
«أوروميا».. إثيوبيا تواجه «خطايا» قطار التنمية
بينما تسير إثيوبيا بخطى سريعة نحو تنمية اقتصادية شاملة، تبدو خطواتها مهددة فى ظل الاحتجاجات الشعبية التى تشهدها البلاد، والتى كشفت الجانب الآخر فى هذه التجربة الطموحة.
فبحسب بيانات نشرتها مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، تملك إثيوبيا أحد أسرع الاقتصادات نموا فى العالم، بمتوسط معدل نمو للناتج المحلى الإجمالى يصل لنحو 10% فى العقد الأخير، ما يجعلها تتجاوز كثيرا معظم جيرانها فى افريقيا.
كما أطلقت أخيرا نظاما جديدا للسكك الحديدية الخفيفة فى العاصمة أديس أبابا، هو الأول من نوعه فى القارة، كما تدفع الحكومة بقوة عدة مشروعات للطاقة الكهرومائية والبنية التحتية بتمويل صينى، وذلك لتقليل الاعتماد على الزراعة ودفع التنمية الصناعية. ويتوقع الكثير من الخبراء استمرار المسار الصاعد لإثيوبيا فى 2016.
إلا أن ثمة خللا فى نموذج التنمية الذى اتبعته إثيوبيا، أو شقوق اجتماعية لم تعالجها الحكومة فى طريقها للتنمية، باتت تهدد تلك المسيرة، مع احتجاجات واسعة تشهده البلاد منذ أسابيع.
وتشهد منطقة الأوروميا، معقل الأورومو، أكبر جماعات إثيوبيا العرقية وإحدى أكثرها تهميشا، احتجاجات طلابية واسعة، أسفرت عن مقتل العشرات نتيجة لرد الفعل العنيف من جانب قوات الأمن.
من جانب آخر، تقول «فورين بوليسى» إن ثمة مشكلة أخرى تتمثل فى أزمة جفاف يُقدر أنها ستجعل نحو 20.3 مليون شخص فى حاجة ماسة لمساعدة عاجلة بحلول الشهر المقبل، وبالتالى فإن تصاعد السخط العام فى أوروميا يقدم «إشارة تحذيرية أخيرة» من أن نموذج التنمية الاقتصادى والاجتماعى ـ التنمية من أعلى لأسفل ـ قد يؤدى لانهيارها كما تسبب فى صعودها.
وتكمن المشكلة الاجتماعية فى إثيوبيا فى نموذج التنمية الاقتصادية ذاته الذى تسبب فى نجاحها، إذ اعتمدت أديس أبابا على نموذج يدعى «الدولة التنموية»، والذى اتبعته النمور الآسيوية التى أدى تخطيط الحكومة للاقتصاد الكلى فيها إلى تنمية اقتصادية شاملة.
ورغم نجاح إثيوبيا على محاور اقتصادية عدة دفعت قوى عالمية كالصين والولايات المتحدة لدعمها،
غير أن «الدولة الناشطة» التى اعتمدتها إثيوبيا كانت تخفى القمع الذى تتبع الدولة، أى أن التصرفات القمعية كانت تتم تحت غطاء من التنمية. وبخلاف العضب الشعبى إزاء الروتين الحكومى والوحشية التى تظهرها الأجهزة الأمنية للبلاد، فإن احتجاجات الأوروميا الأخيرة تعكس تناميا فى السخط العام إزاء هذه التجربة، بما قد يعجل بنهايتها.
التعليقات على «أوروميا».. إثيوبيا تواجه «خطايا» قطار التنمية
هذا الخبر لا يحتوي على تعليقات.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!
أضف تعليق