الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخباراخبار مصر - اهم الاخبار المصرية › "الوطن" مع أسرة الشهيد المصرى فى تفجيرات مساجد صنعاء

صورة الخبر: "الوطن" مع أسرة الشهيد المصرى فى تفجيرات مساجد صنعاء
"الوطن" مع أسرة الشهيد المصرى فى تفجيرات مساجد صنعاء

صوت القرآن يتردد فى جنبات السرادق المنصوب أمام بيت السيد محمد الكيلانى، 50 عاماً، بقرية سللنت، التابعة لمدينة المنصورة، الذى استشهد فى تفجيرات مساجد صنعاء التى وقعت يوم الجمعة قبل الماضى على أيدى تنظيم القاعدة، وهى التفجيرات التى طالت 3 مساجد وأودت بحياة 142 شخصاً كان «السيد» واحداً منهم، لم تكلف السفارة المصرية باليمن نفسها إبلاغ عائلة السيد، التى تسكن محافظة الدقهلية، كما يشكو أشقاؤه، لكنها على الأرجح علمت بالخبر كما يؤكدون عندما بدأت الأسرة فى استخراج الأوراق اللازمة لجلب جثمانه إلى مصر.

يقول عيّاد محمد، شقيق السيد، إنه تلقى خبر وفاة أخيه من أحد أصدقائه فى اليمن، روى له الصديق أن أخاه كان يصلى الجمعة فى مسجد بدر القريب من منزله بمدينة صنعاء، عندما دخل أحد الانتحاريين وفجّر نفسه فى قلب المسجد ليصاب شقيقه بشظية فى صدره، أدت إلى وفاته بعد يوم واحد من إصابته، مضيفاً أنه بدأ هو وأشقاؤه فى استخراج الأوراق لاستعادة جثمان شقيقهم من هناك، وبعد أن تم تحديد موعد يوم الخميس الماضى لوصول الجثمان، توجهوا جميعهم بسيارة إسعاف إلى مطار القاهرة لاستلامه إلا أن الضربات الجوية على المطارات اليمنية، وفرض الحظر الجوى على الأجواء اليمنية حال دون وصول الطائرة التى تقل جثمان شقيقهم، واضطر المصريون هناك أن يدفنوه فى مقابر الشهداء فى صنعاء بعد أن استأذنوا الأسرة.

والدة السيد
يتحدث «عياد» عن شقيقه فيقول: «أخويا مكتوب عليه الغربة، سافر اليمن من 25 سنة عشان يساعد والدته فى الحياة، ويساعدنا نتعلم ونتجوز، ولولا هو ما كنا اتعلمنا ولا اتجوزنا وكان ناوى ينزل قبل ما يموت بأيام بسيطة، وآخر مرة نزل فيها كان سنة 2000 بس هو كان دايماً موجود معانا بمكالماته اللى كانت كل يوم أو اتنين، وكان موجود بالجوابات والهدايا اللى كان بيبعتها لنا، وأوقات كتير كان بيكلمنا على النت ونشوفه ويشوفنا، ويحكى لنا عن الحياة هناك، وكان بيحب اليمن جداً، لدرجة إنه فعلاً كان بيتمنى إنه يموت هناك»، يصمت «عياد» قليلاً ويعود لمواصلة الحديث: «لما حصلت الوفاة الحكومة المصرية لم تبلغنا، واللى اتكفل بنقله للمستشفى واحد صاحبه اسمه مصطفى هجرس، وكان نفسنا نرجعه وندفنه هنا فى مقابرنا عشان أمه، بس لظروف الحرب ادّفن هناك».

ويصف «عياد» شقيقه بقوله: «لو سألت أى حد فى البلد عن السيد يقول لك كان أحن واحد، وكان أكرم واحد، كان دايماً حاضر فى البلد وفى أذهان الناس وكان بيبعت هدايا وحاجات كتير لقرايبه وجيرانه وأصدقائه، ما كانش بينسى حد».

تقول الأم أمينة محمد، 88 سنة، والدموع تملأ عينيها: «السيد كان طيب وهادى وكويس جداً، وكان على طول على تواصل معايا، وكان بيبعت لى جوابات وهدايا كتير». تتذكر الأم أيام سفر ابنها إلى اليمن وهى تتفحص صوره التى كان يرسلها إليها من هناك قائلة: «السيد سافر من 25 سنة اليمن علشان يساعدنى ويساعد إخواته بعد ما أبوه مات، واستلفنا من ناس كتير علشان يسافر والحمد لله سافر وربنا فتحها فى وشه واشتغل مقاول كبير، وبقى يبعت لنا فلوس وسددنا الديون اللى استلفناها علشان يسافر، وساعدنا فى بنا البيت بتاعنا اللى كان مبنى بالطين، وساعدنا فى جواز إخواته». أربعة أشقاء للسيد هم جلال ومخلص وعياد وعبير، تعددهم الأم التى تضيف: «السيد عمره ما بخل علىّ بحاجة، وآخر مرة اتصل بىّ كان قبل ما يموت بيومين وقلت له انزل يا ابنى قلبى واكلنى عليك وأنا تعبانة وربنا بيأجل فى موتى علشان أشوفك، قالى أنا لى فلوس فى السوق ألمها وأنزل على طول».

تتنهد الأم بصوت مسموع، وتعود مرة أخرى لتقول إن ابنها عاش حياته وحيداً رغم زواجه، حيث لم يرزقه الله بأولاد، ولم يوفق فى زواجه، وكان دائم الخلاف مع زوجته وأقاربها آخر أيامه. تفيض عينا الأم بالدموع وهى تقول: «كان أحب ولادى، وأحنهم علىّ، وكان قلبى وكبدى، وكان نفسى أشوفه قبل ما يموت، ويدّفن هنا فى بلده علشان إخواته وأهله يقرأوا الفاتحة على روحه ويزوروا قبره». ينخفض صوت الأم عندما تتحدث عن وصول الخبر إليها، قائلة إن أولادها لم يخبروها بوفاة شقيقهم إلا يوم الأربعاء الماضى، وهم ذاهبون لإحضار جثمانه، بعد موته بأربعة أيام، وعندما أخبروها أغمى عليها واشتد عليها المرض، وشعرت أن الدنيا قد أظلمت فى وجهها: «حسيت إن نار كلت فى قلبى».

يمسك ابنها عيّاد بتليفونه المحمول ويعرض على والدته فيديو لعملية دفن ابنها فى اليمن، والذى أرسله له أحد المصريين المقيمين هناك فتبكى بحرقة وتغمغم قائلة: «يا حبيب قلبى، الله يسامح اللى كان السبب، وربنا ينصر جيشنا على الظالمين اللى بيقتلوا ولاد الناس اللى رايحين يسترزقوا». ويقول جلال محمد، شقيق الشهيد: «على الرغم من إنى أنا الكبير إلا إنى كنت بحس إن السيد هو الكبير بتاع العيلة، واللى كان شايل همها وكان متكفل بيها، وكان دايماً حاضر فى أذهاننا بالصور اللى كان بيبعتها لنا، وتليفوناته اللى ما كانتش بتنقطع خالص، وكان كل فترة والتانية يتصل بكل إخواته وأصحابه اللى هنا، كان بيحن كتير لمصر وكان بيقول لى عاوز أرجع بس أنا بقى رزقى وأكل عيشى كله فى اليمن دلوقتى، وكان من كتر حبه لليمن، صمم إنه مش هيطلع منها وهيدّفن فيها، وحق السيد مش هيرجع إلا لما نقضى على الناس اللى قتلوه فى اليمن ونقضى على القاعدة اللى فجرت جامع ربنا اللى مات فيه».
يضيف «جلال»: «على الرغم من أنه لولا حدوث الضربات الجوية، كان السيد رجع ادّفن فى بلده، لكننا مبسوطين بالضربات الجوية دى، وبنقول للسيسى اضرب فى اللى بيقتلوا المصريين، وخد بتار ابننا اللى مات». تنساب دموع «جلال»: «تصور إنك ما تكونش عاوز حاجة من أخوك إلا إنك تشوفه بس، قبل ما يموت أو تدفنه بإيديك وبعد كده رغبتك دى ما تتنفذش، السيد كان بيحب أمه جداً لدرجة إنه كان بيتصل بيها على طول، وعرض عليها إنها تسافر له اليمن وتعيش معاه هناك».

يلتقط سمير محمد، صديق السيد، طرف الحديث فيقول: «السيد سافر من وقت طويل، لكن كان على تواصل معانا، وكان أكتر من صديق، وكان دايماً بيعرض علىّ إنى أسافر اليمن أشتغل معاه هناك بس أنا كنت اللى دايماً أرفض وأقول له ارجع إنت اشتغل فى مصر، وكانت أخلاقه عالية جداً وعمره ما غلط فى حد، وكل أهل البلد يشهدوا على كده، وكان الكل بيتعلم منه الكرم والأخلاق، وأتمنى أنا وولادى إننا نمشى على نهج السيد وأسلوب حياته».

المصدر: الوطن

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على "الوطن" مع أسرة الشهيد المصرى فى تفجيرات مساجد صنعاء

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
55040

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية