الحاج حسن خليل مالك المركب ممتاز واحد
وصل عصر أمس الحاج حسن خليل مالك مركب الصيد المصري ممتاز واحد التي نجحت مع المركب أحمد سمارة في الفرار من قبضة القراصنة الصوماليين قبل بضعة أيام، سالما إلي مطار جيبوتي في طريق عودته إلي أرض الوطن بعد غياب دام نحو شهرين.
وتابعت (الدستور) أولا بأول تفاصيل الرحلة المثيرة المحفوفة بالمخاطر قبل صعود الحاج حسن خليل برفقة الوسيط اليمني محمد المهدي في حوالي الساعة الثانية والنصف بعد ظهر أمس علي متن الطائرة متوجها من مدينة بوصاصو في إقليم البونت لاند ( أرض اللبان) شمال شرق الصومال إلي دولة جيبوتي.
وكان مقررًا أن يكون الحاج حسن ومرافقه قد وصلا بسلامة الله إلي مطار جيبوتي في حوالي الساعة الرابعة عصر أمس، بينما لم يكن واضحا ما إذا كان سيتمكن من العودة إلي القاهرة مساء أمس أو صباح اليوم نظرا لظروف الرحلات الجوية.
ووسط حراسة مشددة توجهت قافلة تضم الحاج حسن خليل ومرافقه اليمني بالإضافة إلي عبد الواحد محمود حسين - سكرتير الرئيس الصومالي السابق - عبد الله يوسف إلي مطار بوصاصو في رحلة اتسمت بالتوتر خشية تعرض القافلة لخطر الانتقام من القراصنة أو العشائر التي ينتمون إليها بالنظر إلي سقوط قتلي وجرحي في عملية تحرير مركبي الصيد المصريين، علاوة علي أسر ثمانية آخرين من القراصنة موجودين حاليا علي متن المركبين اللذين يفترض أن يصلا مساء اليوم إلي ميناء برنيس خارج خليج السويس قبل وصولهما بسلامة الله إلي ميناء السويس.
وقال الوسيط الصومالي لـ «الدستور» عبر الهاتف من مدينة بوصاصو، الحمد لله تمكنا من إيصال الحاج حسن خليل ومرافقه إلي المطار بسلامة وقد أقلعت طائرتهما بالفعل متوجهة إلي جيبوتي.
وأضاف: فضلنا الانتظار عدة أيام بالنظر إلي الوضع الأمني، ولما تأكدنا أن الموقف آمن بالنسبة للجميع تحركنا من مقر إقامتنا في الفندق تحت حراسة المجموعة المسلحة المكونة من 16 صوماليا.
وقال إنه يعتزم زيارة القاهرة قريبا ولم أر مصر من قبل لكن بعد انتهاء شهر رمضان المبارك سأحضر إن شاء الله ولدي دعوة من الحكومة المصرية"
وطلب عبد الواحد من (الدستور) إرسال تحياته وتقديره إلي كل فرد من الشعب الصومالي وخاصة عائلات الصيادين الأربعين وذويهم، معتبرا أن العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والصومالي ظلت علي الدوام أكبر من أية مشاكل عارضة.
وأبلغ سمارة نصر ملك المركب أحمد سمارة (الدستور) أنه بتلقيه الأحبار الخاصة بتمكن الحاج خليل من المغادرة إلي جيبوتي يعتقد أن هذه المحنة بأكملها قد انتهت
وأضاف: «الحمد لله شريكي في الكفاح الحاج حسن خليل سيعود، لا يمكن أن تتصوروا سعادتي بهذا النبأ السعيد».
وبمجرد علم أسرة الحاج حسن خليل بنجاحه في المغادرة إلي جيبوتي انطلقت الزغاريد وعم الفرح الشديد، ليس فقط منزل العائلة وإنما أيضا عزبة البرج بمحافظة دمياط.
وعلي الفور تبادل كل أهالي المنطقة والقري المجاورة هذه الأنباء وتبادلوا فيما بينهم التهاني فرحا بالعودة المظفرة للحاج حسن الذي بات بكل المقاييس بطلاً قوميا يستحق أن تكرمه الحكومة فور عودته.
المركبان عبرا جزر إريتريا في الثانية من ظهر أمس ومن المفترض أن يكونا ضمن المياه الإقليمية للسودان ظهر اليوم، قبل أن يصلا ليل الأربعاء أو صباح الخميس حسب الأحوال الجوية إلي المياه الإقليمية المصرية.
من جهتها قالت عائشة عبد الله عضو البرلمان الصومالي والمقيمة في مدينة جالاكايو بإقليم البونت لاند لـ «الدستور» إنها تطالب الحكومة المصرية بإعادة القراصنة الثمانية الأسري علي متن مركبي الصيد المصريين وتسليمهما إلي سلطات إقليم البونت لاند لمحاكمتهما
ورأت عائشة أنه بما أن حادث الاختطاف وقع علي أراضي الإقليم فإن حكومته هي الأولي بمحاكمة هؤلاء القراصنة، مشيرة إلي أنها شخصيًا حاولت بشكل سلمي استخدام كل اتصالاتها وعلاقاتها مع قادة العشائر والقبائل في منطقة لاس قوري التي تنتمي إليها من أجل إقناع القراصنة بإنهاء عملية خطف المركبين بشكل سلمي.
وأضافت عائشة لـ ( الدستور) عبر الهاتف، نحن سعداء لتمكن الصيادين المصريين من الفرار، لكننا نأسف في الوقت نفسه للقتلي بين القراصنة لأنهم هم في نهاية المطاف شباب صومالي دفعته ظروفه وأوضاعه الخاطئة إلي ممارسة هذه الأنشطة.
وأعربت عائشة عن أملها في أن تستجيب الحكومة المصرية لطلبها باستعادة القراصنة الثمانية ومحاكمتهم في بلادهم، مشيرة إلي أنها تأمل في أن يتجاوز المصريون والصوماليون هذه المشكلة بشكل سريع.
ولفتت إلي أنها تخشي من تأثير هذا الحادث في أوضاع المصريين الموجودين في الصومال بشكل عام، موضحة أن هناك العديد من المصريين ما بين أطباء ومهندسين ومدرسين يعملون حاليا في مختلف المدن الصومالية.
وأضافت: لا أعتقد أنهم يمكن أن يتعرضوا لأي خطر، الشعب الصومالي الذي يقدر دور مصر التاريحي في الأزمة الصومالية لن يسمح لأي جهة أو مجموعة أشخاص بالاعتداء عليهم، لكن يتعين علينا مراعاة الحساسيات التي تولدت مؤخرا، في إشارة إلي تهديد القراصنة والعشائر التي ينتمون إليها بالثأر من المصريين مستقبلا إذا ما أمكن ذلك.
من جانبه، جدد أحمد رزق - مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج - دعوته لأصحاب السفن التجارية ومراكب الصيد بتوخي الحذر وعدم الإبحار قبالة السواحل الصومالية، حرصا علي عدم استهدافهم في ضوء توعد القراصنة بالانتقام من أطقم السفن التجارية ومراكب الصيد وأطقمها من البحارة والصيادين المصريين.
وحول مصير القراصنة الذين سيصلون علي متن المركبين المصريين، أوضح رزق أن الجهات المختصة تبحث حاليا الوضعية القانونية التي سيتم التعامل في إطارها مع هؤلاء القراصنة.
وأعرب عن تقدير مصر للدور والجهد الذي قامت به حكومة «بونت لاند» ووجهاء العشائر الصومالية إلي أن تم تحرير الرهائن المخطوفين.
وأكد أنه منذ اللحظة الأولي لوقوع حادث الاختطاف، ظلت وزارة الخارجية علي اتصال دائم مع زعماء العشائر الصومالية والمسئولين المعنيين لتأمين سلامة البحارة المختطفين والعمل علي الإفراج عنهم، مؤكدا أن الخارجية لا تتفاوض مع الخاطفين القراصنة فهم في نهاية المطاف مجموعة خارجة علي القانون.
فضلاً عن ذلك، أعلنت القيادة الحليفة لحلف شمال الأطلسي عن أن الحلف أطلق رسميا أمس عملية «درع المحيط» لمكافحة القرصنة قبالة سواحل القرن الأفريقي بعدما وافق عليها مجلس الحلف.
وأوضح الميجور ستيفانو سياكانتي من المكتب الإعلامي للحلف أنه «لم يحدد أي موعد لهذه العملية طويلة الأمد التي ستستمر طالما كان ذلك ضروريا».
وتأتي هذه العملية بدلا من عملية «الحماية الحليفة» التي تجري منذ الربيع الماضي.
وقالت القيادة الحليفة في لشبونة في بيان نقلته وكالة الفرانس بريس إن الحلف الأطلسي يمكنه في إطار هذه المهمة التي تتركز بشكل رئيسي علي عمليات مكافحة القرصنة «مساعدة دول المنطقة التي تطلب ذلك، علي تطوير قدراتها في مكافحة أنشطة القراصنة».
ويؤكد المكتب الدولي للبحرية أن القراصنة الصوماليين هاجموا أكثر من 130 سفينة تجارية العام الماضي بزيادة 200% عن العام 2007.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!