محافظ دمياط: من يتعدى على أرض "هقطع رقبته".. وأفكر في غلق بعض المستشفيات - (حوار)

حصل على بكالوريوس هندسة الكمبيوتر عام 1985، ثم الدكتوراه في هندسة الحاسوب من جامعة تكساس الأمريكية، وشغل عدة مناصب منها أمين عام مساعد جامعة الدول العربية، ونائب رئيس الأكاديمية البحرية، إنه الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط.

"مصراوي" التقى محافظ دمياط في مكتبه وتحدثنا عن مشروع مدينة الأثاث ومن يتحكم في سوق الأخشاب، كما ناقشنا قضايا منها "التعديات على الأراضي، والصرف الصحي، ومصنع موبكو، والطرق، والقمامة، والمستشفيات".. وإلى نص الحوار:

*بداية.. ماذا عن مشروع مدينة دمياط للأثاث؟

المدينة ستكون في مثلث التقاء الطريق الساحلي بالطريق الدولي على مساحة 331 فدانًا، وهي عبارة عن 2243 ورشة نجارة صغيرة ومتوسطة، و500 مصنع للصناعات المكملة، ومنطقة مخصصة لمشروعات البنية الأساسية، بالإضافة إلى منطقة لإنشاء مراكز للتدريب ومناطق تسويقية كبرى تضم واحداً من أكبر المعارض التسويقية للأثاث على الإطلاق، ومستشفى لجراحة الأطراف ومصنعا لتدوير مخلفات ورش الموبيليا.

المشروع بدأ بالفعل، وأتمنى أن تكون لدينا 3 سنوات للانتهاء منه، ولكننا سنقول أمامنا سنة في البداية، وأعد المواطن الدمياطي أنه سيكون لدينا أكبر معرض على الإطلاق في الشرق الأوسط لصناعة الأثاث، وسيكون معرض دائم ومتاح لجميع الناس بأقل تكلفة.

*وهل سيتم بناء مدينة الأثاث على مزارع سمكية؟

الجزء الأكبر من المدينة سيُبنى على المزارع السمكية، لكن الدولة لن تؤذي أحدًا، وقد اجتمعت مع ممثلي أصحاب المزارع وأبلغتهم أننا لن نخرجهم من أماكنهم إلا بعد أن نجد البديل، وبالفعل اتفقنا على مكان بديل لنقلهم، وهناك حاليًا مزارع انتهت عقودها فبالتالي هي ملك الدولة.*من يتحكم في ارتفاع سعر الأخشاب؟ هل زيادة الخامات أم احتكار التجار للسوق؟

سؤال صعب الإجابة، لأنه ليس لدي كل المعطيات الحقيقة، فطبقا للقانون ليس لدينا تسعيرة لأي شيء في مصر، وهذا سوق عرض وطلب، وأعلم أن الصانع الصغير يشعر دائما بالظلم عندما يرتفع سعر الأخشاب، وأدعو الصناع الصغار بالاتحاد ونجلس معًا للاتفاق على إنشاء شركات مساهمة، حتى يكون لهم قوة وكيان.

*رغم الجدل حول مصنع "موبكو" إلا أنه يعمل بتوسعات جديدة آخرها "موبكو 3".. فما تعليقك؟

شركة موبكو تملك الدولة 67% من أسهمها، وخلال وجودي كمحافظ لن أسمح لشركة تملكها الدولة أو لا تملكها أن تخالف، ولدينا لجنة علمية وفوضتهم بدخول الشركات بالتعاون مع إدارة البيئة لرصد أي مخالفات موجودة، وأنشأت لوحة إلكترونية لأول مرة في مصر لعرض نتائج تحاليل محطة مياه دمياط موجودة داخل المحطة، وتُعرض على المواطنين، وسأقول الحقيقة للناس، ولو تبين مخالفة موبكو الشروط البيئية سأغلقه فورًا، لكن ليس لدي أي دليل يقول ذلك.

موبكو ليست عدوا للدمايطة، وفي الفترة الأخيرة دفع رئيس مجلس إدارة الشركة 2 مليون ونصف لبدء إنشاء محطة صرف لقرية السنانية، ودفع أيضا 20 مليون جنيه للمقاولين العرب لعمل الطريق الغربي لميناء دمياط الجديدة، وسيدفع المزيد لعمل مشروعات أخرى.

*وما هو الوضع الحالي لفندق اللسان؟

الفندق جاهز كبناء لكنه في انتظار التشطيبات، ولدينا أكثر من مستثمر، وأحاول جاهدًا لجذب أكبر عدد من المستثمرين حتى تحصل المحافظة على أكبر قدر من الاستفادة، وحاليًا في مرحلة مفاوضات وبصدد تشكيل لجنة من الوزارات المعنية "الاستثمار، والسياحة، والدفاع" للبت في هذا الموضوع؛ لأن موقع الفندق على منطقة ساحلية وأمن قومي في منتهى الخطورة حيث التقاء البحر بالنيل.

والهدف الرئيسي لدينا أن تستفيد المحافظة بقيمة الأرض وما تم دفعه من مصروفات، وفكرة البيع ملغية تمامًا، وكل شيء سيكون حق انتفاع، وأرى أننا يمكننا بسهولة الانتهاء خلال هذا العام من الاتفاق مع شركة قوية تقوم على تشغيل الفندق.

*وماذا ستفعل في التعديات على الأراضي الزراعية وأراضي الدولة؟

أتحدى أن يكون هناك شخص واحد قام بالبناء المخالف من يوم وجودي محافظًا لدمياط، وحملات الإزالة مستمرة يوميًا وليس لدينا قرارات على ورق، لكن مركز فارسكور به بعض حالات التعدي الصارخ على ضفاف النيل، والتقيت وزير الري مؤخرا واتفقنا على التعاون لإزالة التعديات، وذلك لأن الري لديها المعدات التي سنستخدمها في الإزالة، وتم عمل اجتماع حضره حماية النيل وجسور النيل والزراعة والري والأمن والمحافظة، وحصرنا جميع المخالفات، وستكون هناك حملة مكبرة قريبًا سترونها.

وأي شخص سيتعدى على أرض سأدخله السجن و"هقطع رقبته"، والاعتداءات الموجودة "هشيلها هشيلها"، لأنني أقوى من المخالفين، والدولة تعود لقوتها من جديد.

وأصدرت مؤخرًا قرارًا بإزالة المخالفات بالطرق الإدارية على نفقة المخالفين بالتعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية وأملاك السكة الحديد والأوقاف والإصلاح الزراعي وحرم جسور النيل والمجرى المائي للنيل والترع والمصارف في مهدها، وينص القرار على تحويل رئيس المدينة أو رئيس القرية للنيابة العامة في حالة وجود تعديات على أراضي الدولة.

*وماذا عن ميناء الصيد في عزبة البرج؟

ميناء عزبة البرج مازال مقترحًا وليس مشروعًا، ولكنه اقتراحًا مدروسًا عرضناه في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وقدَّمت حماية الشواطئ دراسة ومقترح لكنها مكلفة جدًا، ولدينا حاليًا أحد المستثمرين الكبار أرسل لنا خطاب نوايا وأرسلنا له الدراسات، ومن المنتظر أن يرسل لنا فريق للمعاينة والدراسة.

*بالنسبة لازدواج طريق "دمياط - فارسكور - الزرقا" هل يمكن تنفيذه مستقبلًا؟

هذا أمر يحتاج للتفكير 100 مرة، لأن الازدواج يتطلب تدبيش الترعة الرئيسية الممتدة على جانب الطريق، وذلك سيكلفنا أكثر من 100 مليون جنيه، وسنعمل في الأيام المقبلة على توسعة الطريق، وفي نفس الوقت أعد المواطنين أن اجتمع بمديرية الطرق ونبحث الحل بالتنسيق مع مديرية الزراعة والري.

*وما الحل لطريق دمياط - دمياط الجديدة؟

تسلمت الطريق المسمى بـ"طريق الموت" في حالة سيئة، و بالتعاون مع رئيس جهاز تعمير مدينة دمياط الجديدة قمنا بتقييم أعمال المقاول وجدناه مخالفًا فأوقفنا عمل المقاول وأعدنا طرح المناقصة، ودخل مقاول جديد للعمل في الطريق وبعد أن بدأ العمل تم الاستعانة باستشاريين من كلية الهندسة جامعة المنصورة فوجدوا مخالفات، فأوقفنا المقاول الثاني أيضًا بعد تجريف الطريق، وسأضغط على المقاولين للنهاية حتى أجد مقاول محترم يعمل بمواصفات محترمة، حتى لا يتدهور الطريق مرة أخرى بعد وقت قليل، كما سيتم التنسيق مع الميناء حتى لا تخرج سيارات بحمولة زيادة تدمر الرصف، ولن أسمح في وجودي بوجود أعمال مخالفة أو إهدار أموال الدولة.

*كيف ستعالج تدهور الملف الصحي؟

أريد أن أوجه حديثي للمواطنين وأتمنى ألا يغضب مني أحد، الحقيقة والواقع أن كل قرية صغيرة أصرّت على إنشاء وحدة صحية، فبدلًا من أن تكون لدينا 10 مستشفيات كبرى في محافظة دمياط -التي مساحتها 920 كيلو متر مربع- أصبح لدينا أكثر من 57 مستشفى ما بين وحدات صحية وطب أسرة ومستشفيات عام وتخصصي وغيرها، وبالتالي فإن القدرات الطبية والموارد البشرية والأجهزة تم توزيعها على أماكن كثيرة، فنتج الضعف الشديد في الإمكانيات بالنسبة للأطباء والممرضين والعمال والنظافة والأجهزة.

لكني أحاول مع وزير الصحة زيادة عدد الأطباء والتمريض ولكن الموضوع سيأخذ وقتًا، ومن الممكن أن نغلق بعض المستشفيات ونقوي بعض المستشفيات الأخرى، لكن حتى نقوم بذلك لابد أن أوفر خدمة لنقل المريض من مكانه للمستشفيات، وهذا تفكيري.. والله على ما أقول شهيد.

*متى ستنتهي مشكلة القمامة؟

اتخذت قرارًا منذ أيام بغلق مصنعي تدوير القمامة في شطا ورأس البر، وتم تحويل القمامة إلى مصنع أبوجريدة في فارسكور، وذلك للتخلص تمامًا من القمامة في المنطقتين، لأنه لا يمكن أن نبني مَعلمًا كبيرًا مثل مدينة الأثاث ويكون جواره مقلب لتدوير القمامة.. هذا أمرٌ مستحيل.

*كيف ستواجه أزمة الصرف الصحي في القرى؟

مشروعات الصرف الصحي متوقفة منذ سنوات، لكن على سبيل المثال آخر زيارة كانت لقرية ميت الشيوخ وقابلت المقاول المسؤول وتم الاتفاق على افتتاح المحطة الرئيسية في القرية 1 أكتوبر المقبل، على أن تكون المحطة الفرعية جاهزة للعمل في أول العام المقبل، وسيتم العمل في باقي المحطات تباعًا.

*هل ستفكر في إلغاء الدروس الخصوصية للحفاظ على المسار التعليمي؟

كلنا مخطئون في منظومة التعليم "ولي الأمر، والتلميذ، والمعلم، والإدارة المدرسية"، كلنا مقصرون والحل ليس إلغاء الدروس الخصوصية، لأنها موجودة في أوروبا والعالم كله، لكننا نحتاج الوصول إلى أن "المدرسة لازالت قوية"، فيجب أن يثق الأهالي في المدرسة ونعطي الثقة لأولادنا.

*هناك من يرى أن تواصلك مع المواطن عبر "واتس اب" حاجزًا للاتصال المباشر.. فما رأيك؟

لا يوجد أحد يتواصل بمقدار ما أفعل مع شعب دمياط، وتواصلت معهم على "واتس اب" لحرصي على التواجد معهم، ويوميا يصلني على "الواتس اب" أكثر من 400 رسالة، ومالا يقل عن 380 إيميل على البريد الالكتروني، وأستسمح الدمايطة بإلغاء "الواتس اب" الخاص بي لعدم استطاعتي على الرد على جميع الرسائل.

*وأخيرا.. هل تتابع شكاوي المواطنين؟

أتابعها باستمرار وأقول لهم "لا توجد قضية ليس لها حل"، وكل مواطن يرى مخالفة يكتب شكواه ويرسلها، وسأتواصل معهم رغم أن هناك شكاوي كيدية لكني حريص على التواصل وسنتحقق من الشكاوي، وحاليًا تم تدشين الرقم المختصر 144 للشكاوي في المحافظة.

وتوجد لجنة شباب المتطوعين، وكل شهر يتم تغييرهم -فهم عيوني التي أرى بها- لكن دورهم رصد فقط، ويصدرون تقريرًا دوريًا لرصد المخالفات، وفخور جدًا بتجربتهم وعملهم.

المصدر: مصراوي