ابتكار إلكتروني يقلل الحوادث المرورية

مشاكل التكنولوجيا كثيرة ولكن لا غنى عنها فقد أصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة الحديثة، ولكن المدهش هو أن تجد الحل من التكنولوجيا ذاتها، وهذا ما حدث في موضوعنا لليوم فلحل مشكلة حوادث السيارات ابتكر الإماراتيان "عبد الله العوضي" و"إبراهيم الهاشمي" نظام إلكتروني متكامل يحاكي الأجهزة المستخدمة في أنظمة السلامة الموجودة في الطائرات، يدعى (نظام إلكتروني للحد من حوادث الطرق التتابعية).

ويعتمد هذا الابتكار على تنبيه السائق إلى وقوع حادث لاتخاذ مسار آخر، منعاً للحوادث المتتابعة، وذلك بعد أن تعرف الشابان على هذه الأجهزة وتعاملا معها أثناء عملهما كمهندسي طيران في إحدى شركات الطيران في الدولة، وقد أمضيا قرابة السنة والنصف وهما يجريان دراساتهما حول هذا النظام حتى توصلا إلى فكرته النهائية القابلة للتنفيذ والتطوير.

من جانبه ذكر مهندس الطيران وقائد الطائرات الرياضية "عبد الله العوضي" أن الفكرة جاءت من داخل بيئة العمل، فهناك نظام مبهر يساعد طاقم الطائرات على تحديد مسارها في الجو ومنع اصطدامها ببعضها، ففكر المهندسان في محاكاة هذا النظام الذكي والمتكامل وتطبيقه على شوارع الإمارات، بشكل يعمل على تنبيه السائق تدريجياً أثناء قيادته على الطرق السريعة بوجود حادث ما أمامه وضرورة التخفيف من السرعة أو الانتقال إلى مسار آخر أكثر أمانًا.

وأضاف "العوضي" أن النظام الذي ابتكره جزء منه مستوحى من نظام التنبيه الموجود في السيارات الحديثة مع بعض التعديلات البسيطة، ومن أنظمة النقل الذكية المستخدمة في الأنفاق والطرق السريعة المستخدمة في الدول المتقدمة.

أما مهندس الطيران"إبراهيم الهاشمي" فقد شرح كيفية عمل النظام وطبيعته، حيث يقوم على تثبيت أضواء على تلك الفواصل أو القطع الحديدية الموجودة على الشوارع وتركيب إضاءة أخرى على كتف الطريق "الحواجز"، بحيث تشير تلك الأضواء على أرضيات الشوارع بوجود حادث أو عدم وجوده بينما تضيء المخارج الأخرى بلون مختلف لتوضح للسائق أن المسار الذي يسير عليه في نهايته حادث وأن عليه الانتقال إلى المسارات الأخرى الأكثر أمانا، أما الأضواء التي وضعت على كتف الطريق فتبين للسائق مدى قربه من الحادث، فعلى سبيل المثال اللون الأخضر يعني أنه لا يزال بعيد عن الحادث والبرتقالي أنه بات أقرب والأحمر صار قريب جداً من الحادث وهكذا.

الجزء الآخر من المشروع هو برمجة اللوحات التنبيهية الموجودة في الشوارع ويكتب عليها السرعة المسموح بها، وعبر برمجتها واتصالها بالأضواء سابقة الذكر والأجهزة الحساسة ستتغير السرعة الموجودة عليها أوتوماتيكياً وتحدد للسائق سرعة جديدة يجب عليه الالتزام بها، حسب حالة الطريق ووجود حادث ومدى قرب السائق منه، بالإضافة إلى مجسات أخرى تتوزع على الحواجز أو أطراف الطريق لتقوم بعملية مسح غير مرئي لتحديد مكان الحادث أو مكان أي عائق آخر كحيوان يعرقل الطريق أو ضباب كثيف ونحو ذلك .

وترتبط الإضاءة والمجسات واللوحات التنبيهية معاً بنظام إلكتروني متكامل متصل بغرفة التحكم التي يفترض وجودها لدى إحدى الجهات الأمنية المعنية بمتابعة الحوادث المرورية، مما يجعلنا نتفادى اصطدام المركبات ببعض بشكل تتابعي نتيجة عدم علم السائقين بوجود حادث أمامهم يتخذون لأجله الحيطة والحذر .كما قام المهندسان "العوضي" و"الهاشمي" بعمل مجسم توضيحي بسيط لمشروعهما وفيلماً ثلاثي الأبعاد، ويعملا حالياً مجسم أكبر يدمجا فيه كل الأجهزة التي يتطلبها المشروع.

وتتميز الإمارات بجهود أبنائها، وبفضل هذا الابتكار تمكن المبتكران من الحصول على موافقة مبدئية من صندوق خليفة لدعم مشاريع الشباب، وطموحهما كبير نحو دعم كامل من الصندوق وغيره، كما دعتهما إحدى الجهات لتسجيل ابتكارهما في جمعية الأمن وسلامة الطرق في بريطانيا ، وهذا تميز نحسبه للإمارات وأبنائها ..

المصدر: ابتكار