قالت مجلة «كومنتارى» الأمريكية، إن «دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى أزمة، لكن ما يبدو ظاهرياً أنه فوضى، هو فى حقيقة الأمر نتيجة متوقعة لمحاولات وطموحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما وحرصه على انتشال الولايات المتحدة من الشئون الإقليمية، والتخلص من هذا المشروع، أى الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة، المدمر لمكانة أمريكا فى الشرق الأوسط والوضع الأمنى للغرب على المدى الطويل». وقالت المجلة إن «تهديد تنظيم داعش الإرهابى شبه الدولة الذى التهم مساحات واسعة من سوريا والعراق، دفع بضغط خارجى الرئيس الأمريكى لتشكيل تحالفين مميزين لمحاربة التنظيم على جانبى الحدود السورية والعراقية».
وتابعت: «انطلاقاً من النقطة الأخيرة، أى تعثر استراتيجية التدخل الأمريكى لمواجهة داعش، فإن الإدارة الأمريكية اتجهت إلى تدريب المتمردين السوريين وتأمل فى تدريب المزيد منهم لحاجتها إلى دحر داعش. وأضافت: «فى حين أن المقاتلين الأكراد فى سوريا والعراق الذين حققوا مكاسب كبيرة فى مواجهة التنظيم، وهم استثناء من القاعدة السابقة، يتعرضون للضرب من الجو من طريق آخر، فى إشارة إلى القصف التركى لمواقع الأكراد، وهو شاهد على عجز استراتيجية الغرب لمواجهة داعش». وقالت المجلة إنه «يبدو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أراد استغلال الفرصة التى تقدمها هجمات داعش داخل الأراضى التركية، وشنها غارات ضد التنظيم لاستهداف الأكراد فى العراق وسوريا، ما دعا مسئولين غربيين إلى ضرورة التحالف مع حزب العمال الكردستانى فى مواجهة عدم فعالية أنقرة فى الحرب على داعش».
وتقول «كومنتارى» إن «المسار الفوضوى الذى اتخذته الحرب على تنظيم داعش ما هو إلا وجه واحد لعملية إعادة ترتيب الأوراق فى الشرق الأوسط بما يسهل رغبة أوباما فى الخروج من المسائل الأمنية الإقليمية». وتضيف المجلة: «الاستراتيجية الجديدة لأوباما كانت لها أبعاد عسكرية ظهرت واقعية وملموسة فى الغارات الجوية التى شنتها مصر والإمارات على مواقع المتشددين فى ليبيا المحطمة التى فشل حلف شمال الأطلنطى فى تهيئة الأوضاع الداخلية لها بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافى». وفى السياق ذاته، تقول المجلة إن «تداعيات الانسحاب الدبلوماسى الأمريكى من المنطقة كذلك أكثر إثارة للانتباه». وأوضحت المجلة أنه فى السابق قرر الرئيس المصرى أنور السادات الابتعاد بمصر عن الاتحاد السوفيتى، هذا حدث لكن عدم اهتمام «أوباما» بالمنطقة، إلى جانب الرغبة الانتقامية لدى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ورغبته فى استعادة الأمجاد السوفيتية، جعلت روسيا بديلاً لتعويض خفض «واشنطن» المساعدات العسكرية إلى مصر بعد خروج الرئيس الأسبق محمد مرسى من الحكم. وتضيف المجلة: «كذلك الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى أبدى اهتماماً بدخول مصر فى عضوية الاتحاد الأورو - آسيوى الذى تتزعمه روسيا ويضم عدداً من جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق لمنافسة الاتحاد الأوروبى». وقالت المجلة: «كذلك فإن السعودية تبحث عن حليف موثوق به غير الذى فى واشنطن، والآن تتجه إلى فرنسا وروسيا فى السعى للحصول على التكنولوجيا النووية إذا كانت هناك ضرورة للدخول فى سباق نووى مع إيران.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!