تعد أمراض شرايين القلب السبب الأول والرئيس للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث يتخطى عدد الوفيات السنوية الناتجة عن تلك الأمراض أي مرض آخر يسبب الوفاة. وفي عام 2008 وحده توفي 17.3 مليون شخص في العالم بسبب أمراض شرايين القلب، وهو ما يمثل 30% من إجمالي عدد الوفيات في العالم. ومن بين هذا العدد الكبير كانت أمراض الشريان التاجي هي السبب الرئيس لوفاة 7.3 مليون شخص، بينما كانت جلطات القلب سببا في وفاة 6.2 مليون شخص.
وفي مصر بدأ استخدام طريقة جديدة وصفها متخصصون بأنها تمثل ثورة طبية رابعة في علاج شرايين القلب. ويتضمن الأسلوب العلاجي الجديد غرس أول دعامة دوائية حيوية قابلة للذوبان والامتصاص في الجسم، في الشريان المصاب بالضيق أو الانسداد لتوسيعه، بما يتيح للدم المحمل بالأكسجين التدفق للقلب بصورة طبيعية. وعلى الرغم من أن هذه الدعامة تشبه الدعامات المعدنية في أهدافها العلاجية، فإن هناك اختلافا جوهريا بين الأسلوبين، فالدعامة المعدنية تبقى بشكل دائم في الشريان المصاب، مما يجعل الشريان محاطا من الداخل بشبكة معدنية دائمة أشبه بالقفص، أما الدعامة القابلة للذوبان والامتصاص (ABSORB) فإنها تذوب تدريجيا ويقوم الجسم بامتصاصها خلال فترة عامين، تاركة الشريان مفتوحا ويعمل بصورة طبيعية دون أن يكون للدعامة أي أثر بعد ذلك.
وناقش مجموعة من أساتذة الطب في القاهرة مطلع الأسبوع الحالي الدعامة الجديدة، وقال الدكتور حازم خميس رئيس قسم القلب بمستشفى وادي النيل إن الدعامة الجديدة تعتبر خطوة إيجابية كبيرة في مستقبل علاج أمراض الشرايين التاجية، وتابع: «استخدمناها في 20 عملية قسطرة، وبعد متابعة الحالات بصورة دقيقة تؤكد النتائج التي رصدناها أن مستقبل هذه الدعامة مبشر للغاية».
وحصلت «ABSORB» على لقب «الثورة الرابعة» للدعامات العلاجية، اعترافا من الأطباء بتطورها وأسلوبها المبتكر في علاج انسداد الشريان التاجي. وتمثل هذه الدعامة أحدث الأدوات المستخدمة في القسطرة العلاجية، انطلاقا من الجيل الأول الذي كان قسطرة بالونية تستخدم في توسيع الشرايين، ثم الجيل الثاني الذي استخدم دعامة معدنية دائمة لتوسيع الشرايين، تلاه الجيل الثالث الذي استخدم دعامة معدنية دوائية يتم إطلاق جرعات دوائية منها بشكل تدريجي لضمان عدم انسداد أو تضيق الشريان مرة أخرى.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!