الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار الصحة والطب طبيبك الخاص › بعد الزواج: تصبح اللباقات في "خبر كان"

صورة الخبر: بعد الزواج: تصبح اللباقات في "خبر كان"
بعد الزواج: تصبح اللباقات في "خبر كان"

لماذا يقطع الرجل حبال اللباقة و"الإتيكيت" مع المرأة ما إن تصبح على ذمته؟
ثَمّة أسباب ومبررات كثيرة، واعتراضات لها أول وليس لها آخر، نُسلِّط الضوء عليها في هذا التحقيق.
يُقال إنه قبل الزواج يفتح الرجل باب المصعد لخطيبته من باب "Lady is First" وبعد الزواج، يسبقها إلى المصعد وما عليها إلا أن تعتمد على حظها في مسألة لحاقها به قبل أن يغلق الباب.

ويُقال أيضاً إنه قبل الزواج لا يحمّل الرجل خطيبته أي شيء، وبعد الزواج يحمّلها أكياس الخضار والفاكهة، وإذا أمكنه أن يحمّلها هاتفه الخلوي، وأوراقه فلن يقصر. قبل الزواج لا تمر مناسبة إلا ويقدم الرجل إلى خطيبته باقة من الورد. وبعد الزواج، تذبل الورود وهي تنتظر زوجاً يشتريها، وإذا عاتبته زوجته يقول: "هل توجد بين الأزواج مثل هذه الحركات؟".

- لا لَباقة ولا مَن يحزنون:
اللباقة في العلاقة الزوجية من وجهة نظر ميرنا، عبارة عن "مشهد تمثيلي جميل". تقول إنها "صدِّقته" أثناء الخطبة و"افتقدته" في صبيحة اليوم الأول لزفافها، فالرجل "الذي تحول من "جنتلمان" إلى زوج، لا يَفْقه في الأصول والذوق شيئاً". وهي تعترف بأن هذا ما جعلها تعتبر أن "لباقة الرجل مؤقتة ومبرمجة وفقاً لخططه، لهذا تبلغ ذروتها في مرحلة الخطبة وتتلاشى في فترة الزواج الأولى".

تعود ميرنا إلى صبيحة أول يوم في حياتها الزوجية، فتقول مُحرَجة: "فوجئت بزوجي وهو يصدر صوتاً مزعجاً أثناء شُربه الشاي، فلمَّا سألته: ما هذا؟ أجاب: "ألم تجلسي مع رجل يشرب الشاي في بيته؟". تضيف: "بعدها، تَوالتَ المواقف المذهلة التي ضربت بصورة الرجل "الأكابر"، الذي عرفته أثناء الخطبة عُرض الحائط.ففي اليوم نفسه سبقني زوجي إلى الجلوس في المطعم من دون أن يسحب لي الكرسي كعادته.

ولأن تَغيُّر الحال من الْمُحال، تقول صاحبة الحكاية إنها توقفت عن الشجار مع زوجها بعد كل موقف يصدر عنه. لهذا تُقسم بأنها ما عادت تعاتبه حين تستيقظ وترى حذاءه وسط غرفة الجلوس، ولا تفتح فمها إذا جلس قبلها إلى مائدة الطعام، فـ"الإتيكيت" يعيش في وادٍ وهما في وادٍ، "لهذا لا داعي للشجار طوال الوقت".

- استعراض:
هل من السهل أن يعترف الأزواج بحقيقة تغيرهم بعد الزواج، فيقولون نعم، لم تعد اللطافة والذوق و"الإتيكيت" من مفردات قاموس علاقتنا الزوجية؟ لم يكن الاعتراف بالتغيُّر بالأمر الصعب على كريم حلمي، الذي يسارع إلى القول: "نعم تغيرت، ولم أعد الشاب الذي كنته في أيام الخطبة"، موضحاً أن "لباقة الشاب في مرحلة الخطبة ليست نفاقاً أو تحايلاً، بل أسلوب يتناسب مع ما تتطلبه المرحلة". يضيف: "لهذا، نراه يتملّق خطيبته ويتودَّد لها، مؤدياً دور اللَّبق بمنتهى البراعة"، مُشبِّهاً أسلوب الشاب في الخطبة بأسلوب المتقدِّم إلى وظيفة، حيث الذي يستعرض إمكاناته، ويُظهر مهارته، ويغش أو يبالغ في كتابة سيرته الذاتية لينال إعجاب المدير ويوقع معه عقد العمل، ومن ثمّ لكل حادث حديث.

ويرى كريم، المتزوج منذ 8 أعوام، أن "ما يُسمِّيه مرحلة تبييض الوجه، هي مرحلة أساسية في العلاقة، التي لا تتحمّل لاحقاً أي تبييض أو تزييف". يقول: "لهذا، لا يجد الرجل حرجاً في البقاء ممدداً على الكنبة إذا دخلت زوجته الغرفة، ولا يندم إذا طلب منها شيئاً من دون أن يقول: إذا سمحتِ، فلغة الأزواج خالية من أيّة تعابير منمَّقة، لأنّها ببساطة لغة اثنين خرجا من مرحلة التجميل التي تبلغ ذروتها في الخطبة".
- أريحية:
"من الخطبة إلى الزواج رحلة مليئة بالمتغيّرات والمفاجآت". بهذا، يوضح خالد الشناوي، وجهة نظره بعد مرور 10 سنوات على زواجه، فيقول: "الخطبة هي عبارة علاقة تضم رجلاً وامرأة غريبين. لهذا، تخضع لكثير من الرسميات واللباقة"، مؤكداً أن "احتمال فسخ الخطبة، وهو في حكم الوارد دائماً، يدفع بالعلاقة إلى البقاء تحت مظلة اللباقة و"الإتيكيت" إلى حين عقد القران، لتدخل الأريحية والبساطة والعفوية بعد ذلك في العلاقة، لأنّ الطرفين لم يعودَا غريبين كالسابق".تقاعُد:

إذا كان تغيُّر الرجل من الخطبة إلى الزواج حقيقة، فإن عدم رضا الزوجة عن ذلك التغيُّر هو "حقيقة أخرى" كما يقول شريف مكاوي، بعد 23 سنة على زواجه. يضيف: "تريد المرأة أن يكون رجلها "جنتلمان" طيلة 24 ساعة، فلا تتقبَّل تصرفاته العفوية إلا على مَضض، ولا تنسجم مع شخصيته التي لا تشبه مَنْ كان خطيبها حتى يمرّ وقت طويل لتتأقلم مع مسألة تغيره". لماذا لا يتّبع الزوج أسلوبه الذي كان عليه في زمن الخطبة؟. يجيب: "يصاب الرجل بالملل جرّاء مبالغته في التعبير عن مشاعره، وفي تعامله اللبق زيادة على اللزوم، لهذا يدخل مرحلة التقاعد من ذلك الأسلوب ما إن يتزوج".

- مجاملة قصيرة:
"العزف الطويل على وتر المجاملة مسألة متعبة ولا يتحمل أحد القيام بها دائماً"، بهذا يقدم جبرايل شربل كلامه، مشيراً إلى أنّ "العلاقة الزوجية لا تقبل مجاملة على الإطلاق". لهذا، يستعرض بعض السلوكيات المستحيلة، كأن يفتح الرجل باب السيارة لزوجته، أو يسحب لها كرسي مائدة الطعام، أو يطبق قول (Lady is First) في الأماكن التي يقصدانه، هكذا، يصف جبرايل الزواج بـ"المقصلة التي تسقط على رأس اللباقة، ما إن يخرج شهر العسل من البيت".

- إجتهاد:
عزف منفرد يقوم به جورج السمراني، المتزوج منذ عامين، من خلال رفضه الإنضمام إلى صف المعترفين بتغيُّر طريقة تصرفهم مع زوجاتهم بعد الزواج. فها هو يؤكد عدم تغيره وعدم تخلّيه عن عاداته، وأساليبه، وطريقته في الكلام والجلوس والمخاطبة، لأنّه ببساطة: مُصر على الإحتفاظ بقلب زوجته. يلوم جورج الرجال، الذين يتعاملون مع زوجاتهم بتلك "الأريحية الكريهة" كما يُسمِّيها، فيقول: "ينسى الرجل أنّ النقلة النوعية في أسلوبه مع المرأة ستأتي على شغفها به، وتلغي رغبتها في التجديد وإنعاش العلاقة، كما تحلم كل فتاة مخطوبة. لهذا، يصل الأزواج إلى حالة من الملل والضجر، من دون الوقوف على أسبابهما وخلفياتهما النفسية".

- الرجال أيضاً يعانون:
ويبدو أنّ الوقوف على أطلال اللباقة في العلاقة الزوجية، ليس حكراً على النساء، فها هو محمود بما يملأ قلبه، فيقول: "تخاطبني زوجتي كما يخاطب الآمر المأمور، فتقول لي: ادفع فاتورة الماء، قم بتدريس ابنك، اشترِ ما كتبته في هذه الورقة من طلبات، وكأن قاموس اللغة لا يحتوي على مفردات مثل: "إذا سمحت، أو من فضلك، أو من بعد إذنك".

يضيف: "تدخل زوجتي غرفة الجلوس وتمسك بالـ"ريموت كونترول" لتضع البرنامج الذي تحبه من دون الإكتراث لِمَا أتابعه، فإذا قمت بلومها لأنّها لم تستأذنني، ردّت باستهتار: "وهل بين الأزواج إذن؟". يتابع: "ترك زوجتي طاولة السفرة، ما إن تنهي طبقها، وجوابها الجاهز إن عاتبتها على خرق أصول المائدة هو: "ماذا ستنفعني الأصول حين تأخذ قيلولتك وتتركني أقوم بغسل الأطباق؟". محمود، الذي مضى على زواجه ست سنوات، لا يتذكر أن زوجته لم تقاطعه مرّة أمام الناس، "فهي مُصرّة على خرق أصول "الإتيكيت" وبروتوكول العلاقة الزوجية والإجتماعية في السر والعلَن، وكأنّها نسيت سيناريو دور الخطيبة اللبقة الذي أدته على مدار عام كامل".
- متحفظة:

"الزواج والخطبة، هما عبارة عن عالمين مختلفين بمفردات وسلوكيات مختلفة". بهذا، تُقدم ساندراتواتي، موقفها حيال التغيّرات التي تصيب العلاقة الزوجية بعد 6 سنوات على زواجها. وتقول: "المرأة ليست ساذجة لتصدق أنّ الإفراط في الذوق و"الإتيكيت" من طبيعة الرجل"، مؤكدة أن "ما يقوم به الرجل من مجاملات واندفاعات وإنفعالات خلال مرحلة الخطبة، ما هي إلا حركات مفضوحة لا تمرُّ على المرأة بسهولة".

يقاطع مهند جمعة زوجته ليشرح وجهة نظره، فيقول: "تفرض الخطبة على الطرفين علاقة مُتحفِّظة، سرعان ما تتفكك بعد الزواج، فتحل مفردات مكان مفردات أخرى، ليس لأن الكلمات مثل "إذا سمحت، ومن فضلك، بعد إذنك" ثقيلة وصعبة الإستعمال بعد الزواج، بل لأنّ العلاقة خرجت من إطارها الرسمي ودخلت إطارها الحميم". ومع ذلك، يؤكد مهند أنّه مازال يفتح باب المصعد لزوجته، كما كان يفعل حين كانت خطيبته، ومازال يرسل إليها بطاقات تهنئة في عيد ميلادها، وإن كان قد تخلَّى عن الكثير من السلوكيات الأخرى التي كانت تحبها.

فاطمة، التي لا تعترض على كلام زوجها، تضيف: "المشكلة أن فكرة إبهار المرأة وجذبها لم تعد لازمة بعد الزواج. لهذا، تتغيّر سياسة الرجل "المنمقة" التي كانت تُلبِّي أهدافه في مرحلة الخطبة، أما في ما بعد فعلى الدنيا السلام".

- نفاق:
ماذا تقول الزوجات في مسألة التغيُّر الجذري الذي يصيب العلاقة الزوجية؟ هل يوجهن أصبع الإتهام إلى الأزواج، أم يؤكدن أنهنّ شريكات في ذلك؟

افتقاد العلاقة الزوجية مبادرات الخطبة وسلوكياتها اللّبقة، مسألة لا يبدو أن أحداً يختلف عليها. فها هي آمال حكمت تُشبّه الخطبة بـ"فترة النفاق والأقنعة، التي يبذل فيها الطرفان على حد سواء جهداً خرافياً لإقناع الآخر بأنّه الشخص المثالي الذي كان يبحث عنه". والنتيجة كما تقول: "سقوط سريع لتلك الأقنعة التي تنتهي صلاحيتها بتوقيع عقد الزواج".

آمال، التي مرّ على زواجها 11 سنة، تضحك، وهي تؤكد أنّ "آخر هَمّ للرجل هو أن يثبت لزوجته أنّه هو نفسه ذاك الـ"جنتلمان" الذي كان في أيّام الخطبة. والدليل أنّ الرجل لا يفكر في فتح باب المصعد لزوجته فقط، بل ينسى أنّها كانت معه، فيضغط زر الطابق الذي يسكنه، وفي باله ألف شيء غير زوجته التي تنتظر المصعد لينزل من جديد إليها".
* تغيُّر الأولويات:

تغيُّر شخصية الأزواج بعد دخول القفص الذهبي، مشكلة لابدّ أن تكون لها دوافعها وأسبابها. لهذا يُعدِّد مدير "أكاديمية الفرحة" الموجِّه الأسري الدكتور محمود لملوم، الأسباب التي تُحوِّل الرجل من "جنتلمان" إلى رجل لا يُراعي أصول "الإتيكيت" مع زوجته كالآتي:

1- تحقيق الرجل هدفه الرئيسي من الزواج يقف وراء تغيره، فالعروس التي كانت حلمه أصبحت ملك يديه. لهذا فلن يضطر بعد الزواج إلى إقناعها بمزاياه التي أغلبها مزيف.
2- تَمكُّن الرجل من قلب الزوجة الذي أصبح ملكاً له وحده.

3- التعب من النفاق والتكلّف في مرحلة الخطبة، وضرورة كشف السلوكيات الحقيقية حتى يرتاح من دوره القديم.
4- تبدل الأولويات ونزول الإهتمام بالزوجة إلى المرتبة الثالثة أو الرابعة، بعد أن يصبح مستقبل العائلة والأبناء الهم الأكبر.

5- تحوُّل الرجل من نمط التفكير العاطفي إلى نمط التفكير العملي والمنطقي، أي غلبة نشاط المخ الأيسر، المتعلق بالمنطق والتفكير العميق والنقدي والأرقام على نشاط المخ الأيمن المتعلق بالإبداع والعواطف والمشاعر.
6- رغبة الرجل في الظهور أمام الناس بصورة الرجل القوي الذي لا تسيطر عليه زوجته.

- تمثيل:
في سياق تعليقها على الموضوع، تعدّل نادية عبدالحميد في عبارة أُم كلثوم التي تقول انت فين والحب فين"، لتحولها إلى: "الأزواج فين واللباقة فين؟"، موضحة أنّها بذلك الرأي لا تنتقد الأزواج ولا تتهمهم بالتقصير، "فالرجل والمرأة متشابهان من حيث التمثيل، ومختلفان من حيث التوقعات التي تصاحب المرأة كظلها بعد الزواج، في حين يقترب الرجل من الواقع، فيتفهَّم أن زوجته ليست تلك "الموديل" التي كانت تلعب معه دور الفتاة، التي تتكلم بصوت منخفض وتبتسم بحساب، وتتسم بالذوق واللباقة وتفهم في "الإتيكيت" كأنّها تحمل شهادة جامعية فيه".

لهذا، تؤكد نادية أن سنوات الزواج الـ28 علّمتها أنّ الخطبة "هي مرحلة تمنح الطرفين فرصة التمثيل، وكذلك تمنحهما كأس النجاح الباهر، لأنّه ما من رجل وامرأة إلا وتخطَّيا الامتحان بأعلى الدرجات". أما لماذا يخفق الأزواج في متابعة تلك التمثيلية، فتعزو نادية السبب إلى "صعوبة الدور، والعبء الذي يرميه على صاحبه". وتتساءل قائلة: "كم من الصعب على الرجل أن ينصت إلى امرأته بعد الزواج، كما كان يفعل في أيام الخطبة، وكم من الصعب أن يستخدم في حديثه معها عبارات مُنمّقة. فالرجل يدخل بيته منهكاً من وظيفته، ولا حاجة له إلى القيام بوظيفة أخرى أصعب من تلك التي كان يؤديها في مكتبه". تضيف: "لعلّ المشكلة الكبرى في هذه المناقشة، تكمن في قدرة الرجل على أن يكون "جنتلمان" حقيقياً مع أي سيدة إلا مع زوجته، وهذا ما لا يمكن أن تبتلعه الزوجة المسكينة".

- نادر الحدوث:
"التحول في منهج العلاقة الزوجية، أمر طبيعي ولا يحمل مؤشرات سلبية" كما تقول منى أبوعبيد، لافتة إلى أنّه "كما تبدأ العلاقة بين صديقين بالمجاملة، والتحفُّظ، وترك مسافة حرص بينهما، تبدأ العلاقة بين الرجل والمرأة بكثير من اللباقة والمجاملة في مرحلة الخطبة وقليل منها بعد الزواج". والسبب كما تراه منى هو "حالة التعوُّد التي تخلع عن الزوجين لباس التكلُّف والتصنُّع والادِّعاء، فلا يعود الرجل عمر الشريف، ولا المرأة فاتن حمامة، ولا الزواج فيلم عربي يتقن فن الضحك على الناس".

وتشير منى إلى أنّ "اللباقة التي يتّصف بها الخطيب، صفة تنطبق على كل الشباب. وكذلك فإن تجاوز حدود "الإتيكيت صفة تنطبق على معظم الأزواج إن لم يكن جميعهم، لأنّهم خرجوا من مرحلة التصنُّع إلى مرحلة المعايشة الصادقة، التي لا تقبل بأن يضحك فيها واحد على الآخر"، مشيرة إلى أنّ "الأمر لا يخلو من بعض العادات القديمة، كأن يتذكر الرجل عيد ميلاد زوجته، أو يفاجئها بباقة من الورد، وإن كانت هذه الحركات نادرة الحدوث".

- على سجيته:
"الإعتراف بالتغيُّر بعد الزواج مستمر، وإن اتّخذ تسميات أكثر إيجابية"، كما جاء على لسان نعمة أبوعبيد، التي قاطعت ابنتها منى بالقول: "لا تبحث المرأة بعد الزواج عن براهين لتتأكد من نوايا زوجها، كما كانت تفعل في أيام خطبتها. لهذا، تموت التفاصيل الصغيرة باجتياز تلك المرحلة"، مشددة على أن "تفكير الفتاة العاقلة، لا يتوقف عند أصول الذوق واللباقة في المعاملة، فحياتها الزوجية أهم من مبادرة لطيفة ينساها الزوج في زحمة مشاغله".

وتمضي نعمة في الدفاع عن مركب العلاقة الزوجية الذي يتغيَّر مساره، فتقول: "من غير المنطقي أن تربط المرأة إحترام زوجها لها بتعديل جلسته بحضورها، وبوقوفه إذا دخلت المكان الذي هو فيه، وبانتظارها حتى تنتهي من الطعام ليغادر المائدة، فتلك مواقف لا تتكرر إلا في الخطبة، أما في الزواج فالعلاقة واضحة وشفافة، لأنّها تمنح كل طرف فرصة البقاء على سجيته".

- لن نفعله:
إذا كانت الخطبة مرحلة نفاق واستعراض عضلات، وتمثيلاً جميلاً لدور جميل باعتراف المتزوجين، فكيف ينظر العزاب إلى هذا التحول في العلاقة، وهل يصدقون ما يقوله أصحاب الخبرة والتجربة؟
لا تصدق بثينة النفذي إعترافات الأزواج فقط، بل تتهمهم "بالتقصير وإختيار الشكل التقليدي للعلاقة"، فالعِشرة من وجهة نظرها "لا تعني تجاوز الخطوط التي كانت بين الطرفين في مرحلة الخطبة. لهذا، على الرجل أن يعرف أن لباقته هي أحلى مزاياه، ومن الغباء أن يفقدها بعد الزواج تحت أي بند من بنود التبرير". وتمضي بثينة في تفسير موقفها متسائلة: "مَن قال إنّ على الشكليات السلوكية أن تتغيّر بعد الزواج، فيتوقف الرجل عن التكلُّم بشكلٍ راقٍ، كأن يُجيب عن مكالمة زوجته إذا كان مشغولاً بالقول: "نعم، ماذا تريدين؟"، بعد أن كان يقول: "هل في إمكاني الإتِّصال بك لاحقاً يا حبيبتي؟".

وكذلك الأمر مع المرأة التي تتصرف بخلاف كل وعودها التي قطعتها على نفسها في أيام الخطبة، فتستقبله برائحة المطبخ، وتنسى أن تشكره إذا أحضر أغراضاً للبيت، وتتجاهل وجوده فيه مُصرَّة على متابعة مسلسلاتها العربية، من دون أي مراعاة لوجوده ولرغبته في مشاهدة التلفزيون"، باختصار، تحمّل بثينة الأزواج مسؤولية إفقاد العلاقة تلك اللمسة الراقية، التي كانت موجودة في مرحلة ما قبل الزواج.

- أنتم السبب:
"اتركونا نحلم"، بهاتين الكلمتين، تطالب الجامعية نور واكد، الأزواج بالتوقف عن كسر أحلامها، فهي مؤمنة بأن "لباقة الرجل ليست قناعاً يستعمله في فترة ويرميه في فترة أخرى"، لهذا تعلن أنّها "ستحافظ على صوتها الرقيق، وتعاملها الراقي، وأسلوبها الـ(Class) بعد الزواج كما ستكون في مرحلة الخطبة".
نور، واحدة من جيل حالم يعتقد أنّ الزواج "حكاية كاملة المواصفات". لهذا، تدافع عن حلمها بالقول: "التغيُّر الذي يصيب العلاقة الزوجية سببه الأزواج، لا دوامة الحياة ومشاغلها. فانفعال الرجل الحاد،

سيُولِّد ردّ فعل حادّاً لدى الطرف الآخر، وكلامه أو صراخه لابدّ له أن يضع الزوجة في موقع لا تفضله لنفسها. لهذا كلما ابتعد الزوج عن شخصية الـ"جنتلمان" التي كان يؤدِّيها أيام الخطبة، اقترب الزواج من المنطقة الخطرة".

- ميوعة:
على خلاف التوقعات، تأتي دنيا سليمان، لتطيح برأيها كل ما قيل عن لباقة الرجل وربطها بالأسلوب الحضاري، الذي تفتقده بعض العلاقات الزوجية، فتقول: "أصف الرجل الذي يتّبع "الإتيكيت" بالميوعة وعدم الرجولة، وفقدان الثقة بالنفس، التي تدفعه إلى تمثل دور لا نراه إلا في الطبقات المخملية التي تظهر في أفلام الأبيض والأسود"، مشيرة إلى أنّ "الزواج أكثر التجارب الواقعية حدوثاً على وجه الأرض، فلا أوهام، ولا أحلام، ولا بيع كلمات أو تصديق وعود كما يحدث في الخطبة.

لهذا تصبح اللباقة في الزواج أسلوب محتالٍ لإخفاء ما لا يريد كشفه لزوجته، فيبالغ في لعب دور الزوج الـ"جنتلمان" حتى يبهرها فتعجز عن كشف ما يفعله خارج تلك الحلقة".

- نسيج تربوي:
تؤكِّد الطبيبة النفسية الدكتورة عبلة مرجان، أن "عدم وجود اللباقة والتصرف المدرج تحت شعار "الإتيكيت" في النسيج التربوي والنفسي للشاب، يدفعه إلى التخلي عن تلك السلوكيات بعد الزواج"، مشيرة إلى أنّ "الآثار النفسية التي تترتب على تحول الرجل من "جنتلمان" إلى زوج فظ، لا تطال العلاقة الزوجية فحسب، بل تصيب المرأة بالإحباط والمرارة، لأنّها لا تبوح بما يتملّكها من مشاعر الدهشة والخيبة، بل تحتفظ به في شيء يُسمَّى "بنك المشكلات والإحباطات" في علم النفس".

تضيف: "يتراكم غضب المرأة واحتجاجها وصدمتها من تشوه الصورة النموذجية للرجل في مخزونها النفسي، وهي أمور سرعان ما تطفو على السطح، إثر خلاف بسيط لا يستحق أن تنفجر لأجله، خاصة أنّ الزوج يتصرف كـ"جنتلمان" مع كل السيدات إلا مع زوجته".

المصدر: عرب نت 5

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على بعد الزواج: تصبح اللباقات في "خبر كان"

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
4230

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الصحة والجمال من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الصحة والجمال
روابط مميزة