مسئول سوداني: وزراء حوض النيل كانوا يعتزمون الانسحاب من «اجتماع الإسكندرية»

مسئول سوداني: وزراء حوض النيل كانوا يعتزمون الانسحاب من «اجتماع الإسكندرية»

قال مصدر سوداني مسئول لـ«الدستور» إن وزراء المياه بدول حوض النيل اتفقوا خلال اجتماعهم بالإسكندرية والذي اختتمت أعماله مساء أمس الأول ـ الثلاثاء ـ علي مد فترة الحوار بين دول الحوض بشأن النقاط الخلافية في الاتفاقية الإطارية لمدة 6 أشهر.
ومن أهم النقاط الجدلية بين الدول في هذا الإطار عنصر الإجماع والذي يعني أن تكون القرارات داخل دول حوض النيل بالإجماع لا بالأغلبية، وكذلك عنصر الإخطار والذي ينص علي ألا تقيم أي دولة مشروعاً مائياً إلا بإخطار دول الحوض الأخري.
وأوضح المصدر أن سبعاً من دول الحوض هي إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا والكنغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي كانت تعتزم الانسحاب من الاجتماع بعد احتدام الخلافات في اجتماع الوزراء بالإسكندرية أمس الأول وتوقيع الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل دون مصر والسودان، ودون إدراج العناصر الثلاثة التي تطالب بها الدولتان بإدراجها في الاتفاقية والتي تحفظ حقوقهما التاريخية في مياه النهر، مشيراً إلي أن السودان وبالتنسيق مع مصر تقدم باقتراح إلي وزراء حوض النيل باستمرار الحوار بين دول الحوض لمدة ستة أشهر علي النقاط الخلافية في الاتفاقية الإطارية وهو الاقتراح الذي وافقت عليه دول الحوض بالإجماع.
ومن جانبها قالت السفيرة مني عمر ـ مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية ـ إن كل الاحتمالات واردة بعد انتهاء الستة أشهر، مشيرة في تصريحات خاصة لـ«الدستور» علي هامش مؤتمر وزراء المياه إلي أن مصر ستنسحب من مبادرة دول حوض النيل إذا لم توافق دول الحوض علي تضمين مطالبنا الثلاثة ضمن الاتفاقية الإطارية.
وقال كمال علي ـ وزير الري السوداني ـ إنه تم الاتفاق بين وزراء مياه دول حوض النيل علي تشكيل فريق عمل فني مشترك للتوصل إلي حلول بشأن النقاط الخلافية.
بينما قال أمين أباظة ـ وزير الزراعة ـ إن مصر تسعي للتعاون الزراعي مع دول حوض النيل، وتم البدء الفعلي في زراعة 240 ألف فدان في السودان من خلال 4 شركات مصرية، وكذلك ندرس العمل في المجال الزراعي في أوغندا.
وكان الدكتور أحمد نظيف ـ رئيس الوزراء ـ قد حضر مساء أمس الأول ـ الثلاثاء ـ ختام اجتماع وزراء دول حوض النيل في الإسكندرية مع أمين أباظة ـ وزير الزراعة ـ والدكتور حسن يونس ـ وزير الكهرباء ـ وفايزة أبوالنجا ـ وزيرة التعاون الدولي ـ بالإضافة إلي الدكتور محمد نصر الدين علام ـ وزير الموارد المائية والري.
وعقد نظيف اجتماعاً موسعاً مع وزراء المياه بدول حوض النيل ثم عقد اجتماعات منفردة مع بعض لوزراء المياه بناء علي طلبهم، ثم أعقب هذه الاجتماعات عشاء عمل رئيس الوزراء.
وقال مجدي راضي ـ المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء ـ إن مصر تنظر بصورة إيجابية لمبادرة حوض النيل، مشيراً إلي أن الدكتور نظيف طلب من وزراء المياه أن تتخطي دول الحوض المسائل الخلافية.
وعرض نظيف وجة نظر مصر بأن يتم توسيع مبادرة دول حوض النيل لتشمل كل مجالات التعاون بين دول الحوض بدلاً من اقتصارها علي المياه فقط، مؤكداً أن نظيف سيقوم بزيارة إلي إثيوبيا خلال الفترة المقبلة فضلاً عن دعوته لرئيس وزراء أوغندا لزيارة مصر.
ورداً علي سؤال لـ«الدستور» حول ما تردد عن أن الخلافات التي كانت موجودة بين دول الحوض خلال الاجتماع هي التي منعت نظيف من حضور افتتاح الاجتماع قائلاً: جدول رئيس الوزراء المزدحم هو الذي أدي إلي حضوره ختام الاجتماع بدلاً من الافتتاح.

المصدر: الدستور