مهرجان الاسكندرية السينمائي يكرم نجوم بكرة

أكد السيناريست ممدوح الليثي أنه لا يوجد في مصر الآن منتج شجاع يتبني المواهب الشابة‏,‏ والتليفزيون المصري أقوي بكثير من أي منتج خاص يستطيع تقديم المواهب الجديدة ونجوم بكرة في الأفلام والمسلسلات‏,‏ لذلك أتمني من الإعلام المصري صاحب أقوي مكانة إعلامية أن يعود لرسالته ويقدم عشرات المواهب من مذيعين ونجوم فنية‏,‏ وأن يصنع لهم الإعلام المناسب الذي يساندهم ويدفعهم للأفضل‏.‏

جاء ذلك في أولي ندوات مهرجان الإسكندرية أمس التي أقيمت تحت عنوان نجوم بكرة لتكريم النجوم الشباب المخرج عمرو سلامة‏,‏ وآسر ياسين‏,‏ ويسرا اللوزي التي اعتذرت عن عدم الحضور لانشغالها بأعمال فنية في القاهرة‏.‏

وحول دور جمعية كتاب ونقاد السينما في اكتشاف نجوم بكرة وتقديمهم للجمهور قال الليثي‏:‏ إن الجمعية لا تملك الإمكانات الإنتاجية التي تؤهلها لذلك‏,‏ وأكد أن دور الجمعية يقتصر علي اكتشاف هذه المواهب من الوجوه الجديدة وإلقاء الضوء عليها‏,‏ مشيرا إلي أن التليفزيون يكون دوره أقوي تأثيرا في تقديم نجوم بكرة‏,‏ وتوفير فرص عمل مناسبة لهم‏,‏ إلي جانب توفير الناحية الإعلامية التي تسهم في صنع هؤلاء النجوم‏,‏ وهو سلاح لا يتوافر لجمعية كتاب ونقاد السينما‏.‏

وأضاف أن الجمعية سوف تبدأ في تقديم دورات ومسابقات جادة لاكتشاف المواهب الشابة‏,‏ لكن ليس عندنا قدرات إنتاجية لتقديم هؤلاء النجوم‏,‏ وبالتالي فنحن نكتشف وعلي الإعلام المصري وشركات الإنتاج أن تتبني تقديم نجوم بكرة‏.‏

وقال الليثي‏:‏ إن المسابقات سوف تتم وفق أسلوب علمي وأخلاقي لاكتشاف المواهب بعيدا عن العشوائية أو المجاملة أو حتي الأساليب الملتوية‏.‏

وأشار إلي أن هناك أفلاما جديدة تحقق خسائر بسبب توقف شركات التسويق الخارجي عن العمل‏,‏ وبالتالي أصبح الفيلم يعتمد علي إيرادات الداخل‏,‏ وهي لا تكفي لتغطية تكاليفه‏,‏ صحيح أن التجربة أثبتت أن العمل الجاد والهادف لابد أن ينجح جدا‏,‏ لكن أصبحت السوق لها متطلبات‏,‏ خاصة بعد أن بدأ الموزعون والمنتجون يضربون أفلاما بأفلام‏,‏ فمثلا احكي ياشهرزاد لمني زكي الفيلم نجح وحقق إيرادات‏,‏ وتم ضربه بفيلم ألف مبروك لأحمد حلمي الذي نزل السوق واستحوذ علي الإيرادات‏,‏ وبعدها نزل فيلم طير أنت لأحمد مكي فسحب الإيرادات من حلمي وهكذا‏.‏

وفي رأيي أن هذه العملية التسويقية مع أفلامنا ستضر صناعة السينما المصرية‏,‏ وسيكون لها مردود سلبي علي أفلامنا وإنتاجنا السينمائي في المرحلة المقبلة‏.‏أما خيرية البشلاوي رئيسة المهرجان وصاحبة فكرة تكريم نجوم بكرة فتقول‏:‏ أنا مؤمنة جدا بالشباب ومتحمسة لهم‏,‏ لأنه لا يمكن لصناعة السينما عندنا أن تقوم علي‏4‏ أو‏5‏ نجوم فقط‏,‏ وتدور في فلكهم‏,‏ وبالتالي يحصلون علي أجور خيالية ومخيفة‏,‏ برغم أنهم لا يقدمون شيئا مفيدا للسينما‏!!‏ ومن هنا جاءتني فكرة تكريم نجوم بكرة بهدف تقديم المواهب الجديدة‏.‏

وأضافت خيرية‏:‏ في رأيي أن السينما المصرية ليست في أزمة‏,‏ لأنها سينما خصبة وولادة‏,‏ وعندنا كثيرون موهوبون ودارسون ويحترمون مهنة السينما والتمثيل‏,‏ ويتعاملون مع الموضوع بكل جدية والتزام واحترام‏,‏ وبالتالي فإن الأزمة هي أزمة مفتعلة وأمامنا الحلول كثيرة وموضوعية‏.‏

فالهدف من هذا التكريم أن يكون عندنا عشرات النجوم لكي يكون هناك تواصل بين الأجيال‏,‏ وبالتالي نستطيع تغذية السينما سنويا بدماء شابة وجديدة‏.‏

وتحدث المخرج الشاب عمرو سلامة عن مشكلات التجربة الأولي زي النهارده ولخصها في ثلاث مشكلات أساسية واجهته هي‏:‏ تصاريح نقابة السينمائيين التي ظل ينتظر صدورها لمدة عام‏,‏ وجود منتج يتحمس للفكرة والموضوع‏,‏ وعملية توفير ممثلين بأجور مناسبة‏.‏

وأضاف‏:‏ أشعر بالفخر والتقدير لهذا التكريم الذي جاء في بداية حياتي الفنية‏,‏ لكنه في الوقت نفسه وضعني في موقف المسئولية تجاه الجمهور وتجاه السينما التي عشقتها‏.‏

وعن أهمية الدراسة قال عمرو سلامة‏:‏ معظم الدارسين للسينما لم يقدموا فيلما جيدا هذه الفترة‏,‏ لكن كل شخص لم يدرس السينما عليه أن يجتهد ويطلع كثيرا‏,‏ مشيرا إلي أنه لم يدرس السينما لكنه يجتهد لكي يقدم شيئا مهما ويتواصل مع الناس‏.‏

وأضاف‏:‏ لقد بدأت بالكتابة‏,‏ ثم حصلت علي دورات كثيرة لكنها لم تكن منتظمة‏,‏ فقررت التجريب من خلال عمل أفلام قصيرة كثيرة‏,‏ لأنها في رأيي أفضل معلم بالنسبة لي ولغيري‏,‏ وهنا لابد أن أذكر المشكلة التي تعرضت لها مع النقابة‏,‏ والتي استغرقت عاما كاملا أطلقت عليه سنة الصمت التي سبقت ظهور الفيلم إلي النور‏,‏ فقد حرصت علي استغلال هذه السنة في الاطلاع والمعرفة والدراسة‏.‏

لذلك أعتقد أن الفيلم نجح برغم أنه لم يقدم لغة السوق السائدة‏,‏ لكن كل ما فعلته أن قدمت شيئا أحبه ومقتنعا به فأردت أن يراه الجمهور معي‏,‏ وبالتالي وصل إلي الجمهور‏.‏

أما عن فيلمه الثاني فقال سلامة‏:‏ أنا أمام مسئولية كبيرة لأني أحاول اكتشاف شيء جديد وتقديمه للسينما‏,‏ لذلك أتمني أن تكون الأفلام المقبلة علي المستوي نفسه من زي النهارده‏.‏

وعن الميزانيات المبالغ فيها حاليا قال‏:‏ الميزانية المحدودة ليست مبررا لتقديم عمل ضعيف‏,‏ فالمهم هو اختيار الموضوع والأشخاص المناسبين‏,‏ لذلك فأنا مقتنع بتقديم ما أحبه حتي لو قدمت‏5‏ أو‏6‏ أعمال في حياتي كلها‏,‏ وهذا ما فعله المخرج الكبير يوسف شاهين‏,‏ فقد رحل وهو راض عن مشواره الفني لأنه لم يقدم في حياته سوي الفيلم الذي يحبه ويقتنع به‏.‏

ومن جانبه قال النجم الشاب آسر ياسين‏:‏ هذا التكريم في بداية حياتي الفنية هو تشجيع كبير علي الاستمرار والبحث عن الأفضل دائما‏.‏

ثم تحدث عن بدايته مع التمثيل وقال‏:‏ بدأت في الجامعة الأمريكية‏,‏ فبرغم حصولي علي بكالوريوس هندسة ميكانيكية غيرت حياتي لأنني أدمنت التمثيل وأصبح كل حياتي‏,‏ لذلك لابد أن نحب الشيء ونخلص فيه جدا لكي نتفوق ونحقق شيئا مهما‏.‏

وقال آسر‏:‏ لقد عرضت علي عروض احتكار عديدة‏,‏ لكن رفضتها لأنها لا تفيدني فنيا‏.‏

وعن الأدوار التي قدمها علي الشاشة قال آسر‏:‏ كل دور قدمته كان صعبا‏,‏ لكن لابد أن يكون بداخلي تحد قوي لكي أقدمه وأتفوق فيه‏,‏ فلا أنسي أول دور قدمته في حياتي مع المخرج خيري بشارة في مسلسل قلب حبيبة‏,‏ فبرغم أنه كان دوراز صغيرا فإنه كان صعبا في وقتها لأنه وضعني علي طريق الاحتراف‏,‏ ثم قدمت بعد ذلك العديد من الأدوار في عمارة يعقوبيان وغيره‏,‏ لكن تجربتي الجديدة مع المخرج الكبير داود عبدالسيد في فيلم رسائل بحر هي خطوة مهمة جدا في حياتي الفنية‏,‏ لأنني اكتسبت منه خبرة كبيرة جدا‏,‏ لذلك فأنا غير نادم علي التضحية بالهندسة من أجل الفن‏,‏ وبرغم كل العقبات فإنني مقتنع بالطريق الذي اخترته وأعتبر أن فيلم الوعد جاء في وقته المناسب بعد أن حصلت علي الخبرة المطلوبة‏,‏ وكذلك رسائل بحر‏.‏

كما تحدث المخرج محمد خان خلال الندوة مؤكدا أن الموهبة والخبرة مهمتين‏,‏ لكنهما ليستا كافيتين‏,‏ فلابد من الولع بالفن والسينما لكي يكون هناك التزام ووعي بأهمية العمل الفني‏,‏ وهذا في رأيي يصنع فنانا جيدا‏.‏

من ناحية أخري أقام المهرجان مساء أمس بفندق السلاملك حفل عشاء لتكريم رؤساء المهرجان والمؤسسين‏,‏ شارك فيه بالغناء المطرب اللبناني سامو زين‏,‏ والمطربة رحمة كمال‏,‏ وقد نال الاثنان تصفيق وتقدير الحضور من ضيوف المهرجان‏

المصدر: egypty.com