فى معرضه بمتحف محمود مختار ..فريد فاضل يبحث عن ناس النهر فى بلاد النوبة

فى معرضه بمتحف محمود مختار ..فريد فاضل يبحث عن ناس النهر فى بلاد النوبة

الدخول فى عوالم النوبة شغف تشكيليين كثيرين اعتكفوا لسنوات محاولين اكتشاف أرض بعيدة مليئة بتفاصيل تملأ الحياة نفسها و فنانين ذابت أرواحهم فى البحث عن لقطات تثير التساؤل عن أرض قبعت تحت مياه النيل وإبداع يخرج فى لوحات ، لا نستطيع أن نحدد طول الفترة الزمنية التى قضاها التشكيلى المصرى فريد فاضل فى بحثه فى أعماق النيل ليخرج بأكثر من 120 لوحة مختلفة المساحة والخامات قدمها فى معرض " البحث عن النوبة " المقام بقاعتى نهضة مصر وايزيس بمتحف محمود مختار بالقاهرة، ولكننا ندرك اختلاف نظرته عن النوبة التى اكتشفها من قبل حسين بيكار ومحمود سعيد من قبل، ليعرض فاضل بأسلوبه الخاص قصة تأثره بالنوبة ولا يكتفى بلوحات معرضه فقط وإنما يخرج بكتاب توثيقى للمعرض يضم نصوصاً كتبها فاضل نفسه من خلال حواراته مع أدباء نوبيين وسكان النوبة خلال رحلته وقصصاً قصيرة وخواطر شعرية عن كل لوحة قدمها .

ينتمى فاضل إلى المدرسة الواقعية التعبيرية التى تسجل حركة الحياة، مع إضافة أحاسيسه ومشاعره، ولكنه ينطلق أكثر فى الواقعية المفرطة ويعتنى بتفاصيل دقيقة فى ملامح أبطال لوحاته ومفردات الحياة فيهتم بانعكاس ضوء الشمس على براد شاى فى يد طفل صغير أو تجويف أحدثه مسمار مخلوع من قارب صيد .
من خلال حكايات النوبة أستوحى الفنان لوحة مثل " النوبة تتنفس تحت الماء " ليقترب من تخوم السريالية متأثراً بأسطورة ناس النهر النوبية التى تحكى عن أرواح النوبيين المتعلقة تحت مياه النيل وتعيش حياه كاملة فى القرى التى غمرتها مياه النيل بعد بناء السد العالى ، فيرسم فى لوحة تقترب دقتها من الصورة الفوتوغرافية بمنظور مرتفع لنهر النيل ومعبد أبوسمبل وفى المياه أرواح هائمة حول بيوت شفافة بلون الماء .
لم يبخل فاضل عن معرضه بإضفاء أجواء تزيد الحنين إلى النوبة وتنقل المتابع للمعرض إلى الحالة البصرية لبيوت منقوشة بتفاصيل الحياة بعرض فيلم تسجيلى قصير عن رحلته ولقطات له أثناء الرسم ولقاءات مع سكان المنطقة فتشعر بابتسامة صافية تعكس قلباً سعيداً مشاعره حقيقية مثل ابتسامة شاب نوبى أسمر تكشف عن أسنان بيضاء ، أو يقترب من ونسة نوبية على إيقاع الدفوف والصحبة تغنى للنيل والغربة والأصحاب بلغات نوبية خاصة.وتمايل النخيل مع رقصة "أراجيد" أصطف فيها النساء والرجال بوجوههم اللامعة .
اعتناء الفنان بالتفاصيل يجعل المتابع للمعرض يلتقط رائحة شاى نوبى عطر بالقرنفل، يشعر بملمس جلباب شاب يرتاح بجوار النيل أو جرجار إمرأة نوبية يشف عن جلابيب ملونة وحلى ذهبية كبيرة تزين صدورهن ..

المصدر: عرب نت 5