على مدار ما يزيد على العام ببضعة أشهر قليلة، هو عمر إعلان تنظيم «داعش» الإرهابى عن دولته المزعومة، قررت الولايات المتحدة أن تحمل لواء مواجهة التنظيم من خلال إعلان الدعوة لتأسيس التحالف الدولى لمواجهة «داعش» الذى تقوده هى لشن غارات جوية على مواقع التنظيم، إلا أن المتابعين جيداً لتلك الغارات ومجريات الأمور فى سوريا والعراق، يعرفون جيداً أن تلك الغارات محدودة الأثر وقد تضر أكثر مما تنفع، ففى أكثر من مرة أخطأت الطائرات الأمريكية وأسقطت مساعدات وأسلحة إلى عناصر «داعش» بدلاً من أن تسقطها إلى عناصر الجيش العراقى، وهو ما أثار الشكوك حول نوايا الإدارة الأمريكية بشأن مواجهة التنظيم.
لم تكن محدودية الغارات وحدها هى العامل الوحيد الذى يثير الشكوك حول النوايا الأمريكية، حيث أعلن المسئولون الأمريكيون فى غير مرة أن القضاء على التنظيم الإرهابى قد يتطلب أجيالاً كاملة، وهو ما أثار التساؤلات حول جدية تلك التصريحات التى تصدر عن مسئولين يفترض أنهم المتحكمون فى القوة الأولى فى العالم، فكيف يمكن لدولة تمتلك أعلى قدرات تسليح فى العالم أن تظهر هذا النوع من التقاعس فى مواجهة تنظيم إرهابى لا يتخطى أعداد عناصره ربع تعداد جيشها تقريباً؟
ويرى عدد من المحللين والمراقبين أن الولايات المتحدة تستفيد بشكل أو بآخر، سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر، من وجود تنظيم «داعش» الإرهابى، ولهذا السبب فإنها لا تظهر الرغبة الحاسمة فى مواجهة التنظيم، ورغم ذلك تحفظ ماء وجهها بالغارات المحدودة على مواقعه. وبحسب صحيفة «ديلى صباح» التركية، فإن المراقبين يدركون جيداً أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يمكنه الاستفادة من وجود التنظيم الإرهابى، فعلى سبيل المثال كان يرغب «أوباما» فى الإطاحة برئيس الوزراء العراقى نورى المالكى الذى اتهم بانتهاج سياسات طائفية تسببت فى أزمات حادة داخل العراق، ولكن لأنه لم يعد فى وسع أى رئيس أمريكى إقناع الرأى العام الأمريكى بضرورة التدخل عسكرياً فى العراق من جديد، فقد جاء دور «داعش» فى تلك المرحلة، فقد تسبب وجود التنظيم وارتكابه تلك الجرائم فى العراق وسوريا، فى دفع الرأى العام الأمريكى نحو تأييد مساعى «أوباما» للإطاحة بـ«المالكى».
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!