رئيس أجبر دول عدة على إعادة حساباتها.. ودولة كانت يوماً تتميز بـ«القومية والعروبة»، ورغم ما شابها من فساد إدارى، فإنها لم تكن يوماً على طريق التفتُّت بقدر ما هى عليه اليوم. لم تعد الحلول القديمة تُجدى نفعاً.. ولم يعد العالم كما كان عليه يوماً، وربما لن يعود كما كان يوماً. أمس كانت الحرب فى العراق.. واليوم فى سوريا وليبيا واليمن.. ومن يدرى؟ فربما تندلع غداً فى دولة عربية أخرى، فخريطة المصالح والصراعات تتغير يوماً تلو الآخر.. تتبدّل المصالح فتتبدل التحالفات، وما بين تحالف وآخر، تتساقط الدماء وتنهار الدول.
القاهرة تقود لقاءات مكثفة للوصول إلى الحل
5 سنوات إلا بضعة أشهر هى عمر الثورة السورية، كانت «ثورة»، فـ«أزمة»، فـ«حرب أهلية»، وبعد أن تبدّدت الآمال فى حل قريب ينقذ دماء السوريين، عادت من جديد المصالح لتفرض واقعاً قد تتبدى فيه حلول جديدة فى الأفق، فبعد سنوات من الاضطراب والغموض، يعود الحل السياسى بقوة من جديد ليفرض آمالاً جديدة بإنقاذ «دماء السوريين»، فالترتيبات العالمية الجديدة أعادت روسيا من جديد إلى وضعها كقوة عظمى، بينما نجحت إيران فى اقتناص فرصتها لفرض نفسها بأمر الواقع على خريطة الدول المهيمنة على مناطق النفوذ فى الشرق الأوسط، فنجحت محاولات الوساطة لإطلاق عملية سياسية لمحاولة حل الأزمة، بينما لم يعد ما يتبقى فى طريق الحل سوى أن ترتضى الأطراف المعنية بالأزمة بالحلول المفروضة على أرض الواقع، فى ظل تداخل المصالح وتعقُّد خريطة الصراع. اللقاءات المكثفة التى جرت فى الفترة الأخيرة بين مصر وروسيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات والأردن وسلطنة عمان، تفتح الأبواب أمام احتمالات التوصل إلى حل سياسى قريب فى سوريا، ربما يكون الحل رحيل «الأسد» فوراً أو استمراره إلى ما تبقى من فترة حكمه، لكنها على أى حال بارقة أمل قد تنهى صراعاً طال أمده بفعل تعقد المصالح.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!