فى شهر يوليو عام 1928، ترك عالم الميكروبيولوجيا معمله بمستشفى سانت مارى بلندن لقضاء إجازته الصيفية، وفى التسعة أيام الأخيرة من هذا الشهر، انخفضت درجة الحرارة لتصل إلى 20 درجة مئوية، ما تسبب فى تنشيط نمو فطر تسرب من معمل آخر فى المستشفى لينفذ من خلال كسر فى زجاج شباك معمل عالم الميكروبيولوجيا وينقض على مستعمرات البكتيريا التى تركها العالم قبل بدء إجازته، وعند العودة لاحظ وجود بقع صفراء فى مستعمرات البكتيريا التى تحللت تماماً، كما اكتشف أن الفطر الذى قضى عليها من فصيلة البنيساليم، ولذلك فقد سمى عالم الميكروبيولوجيا «فلمنج» المادة التى يفرزها هذا الفطر «بنسلين»، وهو أول مضاد حيوى عرفته البشرية، ولقد أدت المصادفات إلى هذا الاكتشاف العظيم، وذلك بأن ترك فلمنج الأطباق التى تحوى البكتيريا خارج الحضانة، وجاءت موجة البرد التى ساعدت على تكاثر الفطر الذى وجد طريقه إلى البكتيريا عن طريق كسر فى زجاج الشباك.
فى العام ذاته الذى عولج فيه تشرشل أجريت دراسات عديدة على البنسلين حتى تمكنت إحدى الشركات من إنتاج قدر كبير من البنسلين الذى استخدم فى علاج حالات مرضية كثيرة
وفى عام 1940 قام فريق بحثى بجامعة أكسفورد بقيادة فلورى وأبراهام وتشين بدراسة تأثير البنسلين فى فئران التجارب التى نقلت إليها عدوى بكتيرية تم الشفاء منها باستخدام البنسلين. وفى 12 فبراير 1941، أصيب رجل شرطة بجروح فى وجهه وذراعه عندما كان يتجول بين أشجار الورد، حيث لوثت الأشواك الجروح بالميكروبات، مما أدى إلى إصابة الوجه والعينين والذراع والعظام بإصابات صديدية مميتة عولجت باستخدام البنسلين كل ثلاث ساعات، ولما كانت كمية البنسلين غير كافية للعلاج، فقد استخلص الأطباء من بول الشرطى المجروح البنسلين لإعطائه له مرة أخرى، واستمر العلاج حتى تحسنت حالته.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
التعليقات على البنسلين.. قصة أول مضاد حيوى فى التاريخ
هذا الخبر لا يحتوي على تعليقات.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!
أضف تعليق