"الوطن" ترصد الشبكة السرية لعواصم العالم الممولة للإخوان

جماعة اعتادت العمل من داخل الجحور، اتخذت من السرية شعارًا لها، عُرفت دومًا بحسن الانتشار والتنظيم، فغزت العالم في شكل مؤسسات وجمعيات مختلفة، كما نجحت في تكوين شبكة دولية بين أعضائها.

حياة سرية يعيشها أعضاء جماعة الإخوان، وأنشطة متعددة في الكثير من دول العالم، باختلاف شكل الحضور والغطاء القانوني والداعمين لها، الأمر الذي دفع "الوطن" لرصد العواصم التي يتحرك من خلالها الإخوان حول العالم.

بريطانيا:

أسس "الإخوان" في العاصمة البريطانية وحدها 13 جمعية، ويتحكم في هذه الجمعيات، 3 من قيادات الجماعة، على رأسهم عصام الحداد المساعد السابق للرئيس المعزول محمد مرسي، وإبراهيم الزيات وإبراهيم منير، وفقًا لتحقيق استقصائي نشرته "الوطن" في وقت سابق.

كما نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في أحد أعدادها الصادرة بشهر فبراير الماضي، أن الإخوان تمتلك شبكة معقدة في بريطانيا، تحوي 60 منظمة، تشمل الجميعات الخيرية ومراكز البحوث وقنوات تلفزيونية.

وأكدت الصحيفة، أن المراكز الرئيسية لجماعة الإخوان في الغرب، هي "ويست جيت هاوس"، مكتب خدمي في "هنجار لين" شمال مدينة "إيلينج" غرب لندن، و"كراون هاوس" على بعد ميل من الطريق الدائري الشمالي، حيث يضم المبنيين ما يقرب من 25 منظمة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين.

ومن أبرز المؤسسات الإخوانية في بريطانيا، مؤسسة قرطبة، والتي وصفها ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني بأنها واجهة سياسية للإخوان، ويديرها أنس التكريتي، المتحدث الرسمي للجماعة في بريطانيا.سويسرا:

تمتلك الجماعة المحظورة في سويسرا ما يقرب من 10 جمعيات، وهي: "المركز الإسلامي في جنيف، والجماعة الإسلامية، ومركز الثقافة الاجتماعية للمسلمين، والمؤسسة الثقافية الاجتماعية، ومؤسسة التأثير الاجتماعي والثقافي، واتحاد مسلمي سويسرا، والاتحاد الإسلامي للمعلمين، ورابطة المنظمات الإسلامية، ومؤسسة الجماعة الإسلامية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية".

جزر البهاما:

كشف المركز الاستراتيجي والتقييم الدولي بولاية فيرجينيا الأمريكية في تقرير له، عن إمبراطورية المال الاقتصادية لجماعة الإخوان في مصر حول العالم، ومصادر تمويل الجماعة الأكبر في العالم.

وأوضح التقرير، أن الإخوان المسلمين نجحوا بالتوازي مع بداية ظاهرة البنوك الإسلامية الحديثة، التي عرفها العالم في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، في بناء هيكل متين من شركات "أوف شور"، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من قدرتها على إخفاء ونقل الأموال حول العالم، فهي شركات يتم تأسيسها في دولة أخري غير الدولة التي تمارس فيها نشاطها، وتتمتع هذه الشركات بغموض كبير، يجعلها بعيدة عن الرقابة، وهو ما جعلها تنجح حتى الآن في لفت أنظار أجهزة المخابرات والمنظمات القانونية التي تطارد هياكل تمويل الإرهاب في كل أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن الفرضية الأساسية للجوء الإخوان المسلمين لشركات الأوف شور، هي الحاجة لبناء شبكة في الخفاء، بعيدًا عن أنظار الذين لا يتفقون معها في الأهداف الرئيسية.

وذكر التقرير بأن الجزء الأكثر وضوحًا في شبكة تمويل الإخوان، هي بنوك الأوف شور في جزر البهاما، التي خضعت لتحقيقات سريعة بعد أحداث 11 سبتمبر، وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن بنكي التقوى وأكيدا الدولي، متورطان في تمويل عدد من الجماعات الأصولية، من بينها حركة حماس، وجبهة الخلاص الإسلامية، والجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، وجماعة النهضة التونسية، إضافة إلى تنظيم القاعدة.

عدد من دول العالم:

أوضح تقرير المركز الاستراتيجي والتقييم الدولي بولاية فيرجينيا الأمريكية، أن الشبكة المالية للإخوان المسلمين من الشركات القابضة والتابعة، والمصارف الصورية، وغيرها من المؤسسات المالية، التي تنتشر في بنما وليبيريا، وجزر فيرجن البريطانية، وجزر كايمان، وسويسرا وقبرص ونيجيريا، والبرازيل والأرجنتين وباراجواي.

وأضاف التقرير، أن أغلب هذه المؤسسات مسجلة بأسماء أشخاص، مثل "يوسف ندا، وإدريس نصر الدين، ويوسف القرضاوي، وغالب همت"، الذين يقدمون أنفسهم بشكل عام كقادة في الجماعة.

المصدر: الوطن