أوروبا وروسيا والهند والصين بتوسيع برامجها الخاصة بالمريخ، بحيث يكون الفريق الذي سيهبط عليه مكونا من هذه الدول.

المصدر: الشرق الاوسط

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على تنافس دولي لغزو المريخ

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
7268

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار العلم والتقنية