الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخبارالاخبار العربية والعالمية › حروب تقوم على أكاذيب

صورة الخبر: حروب تقوم على أكاذيب
حروب تقوم على أكاذيب

أشعل هتلر فتيل الحرب العالمية الثانية بأكذوبة مفادها أن بولندا اعتدت على ألمانيا. وقبلها بحثت فرنسا عن مبرر لاستعمار الجزائر والولايات المتحدة لشن حرب على العراق. أمثلة تؤكد أن من يريد خوض حرب عليه البحث عن ذرائع.

في ليل الواحد والثلاثين من أغسطس/ آب من عام 1939، اقتحمت مجموعة من المسلحين مقر إذاعة مدينة غلايفيتس الألمانية الواقعة على الحدود البولندية، وقامت بتقييد أيادي الموظفين وقراءة رسالة مفبكرة منسوبة لثوار بولنديين محتملين. بعدها انسحب هؤلاء تاركين ورائهم جثة مواطن ألماني عاش لفترة طويلة في بولندا.

كان الهدف من وراء هذه العملية الإيحاء بأن الإذاعة تعرضت بالفعل لهجوم مسلح من قبل بولنديين. وفي الواقع كان هؤلاء عناصر من وحدة الصاعقة التابعة للجيش النازي، وقد نفذوا العملية بأمر من أدولف هتلر الذي كان يبحث عن مبرر لإعلان الحرب على البلد الجار وبدء الحرب العالمية الثانية التي استمرت لست سنوات وحصدت حياة الملايين وتشريدهم وتسببت في تدمير أوروبا. في الليلة ذاتها، تداولت وسائل الإعلام في ألمانيا النازية الخبر، بينما كان هتلر قد كشف عن خطته قبل أسبوع قائلا: "إشعال الأزمة ستعقبها بروبوغندا مناسبة. المصداقية فيها ليست مهمة، والحق هو الذي سينتصر".

وجود مبرر مهما كان هشا، أمر ضروري لشرعنة الاجتياح، فأي اعتداء لا يسبقه مبرر أمر مرفوض على الصعيد الدولي حتى في يومنا الحاضر. إرهابيو تنظيم "الدولة الإسلامية" يبررون بدورهم عمليات قتلهم للأبرياء بمبررات واهية تعتمد على تفسير سطحي وتعسفي للقرآن. وعرف التاريخ الكثير من الحروب التي استندت إلى مبررات واهية على غرار الاستعمار الفرنسي للجزائر. فخلال الثورة الفرنسية كانت فرنسا تستورد القمح من الجزائر وتتقاعس عن الدفع والديون تتراكم. وفي عام 1827، جرى نقاش حاد بين الداي (الأمير) الجزائري حسين والقنصل الفرنسي بيير دوفال. وخلال هذا النقاش لطم الداي حسين القنصل الفرنسي بمروحته على خده، في حادثة اعتبرها الملك الفرنسي شارل العاشر مبررا كافيا لاجتياح الجزائر واستعمارها لـ130 عاما.

وإلى تاريخنا المعاصر لازالت الحجج المفبركة والمبررات الواهية تلعبا دورا مهما في خوض حروب دامية طويلة، تماما كما فعل الاتحاد السوفييتي سابقا حين قام عام 1979 باجتياح أفغانستان مبررا ذلك بالاستجابة لصرخة استغاثة من الحزب الاشتراكي فيها.

الولايات المتحدة بدورها بررت حربها عام 2003 ضد الدكتاتور العراقي صدام حسين بأكاذيب. وبعد اتهامها لصدام حسين بامتلاك أسلحة الدمار الشامل، ثبت أنها اتهامات لا أساس لها من الصحة رغم أن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول أكد في فبراير/ شباط عام 2003 ، أمام مجلس الأمن الدولي امتلاك العراق لمثل هذه الأسلحة.

وعقب اجتياح العراق، اعترف وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رمسفيلد للصحفي الأمريكي بوب وودورد أنه شك في صحة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، لكنه أكد في الوقت نفسه بأنه و"بمرور الوقت أصبحت مقتنعا بصحة المعلومات حول العراق. أعتقد أن الجميع مثلي شكوا في البداية ثم اقتنعوا بعد ذلك بصحة هذه الرواية".

المصدر: DW

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على حروب تقوم على أكاذيب

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
15062

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية