تعتبر قصة اكتشاف الكورتيزون شاهداً ودليلاً قاطعاً على أن اتباع المنهج العلمى فى سبيل اكتشاف الدواء هو أساس التوصل إلى وسيلة لعلاج المرض، وبدأت القصة عام 1928؛ حيث كان أستاذ الطب الأمريكى دكتور هنش يتابع حالة مريضة (65 سنة) تشكو من التهاب المفاصل الروماتويدى، وكانت تعانى آلاماً شديدة فى المفاصل والعضلات، لدرجة أنها كانت عاجزة عن المشى، ولقد لاحظ الطبيب أن المرض قد خفت حدته وتحسنت قدرة المريضة على المشى، وذلك بعد يوم واحد من إصابتها بمرض اليرقان (الصفراء)، ولقد استنتج د. هنش أن جسم المريضة ربما أفرز مادة معينة سماها المادة «إكس» إثر إصابة فى الكبد أدت إلى اليرقان، ويحتمل أن تكون هذه المادة هى هرموناً تفرزه الغدة الكظرية، وهو الكورتيزون، ولقد اتضح من دراسة طبية أخرى أن مرضى مصابين بمرض الربو الشعبى قد تحسنت حالتهم إثر إصابتهم باليرقان، مما يدل على أن المادة التى حسنت حالتهم الصحية هى ذات المادة التى خففت آلام التهاب المفاصل الروماتويدى ومتاعبه.
أعلن اكتشاف الكورتيزون عام 1949 وأطلق عليه اسم «معجزة الشفاء» وحصل مكتشفه على نوبل
وفى عام 1948 ذهبت امرأة شابة (29 سنة) إلى عيادة دكتور هنش وكانت مصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتويدى وعانت آلاما شديدة فى المفاصل وصعوبة فى المشى، وبعد حوار أجراه د. هنش مع زميل له، وهو دكتور كندل أستاذ الكيمياء الحيوية، تبين أن الأخير كان ضمن فريق بحثى نجح فى فصل أربعة مركبات من الغدة الكظرية كان من بينها هرمون الكورتيزون، ولما وصف له د. هنش حالة مريضته الشابة التى عانت آلام التهاب المفاصل الروماتويدى أبلغه د. كندل أن إحدى شركات الأدوية نجحت فى إنتاج مستحضر دوائى يحتوى على الكورتيزون وطلب منه حقن المريضة بجرعة من هذا المستحضر الذى ترتب على حقنه تحسن ملحوظ فى حالة المريضة.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
التعليقات على قصة الكورتيزون
هذا الخبر لا يحتوي على تعليقات.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!
أضف تعليق