الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار النجوم والفنفنون تشكيلية، فنون جميلة، موسيقى › أبجدية الأدب تنسج جماليات الخير والحب

صورة الخبر: جماليات الخير والحب
جماليات الخير والحب

كتب أوسكار وايلد، خمس قصص للأطفال، ولم يدر في خلده أنه قدّم خمس روائع خالدة. تّرجمت هذه القصص إلى أكثر من مئة لغة وتفاعلت معها الشعوب. القصص هي: الأمير السعيد- العندليب والوردة- المارد الأناني- الصديق الوفي- الصاروخ الباهر.

وثلاث منها لا تزال حاضرة في الأذهان كأنها وُلدت الآن، علماً أنها نُشرت عام1888 في كتاب "الأمير السعيد وقصص أخرى". وتبدو القصص تلك، خاصة "الأمير السعيد"، بمثابة أيقونة أدبية. إذ إنها نموذج إبداع فني منحكم يسرد بتشويق، جماليات الخير والحب، بأبجدية الأدب.

الأمير السعيد

تخلّف سنونو عن مواكبة سربه المهاجر الى مصر، هربا من برد الشتاء. وحطّ بين قدمي تمثال الأمير السعيد ليستريح ويلحق بسربه في اليوم التالي. وعندما وضع رأسه تحت جناحه لينام، سقطت عليه قطرة من الماء. تعجب. فالسماء صافية لا تمطر! سقطت قطرة ثانية، قال: لأبحث عن مدخنة أنام فيها. وقبل أن ينشر جناحيه، سقطت قطرة ثالثة. فرفع نظره الى التمثال وصاح: يا إلهي! ماذا أرى!؟ كانت الدموع تسيل من عيني التمثال فوق وجنتيه الذهبيتين.

سأل السنونو: من أنت؟ أجاب التمثال: أنا الأمير السعيد. قال: اذا كنت سعيدا، لماذا تبكي؟ قال التمثال: عندما كنت حياً وكان لي قلب مثل البشر، لم أعرف الدموع. عشت في قصر لا يدخله الحزن.

في النهار كنت ألعب مع رفاقي في الحديقة، وفي الليل أقيم الحفلات الراقصة. كان سور شامخ يحيط بالقصر، ولم أفكر مرة بالسؤال عن ما وراءه. لقبونني بالأمير السعيد. وبعد موتي رفعوني عاليا هنا. الآن أرى البؤس والتعاسة في مدينتي ولا أتمالك نفسي عن البكاء مع أن قلبي من معدن الرصاص.

تابع التمثال بصوت رخيم: بعيدا في الحي الفقير أرى خياطة منهكة في بيت صغير. إنها تطرز زهور الحب على ثوب وصيفة الملكة. يجب أن تنهيه غدا لتلبسه الوصيفة في حفلة القصر.. وفي زاوية الغرفة، طفل صغير مصاب بالحمى. يحتاج الى الدواء.. أيها السنونو الصغير، انزع الياقوتة الحمراء من مقبض سيفي وخذها لها. قال السنونو: لا أستطيع، يجب أن أستريح وأطير غدا الى مصر. قال التمثال: أرجوك. قال السنونو: لا أحب الصبيان، إنهم يرمونني بالحجارة.
عمل صالح

أطرق الأمير حزينا. قال السنونو: حسنا، سأفعل ما تريد. ثم نزع الياقوتة الحمراء وطار. حلّق فوق القصر حيث يرقصون وشاهد الوصيفة مع عاشق لها على الشرفة. سمعها تقول: أرجو أن يكون الثوب جاهزا للحفلة غدا. تلك الخياطة كسولة. ثم طار فوق المرفأ وسوق المال. وعندما وصل الى بيت الخياطة وجدها تغط في النوم. فوضع الياقوتة على الطاولة ثم عاد الى الأمير .

في اليوم التالي، ترجاه الأمير أن يبقى معه ليلة أخرى. وطلب منه أن يقلع الياقوتة الزرقاء من عينه ويأخذها الى شاب مسرحي يقتله البرد والجوع. وفي اليوم الثالث طلب منه الأمير الخدمة الأخيرة. قال السنونو: مستحيل. سيسقط الثلج قريبا. قال الأمير: في ساحة المدينة طفلة حافية القدمين تبيع الكبريت. إنها تبكي. لقد سقطت عيدان الكبريت في حفرة الماء.

سيضربها والدها. اقلع الياقوتة من عيني الثانية وخذها لها. طار السنونو بالياقوتة الى الفتاة.وفي اليوم الرابع رفض السنونو أن يترك الأمير الأعمى وحده. فجلس على كتفه وأخذ يخبره عن ذكرياته الغريبة في البلاد الغريبة. فقال له الأمير: ليس هناك أغرب من البؤس وعذاب الناس. قم بجولة فوق مدينتي وانقل لي ماترى. حلق السنونو فوق وسط المدينة وشاهد الأغنياء يمرحون والمتسولين يقفون عند أبواب منازلهم الفخمة.

ثم طار فوق الأزقة المظلمة وشاهد الأطفال الجائعين يحدقون بوجوههم البيضاء بالظلام. عاد وأخبره. طلب منه الأمير أن ينزع وريقات الذهب التي تغطيه ويوزعها على الفقراء.

انتزعها السنونو وحملها بمنقاره ورقة ورقة الى الجياع. بعد ذلك شعر بالبرد يتغلغل في قلبه وعرف أنه سيموت. فبذل مابقى فيه من قوة وطار الى كتف الأمير. قال له: الى اللقاء أيها الأمير العزيز. فرح الأمير وقال: أنا مسرور لأنك ستسافر الى مصر الآن. قال السنونو: أنا مسافر الى دار الآخرة. ثم سقط ميتا. ثم تصدع قلب الأمير وانشطر الى قسمين.

في اليوم التالي مرّ المحافظ مع معاونيه ونظر الى تمثال الأمير الأجرد وقال: ما أبشعه! انزلوه واصهروه واصنعوا تمثالا جديدا. سألوه: لمن؟ أجاب لي أنا! صهر العمال التمثال لكن قلبه لم ينصهر، فرموه مع النفايات. وحسب القصة، طلب الرب من أحد الملائكة أن يحضر أثمن شيئين من المدينة، فجلب السنونو الميت وقلب الأمير المشطور.

«العندليب والوردة»

سمع عندليب تلميذا يبكي لأن ابنة معلمه لن تشاركه الرقص في حفلة الأمير اذا لم يقدم لها وردة حمراء، وليس في الحدائق وردة حمراءحينها..تأثر العندليب . أحب أن يساعده وطار يبحث عن وردة حمراء. شرع يحط على اشجار ورد ويطلب ذلك منها، لكن بلا جدوى، إلى أن قالت له إحداها : هناك طريقة لكنها رهيبة. يجب عليك أن تغني طوال الليل وأنت تضغط بصدرك على شوكتي حتى تمتص الدم من قلبك وتنقله الى عروقي. رفض العندليب..

ثم عاد وشاهد التلميذ يبكي. فقال له: سأحضرها لك. وما أريده منك أن تحافظ على حبك الصادق. فطار الى شجرة الورد ووضع صدره فوق شوكتها وبدأ يضغط ويغرد والشوكة تمتص دمه..وعندما انغرزت الشوكة في قلبه، صرخ من الألم وغرد بأعلى صوته أغنية الحب الخالد. صاحت الشجرة: انظر! انظر! اكتملت الوردة. لكن العندليب لم يحرك ساكنا. فارق الحياة والشوكة مغروزة في قلبه.

فتح التلميذ نافذة غرفته وصاح في دهشة: ياالهي، ما أجمل هذه الوردة! قطفها وسار مسرعا الى منزل معلمه. كانت ابنته جالسة عند المدخل تلف خيطا من الحرير ..قدم لها الوردة، فنظرت اليه ببرود وقالت: ..أرسل لي ابن حاجب بعض الجواهر. الجواهر تناسب الفستان أكثر.

.. في التربية والتعليم

دخلت قصة "الأمير السعيد" وقصة " المارد الأناني"، المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد، في معظم دول العالم والدول العربية. والسبب هو الرسائل التي تحملها والتي تدعو الى فعل الخير والتضحية وحب الناس والمسؤولية الوجدانية. كما تحولت " العندليب والوردة"، الى ملحمة صوفية تعليمية في الهند، تتألف من عشرين فصلا باسم" زيب وا كيس"(العندليب والوردة).

ويجدر الذكر أن الشاعر عبد العزيز يوسف حوّل، أيضا، هذه القصة، الى قصيدة شعرية تعليمية في مارس2012.

بطاقة

أوسكار وايلد1854 ـ1900. كاتب انجليزي ومفكر موهوب. وُلد وتعلم في دبلن ثم تابع دراسته في أوكسفورد.. وهناك برز قائداً في الحركة الجمالية التي تعتبر الجمال أساس الخير وناقداً للفلسفة المادية والسلفية.

بعد ذلك أصبح عضواً فعالاً في المدرسة الأدبية" الفن لأجل الفن". كتب وايلد الشعر والمسرحية والقصة. أشهر أعماله: روايته الوحيدة" صورة دوران غراي" التي تعد من الروائع، مسرحية " ضرورة أن تكون مخلصاً"، " الأمير السعيد وقصص أخرى".

في التشكيل

2013 لوحة قدمها ثيتر كومباني أثناء عرض مسرحية الأمير السعيد الغنائية في اكتوبر2013.

لوحة للفنان الانجليزي والتر كرين.

لوحة المارد الأناني للفنان الانجليزي كريس بياترس.

تمثال الأمير السعيد والسنونو الصغير للفنانة الأميركية آنيا ستون.

في الموسيقى والأغاني

1994 فنتازية موسيقية باسم"المارد الأناني" للموسيقي الانجليزي ايريك كوسن

2001 غنائية "العندليب والوردة"، تنشدها فرقة غنائية وضع ألحانها الأميركي هنري هادلي

في السينما

1974 فيلم "الأمير السعيد"، من انتاج كندا. أخرجه مايكل ميلز. ووضع ألحانه هوارد بليك. وروى القصة كريستوفر بلومر.

1999 فيلم سينمائي اميركي بعنوان "الأمير السعيد"، حلت فيه حمامة تدعى "بيدج" مكان السنونو. وجرت أحداثه في مدينة نيويورك

2004 فيلم" أمير الكعكة المحلاة انتاج شركة" هونغ كونغ

2009 فيلم انيميشن روسي، لايفجينيتا فاسيلفا وروبويان ستويانوف. موسيقى هاريستو نامليف

2013 فيلم المارد الأناني انتاج انجليزي أخرجه كليو برنارد. وبدأ عرضه في اكتوبر2013

في الراديو والتلفزيون

1938 دراما "الأمير السعيد"، التي أذاعها راديو كولومبيا

1938 دراما العندليب والوردة التي أذاعها راديو ايطاليا

2000 مسلسل "الأمير السعيد" على قناةHBO

1972 مسلسل "الوردة والعندليب"، الذي عرضه التلفزيون الكنديCTV. وترشح الى جائزة الأوسكار

في المسرح

1999 باليه للموسيقي الأسترالي غرام كوهن

المصدر: صفيه البيان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على أبجدية الأدب تنسج جماليات الخير والحب

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
96276

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة