ابتكر علماء حلا جذريا لتخفيض الأضرار البيئية لضفادع القصب المنتشرة في استراليا.
لقد درب العلماء سحالي الورل، المعروفة محليا باسم غوانا، على عدم أكل هذه البرمائيات السامة.
وفعلوا هذا عن طريق إطعام سحالي الغوانا صغار ضفادع القصب، وهي الأقل قوة وسُمّية من الضفادع البالغة.
ويقول الباحثون إن توسيع التجربة قد يساعد في تعزيز الحياة البرية في قارة استراليا.
ونشرت نتائج الدراسة في دورية رويال سيتي جورنال.
وقالت جورجيا وورد فير، رئيسة فريق البحث، من جامعة سيدني: "لقد أدهشتنا النتائج للغاية، بمرور الوقت اكتسبت بعض السحالي هذه المعرفة، واستطاعت البقاء في ظل وجود كثيف جدا لضفادع القصب، والتي لا يرى لها مثيل في البرية".
وكانت ضفادع القصب قد استجلبت إلى أستراليا في ثلاثينيات القرن الماضي، لمواجهة آفات قصب السكر.
لكن هذه الضفادع انتشرت بشكل هائل، ودمرت العديد من الحيوانات البرية في تلك القارة.
ومن بين أكثر الحيوانات تضررا سحالي الغوانا ذات اللون الأصفر المنقوط، وتراجعت أعدادها بنسبة 70 في المئة، حسب التقديرات.
وحينما تغزو هذه الضفادع منطقة جديدة، تتغذى عليها تلك الزواحف ذات اللون الأصفر المنقوط بالأسود، ومن ثم تموت.
وخلال التجارب تعقب الباحثون هذه السحالي البرية، قبل قدوم الضفادع إلى المكان.
وتقول الدكتورة وورد فير: "لقد قدمنا للزواحف ضفادع صغيرة عبر جهاز تقني صغير، وهو قضيب تلسكوبي للصيد. وألحقنا بالضفادع حزاما من القطن".
وأضافت: "لقد تسللنا إلى السحالي ومددنا قضيب الصيد".
لقد تسببت الضفادع الصغيرة في مرض سحالي الغوانا، لكنها لم تكن سامة بدرجة تسبب لها ضررا دائما.
ثم ألحق العلماء بعد ذلك أجهزة إرسال إذاعية، لتتبع سحالي الغوانا، مع وصول البرمائيات إلى المنطقة.
ولم يكرر أغلب السحالي الست عشرة، التي خضعت للتجربة وتذوقت الضفادع، نفس الخطأ مرة أخرى، وعاش أكثر من نصفهم طيلة الثمانية عشر شهرا مدة الدراسة.
كما تتبع فريق البحث 31 سحلية غوانا "غير مدربة"، لم تأكل ضفادع القصب من قبل.
وقالت الدكتورة وارد فير: "لقد رأينا سحالي الغوانا، التي لم تتعرض لخبرة سيئة مع صغار الضفادع، تموت بسرعة. لقد مات جميعهم خلال ثلاثة أشهر بعد غزو ضفادع القصب الطبيعية للمنطقة. وبنهاية الدراسة ماتت كل السحالي غير المدربة".
وأضافت: "هذه الدراسة تقدم دليلا، على أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تكون فعالة للغاية، وتوظيفها في الحياة البرية يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير، على أعداد سحالي الغوانا".
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!