بعتم كل شىء، ولم يتبق للأجيال الجديدة ما تبيعه فى المستقبل، فهل نبيع شرفنا؟

احمد نظيف

فوجئ الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه وطلبة الجامعات المصرية بانتقادات حادة وعنيفة حملتها أسئلة واستفسارات الطلبة خلال اللقاء، حيث تساءل الطلبة عن موقف الحكومة من عدد القضايا المثارة فى المجتمع المصرى، منها الفساد، وإهدار كرامة العمالة المصرية فى الخارج، وبيع الأصول المملوكة للدولة. كما فوجئ رئيس الوزراء بأحد الطلبة يقول له: «لقد قمتم ببيع كل شىء، ولم يتبق للأجيال الجديدة ما تبيعه فى المستقبل، فهل نبيع شرفنا؟».
والأغرب من ذلك أن هذه الانتقادات طالت شعور المصريين بالغربة داخل وطنهم والمهانة، وهو ما دعا الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى إلى التدخل مطالبا المنصة بوقف الأسئلة.
وفى المقابل، أبدى رئيس الوزراء سعادته بهذه الأسئلة التى طالت جميع المجالات على حد قوله، وفى رده على سؤال حول الأزمة المالية، وموقف الاقتصاد المصرى، أوضح أن اقتصادنا رغم الأزمة مصنف الآن فى المرتبة الـ44 على مستوى العالم بحساب الناتج القومى، وقال: «نحن نتسابق مع بعض الدول مثل الهند والصين، ورغم أن معدل النمو وصل إلى 4% فى الأزمة فإننا لم نشعر بها رغم مرور 9 أشهر، مثلما شعر بها الآخرون، وقال: «لسنا من الدول المتقدمة ولكن من دول المقدمة «الثلث الأول فى العالم».
وحول القمح الفاسد، قال رئيس الوزراء إنه سأل جميع الخبراء والمختصين حول مدى إمكان وجود قمح فاسد أو مسرطن، وأكد الجميع أنه لا يوجد فى العالم قمح فاسد أو مسرطن، وقال «هاتولى واحد جاله حالة تسمم من أكل رغيف العيش».
وحول بيع الأصول المملوكة للدولة، قال رئيس الوزراء: لقد تسلمنا محفظة ما بين 160، و170 شركة عامة، ولم نقم بالبيع كما كان يحدث فى الماضى، واتبعنا أسلوبا جديدا لبرنامج إدارة الأصول، «لكن فى بعض المجالات ما يصحش الدولة تدخل فيها، نبقى بياعين فى عمر أفندى أو صيدناوى، لكن نحتفظ فقط بالمجمعات الاستهلاكية، وعلى فكرة المحلات «عمر أفندى وصيدناوى» مش بتاعتنا، إحنا أخدناها من ناس وأنتم عارفين».
وحول الفساد فى المصالح والهيئات والمصالح الحكومية قال: عندنا أجهزة مثل هيئة الرقابة الإدارية، ومباحث الأموال العامة، والجهاز المركزى، وقضايا الفساد الكبيرة التى تسمعون عنه «إحنا إللى جبناها».
وأوضح نظيف أن القطاع العام يمثل أقل من 5% من حجم الاقتصاد المصرى.
أما بالنسبة لتصدير الغاز المصرى لإسرائيل، فى الوقت الذى قال فيه رئيس الوزراء قبل أسبوعين مع طلبة معسكر أبو قير إننا نريد أن نضع رقبة إسرائيل فى أيدينا، عاد هذه المرة وقال إن الغاز لم يكن يستخدم فى الماضى بل كنا نتخلص منه أثناء عملية استخراج البترول، لأنه منتج يصعب التحكم فيه، لكن عندما تطورت التكنولوجيا، وبدأت فى فصل الغاز عن البترول، قمنا باستغلال هذه السلعة وتصديرها إلى عدد من الدول، وبدأنا فى تزويد بعض الدول مثل الأردن وفلسطين وغيرهما، «ومفيش إلا إسرائيل هى التى يمكن أن نستفيد منها من خلال منتج لم يكن له ثمن»، وقال إن هناك فارقا بين سعر تصدير الغاز من خط أنابيب قمت بإنشائه، وبين سعره فى حالة تصديره من خط أنابيب لم تقم أنت بإنشائه، وبالفعل وقعنا عقدا لكن عقود الغاز لابد أن تكون طويلة الأجل، على اعتبار عدم وجود فرصة لتسعيره مثل البترول، لكنه لا يباع بالشحن مثل البترول أيضا، ورغم ذلك ـ كما قال رئيس الورزاء ـ فى كل تعاقدات الغاز الطويلة الأجل هناك بند ينص على إعادة التفاوض فى السعر بعد 3 سنوات، وهو ما قمنا بيه لتعديل السعر. وقال: إذا كان شغلنا هو تعظيم عائدات مصر، هل نقول لإسرائيل لا، هذا غير صحيح».
وأرجع الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، عدم اكتمال ميناء شرق بورسعيد، إلى مروره بمراحل عديدة من «أنصاف الحلول»، مشيرا خلال تفقده عددا من المشروعات التنموية فى بورسعيد إلى أن الحكومة تبحث عن بديل للمنطقة الحرة التى سينتهى العمل بها بعد 3 سنوات.
وقال نظيف فى إشارة لطمأنة شعب بورسعيد: إن عمر المنطقة لن ينتهى إلا بوجود بديل لهذه المنطقة، وأكد أن الحكومة تقوم الآن بحصر شامل للقوى العاملة فى بورسعيد وللعاملين فى المحال والأكشاك وذلك فى إطار الاستعداد لاكتمال ميناء شرق بورسعيد.

المصدر: الشروق