تمرق سيارات مسرعة على بعد أمتار منهم وتهيل التراب والرمال عليهم وسط ضجيج شديد بينما الشمس فوقهم ليس لهم من دونها حجاب.
هكذا يصف محمد على فياض قائد الفريق العراقي للرماية بالقوس والسهم حالهم وهم يتدربون في العراء على جانب الطريق في بلادهم مقارنة بالمجمعات الحديثة الموجودة في مدينة انشيون الكورية الجنوبية حيث تقام دورة العاب آسيا.
وأبلغ فياض رويترز "لا يوجد ميدان واحد للرماية في بلادنا"
وتابع "في إحدى المرات كنا نتدرب في الشارع وفجأة بدأ مسلحون في الاشتباك على بعد مئة متر منا. اضطررنا للتوقف والاختباء في ملجأ لحماية انفسنا."وسافر ستة رماة من العراق إلى انشيون وعبر الفريق عن فرحته بمجرد المشاركة التي اعتبرها نصرا في حد ذاته بعد أن اصبح الحصول على ميدالية أمرا بعيد المنال بالنسبة لهم.
وأضاف فياض في مقابلة مع رويترز "في بعض الاحيان نتدرب على جانب الطريق.. بجوار السيارات المسرعة. الأمر خطير لكن ما باليد حيلة."وتابع "حياتنا اليومية في العراق اصبحت تشكل تهديدا خطيرا"
ويضرب العنف الطائفي العراق وذكرت الامم المتحدة أن 1420 شخصا على الأقل قتلوا في أغسطس.
وقال فياض أن ارساء الأمن واعادة بناء البلاد التي مزقتها الحرب يتعين أن يكون الشغل الشاغل للحكومة العراقية لكنه طالب بضرورة المساعدة على انعاش قطاع الرياضة أيضا.
وتابع "الحكومة ترغب في مساندة الرياضة لكن الوضع الذي نعيشه سيء جدا. لكني ارى أن مستقبل الرماية في العراق مشرق. نحارب من أجل مواصلة التدريب."
ويقول فيدات ايرباي مدرب الفريق العراقي الذي سبق له الدفاع عن الوان تركيا كما درب منتخبها الوطني "نتدرب في السليمانية وهي ارض كردية وبالتالي آمنة نسبيا."
وتابع "أكثر أمانا على كل حال من بغداد."
وقال ايرباي أن الحكومة تدفع ثمن أدوات التدريب لكن التدريب ذاته اصبح أكثر صعوبة لعدم وجود المنشآت المناسبة.
وخسرت العراقية رند المشهداني مواجهتها في الدور الأول امام اليابانية كاوري كاواناكا 7-1 يوم الجمعة.
لكن الرامية البالغة من العمر 20 عاما قالت انها لن تستسلم للواقع.
وأوضحت لرويترز "في العادة احقق نتائج افضل مما فعلت اليوم لكني بخير على كل الأحوال. لم اكن اتوقع أن افوز بالذهب هنا لأن المنافسات يملكن خبرة كبيرة جدا لكني مع ذلك دخلت المواجهة بغرض الفوز."
وعرضت المشهداني صورا على هاتفها المحمول لتدريباتها على جانب الطريق في العراق وقالت انها دخلت عالم الرماية بالقوس والسهم وهي في 13 من عمرها.
وأضافت أن الرماية تجري في دمها.
وتابعت "والدي هو رئيس الاتحاد العراقي للرماية بالقوس والسهم وامي علمتني هذه الرياضة وهو ما ساعدني كثيرا."
واستطردت "هذه الرياضة لم تحسن قدراتي فقط على الرماية لكنها علمتني السلام الداخلي والقوة الذهنية."
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!