خبراء لـ"الوطن": الأوضاع في ليبيا تنذر بـ"عاصفة حزم" جديدة

تصاعدت وتيرة الأوضاع في اليمن، واستجابت دول الخليج بمشاركة السعودية والإمارات والكويت والبحرين والسودان ومصر وقطر والمغرب والأردن، لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور، بشن ضربات جوية حملت اسم "عاصفة الحزم"، وعلى الجانب الآخر تطورت الأعمال الإرهابية في ليبيا بشكل يهدد أمن واستقرار المنطقة وهو ما ينذر بأن تكون هناك "عاصفة حزم" جديدة في ليبيا. ما دفع "الوطن" لاستطلاع آراء الخبراء السياسيين والإستراتيجيين في ذلك الأمر.

قال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إنه في الوقت الحالي لا تشير أي دلالة على تفكير القادة وزعماء المنطقة في مخطط لعاصفة حزم تجاه ليبيا، مشيرا إلى أن الأحداث في ليبيا إذا تطورت بشكل يهدد الأمن القومي للمنطقة فلا يكون أمام القادة خيار غير الهجوم المخطط العسكري تجاه ليبيا، وهو ما ينذر بعاصفة حزم أكثر تقنية مما حدثت في اليمن لأنها ستكون بسواعد عدة جيوش في المنطقة على رأسهم الجيش المصري.

وأضاف سلامة في تصريحات لـ"الوطن"، أن هناك بوادر لطرح مشروعات في ليبيا من قبل الأمم المتحدة وهو ما يعد محل الأزمة، وبما أن الحكومة الحالية تعمل بشكل طبيعي فلا يوجد مؤشرات بأن هناك توترا في ليبيا من قبل الجماعات الإرهابية هناك، موضحا أن هناك الكثير من الاحتمالات والمخططات العسكرية تجاه ليبيا موجودة بالفعل ولكنها مرفوضة في الوقت الحالي.

ومن جانبه، أكد اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والإستراتيجي، أن ما حدث في اليمن وما يحدث في سوريا ميزان لما يحدث في ليبيا وأنه مخطط واحد وكل التغيرات الإقليمية والدولية في المنطقة تؤكد أن مصالح القوى المناهضة في المنطقة مثل الصين وأمريكا تبني على استقرار وأمن المنطقة.

وأوضح بخيت لـ"الوطن"، أنه من الممكن أن تكون هناك عاصفة حزم جديدة في ليبيا بشرط أن تستنجد الحكومة الليبية بالقوى الأجنبية وهذا ما رأيناه في العراق من الحكومة العراقية، مضيفا أن الأمريكان جلسوا مع الجانب الروسي بعد شن روسيا غاراتها الجوية على "داعش" الإرهابي في سوريا، ولكن دخول روسيا في ذلك كان بإذن من الولايات المتحدة وما تفعله أمريكا حاليا تجاه روسيا ما هو إلا إثارة للرأي العام تجاه "داعش" وهو ما ينذرنا بخطر أكبر في المنطقة إما بالقضاء التام على الارهاب بمعاونة دول المنطقة والقوى الكبرى أو تمدد الإرهاب في المنطقة بشكل يصعب مواجهته.

وقال اللواء عبدالمنعم سعيد الخبير العسكري والإستراتيجي، إنه بالفعل بعض القادة العرب وضعوا خطط مستقبلية لمواجهة ما يحدث في ليبيا إذا تطور الوضع بشكل يهدد أمنهم واستقرار بلادهم وعلى رأسهم الجانب العسكري المصري لأننا أول ما يصيبنا البلاء في حالة تمدد الإرهاب في ليبيا ولكن المخطط المصري سيكون أكثر فاعلية في ردعه ومواجهته لـ"داعش" في ليبيا وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته أمام الأمم المتحدة.

وأوضح أن الوضع حتى الآن في ليبيا لم يؤثر على الأمن القومي الليبي نفسه وذلك لعمل الحكومة الليبية الحالية مع طرح مشروعات أمريكية لحل الأزمة وهو ما يبشر بخمود الإرهاب في ليبيا لفترات طويلة إما أن ينتهي تماما أو يتطور بشكل أعمق يهدد استقرار المنطقة يلجأ من خلاله القادة العرب بمساعدة القوى الأجنبية لوضع مخطط لمواجهة "داعش" في ليبيا.

المصدر: الوطن