عند الإصابة "بالزكام".. الذكور هم الجنس الأضعف
الرجال كانوا أكثر عرضة للإصابة بالجروح والتقرحات، نتيجة دورهم في الصيد ومحاربة الأعداء، ولذلك فإن استجابة جهازهم المناعي تطورت لتكون أضعف من النساء، حتى لا تقتلهم استجابة مناعية مفرطة بعد جرح بسيط في رحلة صيد في الغابة.
هكذا قدم مارك ديفيز، الأستاذ بجامعة ستانفورد الأمريكية، بمساندة فريقه البحثي عام 2013، أولى الدلائل القوية المساندة لما يعرف بزكام الرجال Man cold، أو أنفلونزا الرجال Man flu.
زكام الرجال هو مصطلح ساخر من الحالة التي يكثر فيها الذكور من كثرة الشكوى من التعب والإجهاد الشديد بعد إصابتهم بالزكام، في حين يمارس أغلب النساء نشاطاتهم اليومية بشكل طبيعي عند إصابتهم بنفس المرض، هو ما يسخر منه أحد الفيديوهات الشهيرة على اليوتيوب.
على سبيل المثال أوضحت دراسة سابقة قام بها فريق بحثي من جامعة جلاكسو الإسكتلندية شملت 17 ألف متطوع، أن الرجال عادة ما يبالغون في وصف أعراض الزكام أو نزلات البرد التي تصيبهم، بينما أرجع عدة أطباء نفسيين أن الظاهرة قد تتعلق بأسباب نفسية، حيث يحاول الرجال استغلال حالتهم لكسب المزيد من التعاطف.
هرمون يشفي وهرمون يمرض
في دراسته التي نشرت في دورية "Proceedings of the National Academy of Sciences"أوضح ديفيز أن ارتفاع هرمون الذكور "التستوستيرون" يقلل من استجابة الجهاز المناعي للقاح الإنفلونزا، حيث وجد الفريق البحثي علاقة عكسية بين ارتفاع هرمون الذكورة وكمية الأجسام المضادة للفيروس في دم المصابين.
ويشير الباحثون إلى أن الآلية نفسها ربما تكون وراء ضعف استجابة الذكور لمختلف اللقاحات، كذلك يضيف ديفيز إلى أن مكملات التستوستيرون التي يتعاطها مرتادو الجيم والصالات الرياضية، ربما تقوي عضلاتهم لكنها تضعف جهازهم المناعي.
undefined
لم يمض عام واحد على الدراسة، حتى دعمتها نتائج دراسة أخرى من جامعة هارفرد المرموقة، حيث وضح الباحثون بعد تجاربهم على فئران المعمل، أن هرمون الإنوثة الأستروجين له تأثير سحري على استجابة الجهاز المناعي.
فبعد حقن فئران مصابة بإلتهاب رئوي بكتيري بالهرمون، أظهرت الفئران معدل أسرع في التعافي، وهو ما ربطه العلماء بأنزيم ينشطه الهرمون ويعرف بـ (NOS3) .
على كل حال لاتزال الفكرة محل جدل بين العلماء، حيث يشير "جون أكسفورد" أستاذ علم الفيروسات بجامعة لندن، أنه خلال تجربة سابقة أجراها مع فريقه في الجامعة، لم يلاحظ أي فرق بين فترة الشفاء التي مر بها كلا الجنسين من المتطوعيين، بعد إصابتهم عمدا بفيروس الإنفولونزا.
undefined
لكن بما أن الذكور تجري في دمائهم تركيزات عالية من هرمون يزيد من ضعف مناعتهم بينما ينقصهم هرمون الإنوثة الشافي، فإن التعاطف معهم حال مرضهم، لا يبدو على كل حال كفكرة سيئة!
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!