الجمعة 29/03/2024 10:51:38 م القاهرة
اثيوبيا في تنفيذ "سد النهضة"
رصد الخبير المائى الدكتور نادر نور الدين، فى دراسة خطيرة، صراع المياه باستخدام «اسطنبول» و«تل أبيب» لسد النهضة، وقال إن تركيا وسوريا والعراق، قد بدأت مشاكل المياه بينهم مبكراً عندما شرعت تركيا فى بناء سد كيبان عام 1964، حيث استطاع وفد تركى إقناع كل من سوريا والعراق بعدم مساس هذا السد بحقوق أى منهما، وبدأت مفاوضات ولقاءات رسمية ولجان استغرقت وقتاً طويلاً، ولم تسفر عن نتائج مرجوة؛ لأن تركيا لا تعترف بشراكة العراق وسوريا لها فى هذه المياه، وإنما تعتبرها مياهاً محلية عابرة للحدود فقط (وليست مياه أنهار دولية وهو ما فرضته إثيوبيا علينا فى إعلان المبادئ)، ولا شىء يفرض عليها أى التزام فى تحديد كمية المياه للدولتين.
وأضافت أنه تصاعدت حدة الأزمة عام 1985، عندما شرعت تركيا بتنفيذ مشروع الجاب، وهو مشروع تستفيد منه ست مقاطعات تركية تقع فى الجزء الشرقى من البلاد، على الحدود السورية الجنوبية وتحد العراق من الجنوب الشرقى، وتغطى هذه المقاطعات نحو 9.5% من إجمالى مساحة تركيا، ويبلغ عدد سكانها 8.5% من عدد سكان تركيا، ويضم مشروع الجاب 24 سداً أكبرها سد أتاتورك العظيم (لاحظ تشابهه العظيم مع اسم سد النهضة العظيم أيضاً)، وأن الأراضى المزمع ريها من المشروع تعتبر مناطق اضطرابات، حيث يسكنها الأكراد والأرمن وعرب لواء إسكندرونة، وتنظر تركيا لهذا المشروع كأداة لتحقيق الاستقرار السياسى لهذه المنطقة عبر تنميتها، وتعمل تركيا على بناء بنية تحتية (زراعية - صناعية) من شأنها أن تدعم وجود تركيا بقوة على المستوى الإقليمى.
وقدرت تكلفة المشروع آنذاك بنحو 31 مليار دولار، وأظهرت تركيا جدية تامة فى استكمال هذا المشروع رغم اعتراض الجانبين السورى والعراقى، وانتهت تركيا من بناء سد أتاتورك أكبر سدود مشروع الجاب والذى تسبب فى نقص حصة العراق بمقدار 25 مليار متر مكعب سنويا بشكل دائم أدى إلى زيادة بوار وتصحر وتملح الأراضى الزراعية فى العراق ونقص إنتاج الحبوب والغذاء من الأراضى الزراعية العراقية والسورية وتحولت سوريا من دولة مصدرة للقمح إلى دولة مستوردة له.
وبالإضافة إلى مشروع الجاب فتركيا لديها مشروع مستقبلى وهو مشروع أنابيب السلام، ولا يزال هذا المشروع يشهد اعتراضات عربية دون تنفيذه، حيث اشترطت سوريا ولبنان انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها عام 1967، ويهدف المشروع إلى نقل المياه من تركيا عبر خطين أحدهما غربى، يتجه من تركيا إلى سوريا ثم إلى الأردن وإسرائيل وينتهى فى الأراضى السعودية، ويبلغ طوله 2700 كم وينقل حوالى 3.5 مليون متر مكعب من المياه يومياً (1.3 مليار متر مكعب/سنوياً). والخط الثانى الشرقى يتجه من تركيا إلى الأراضى العراقية ثم إلى الكويت فالسعودية وبقية دول الخليج العربى وينتهى فى سلطنة عمان، ويبلغ طوله 3900 كم وينقل حوالى 2.5 مليون متر مكعب من المياه يومياً (مليار متر مكعب/سنوياً). ونظراً لطول هذا الخط فقد اقترح أن يكون له بديل، حيث يتفرع من الخط الأول خط يتجه إلى السعودية وينتهى فى سلطنة عمان كبديل له، وذلك بهدف خفض تكلفة المشروع الاقتصادية، بحسب الدراسة.
وأشارت الدراسة، إلى أن تركيا رأت فى هذا المشروع بداية عهد جديد لدولتها، لذلك أولته اهتماماً أكبر من بقية المشاريع التى أنشأتها أو فكرت بإنشائها، وسعت من خلال مشروع أنابيب السلام إلى تعزيز دورها الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط، فقد كانت تعتقد فى تلك الفترة أن إسرائيل تسعى للتوسع على حساب جيرانها العرب من أجل تأمين موارد مائية جديدة، حيث كان يقول الرئيس التركى الأسبق «أوزال»: (إن إسرائيل ستتوقف حتماً عن احتلال المزيد من الأراضى العربية إذا ما توافرت لها المياه اللازمة لتلبية احتياجاتها المختلفة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال أنابيب السلام)، كما أن بيع المياه التركية لإسرائيل ثم للملكة العربية السعودية والكويت وعُمان سيخلق جواً من التأييد العربى وعدم المعارضة للمشروع، خاصة إذا كان المشروع باسم أنابيب السلام، وهو نفس النهج الذى ستسلكه إثيوبيا فى توصيل خط أنابيب إلى جميع دول الخليج قبل وصوله إلى إسرائيل لتضمن السكوت العربى وعدم المعارضة وعزل مصر عن الدول العربية الخليجية الغنية وربطهم بإثيوبيا بدلاً من مصر، متابعًا أن فشل مشروع أنابيب السلام حتى هذه اللحظة بسبب الاختلاف الكبير بين الدول بشأنه.
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية
الأكثر تنزيلا
الأكثر مشاهدة
أحدث الصور
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الأخبار 2009 - 2021 ©
موقع طريق الأخبار غير مسؤول عن الأخبار والتعليقات المنشورة في الموقع وكذلك التي ترد من مصادر أخرى.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!