شعوب تحلم بالحرية في لوحات محمد رضا

شيء من القلق والبؤس يجمع أبطال لوحات الفنان الشاب محمد رضا، والتي تحتضنها نقابة الصحفيين في معرض "محطة الحياة"، والفنان متأثر بالرسام الهولندي الشهير رامبرانت ويسعى في معرضه لتصوير معاناة شعوب العالم مع الحروب وما شابه .

رضا من مواليد المنصورة وبالرغم من كونه خريج كلية العلوم بجامعة الأزهر إلا أنه عشق الفن وحصد الجوائز عن أعماله التشكيلية ضمن مسابقات الجامعات، ويشاهد زائر معرضه ستة وعشرين عملا أنتجها الفنان خلال عامين مستخدماً الألوان الزيتية عدا لوحتين كانتا بالقلم الرصاص.

لوحاته تبدو كالقصص القصيرة المحكية عبر اللون؛ ففي إحداها نلمح نقدا لحالة التعليم فهناك في يمين اللوحة طالبا يلقي بكتابه على الأرض ويقرر الاسترخاء باسطا ذراعيه.

ثم ينتقل المشهد ليسار اللوحة ليصور هذا الشخص بعدما وصل لمرحلة الشيخوخة وهو حزين على عمره الضائع في التعليم بلا جدوى .

كما عبر الفنان عن التلوث في لوحة نشاهد فيها رجلا يخرج من شجرة ويديه مكبلتان بالحديد من أثر التلوث في الطبيعة.

في لوحة أخرى نشاهد امرأة تقف خلف قضبان، ومن خلفها أشخاص ملقاة جثثهم على الأرض، وكأن الفنان يعبر عن حالة الحصار المفروضة على بعض الدول، والتي تعبر عنها هذه المرأة حينما تتطلع للعالم من خلف سجنها، وهذا المعنى يجسده الفنان بلوحة أخرى مع استبدال المرأة بأطفال .

المرأة في لوحات محمد رضا مهمومة دائما؛ فهي تارة تنظر للسماء وملابسها رثة وتدعو الله أن يحميها من طمع الرجال وعيونهم المفتوحة حولها، وبالفعل تهبط عليها ملابس من السماء في إشارة للستر والحماية، ونجد سيدة أخرى تبكي لوعة الفراق لأحبائها.وغيرها تضل طريقها في دوامة الحياة، وامرأة تسعى لإظهار نفسها لحبيبها .. وصولا لحالة الأمومة الطاغية في لوحات كثيرة والتي يغلب عليها الخوف على الصغار من المجتمع القاسي .

في لوحة أخرى نشاهد رجلا يلقي بنفسه على الأرض لإنقاذ "حمامة السلام" من أيدي مرتزقة الحروب، وعبر عنهم الفنان بجندي يضرب الرجل بسلاحه، ونشاهد حالة حزن وعجز تخيم على الأهالي من حولهما.

وفي بورتريه نرى رجل تملأ وجهه علامات جرح كثيرة وهو رمز لحاكم ظالم والأمواس المنتشرة في اللوحة تمثل الشعب.

والطائر نراه في لوحة أخرى يجلس بداخل قفصه رغم أن بابه مفتوح إلا أنه لا ينهض للخروج منه برغم وجود نافذة مفتوحة يشاهد عبرها الطيور في السماء محلقة، وهي صورة للشعوب التي أصبحت مستسلمة للقيود حتى بعد أن ترفع عنها.

وهناك لوحات إنسانية منها واحدة تصور عدد من الأيادي التي تسحب ستارا يغطي الشمس ( رمز الحرية) لتشع بنورها على العالم.

المصدر: عرب نت 5