سيناء : إطلاق نار من غزة .. والإرهاب يستهدف مقار الأمن بـ 25 قذيقة آر بي جي .. واحتراق 3 مدرعات

كثفت الجماعات الإرهابية هجماتها على سيناء ليلة أمس، وشهدت مدن العريش ورفح والشيخ زويد سلسلة اشتباكات متواصلة طوال الليل، وأطلق الإرهابيون 25 قذيفة آر بى جى على الأكمنة والمؤسسات الشرطية والحكومية، ما تسبب فى احتراق 3 مدرعات للجيش ووحدة المطافئ والشئون الاجتماعية واستراحة المحافظ، وسقوط 10 قتلى و17 مصاباً، كما أطلق مسلحون النار من الجانب الفلسطينى على قوات الجيش داخل الحدود المصرية.

وقال مصدر سيادى، لـ«الوطن»، إن عناصر مسلحة من الجانب الفلسطينى على الحدود برفح أطلقت فجر السبت أعيرة نارية تجاه القوات داخل الحدود المصرية.

وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن إصابات بين الجنود المصريين، وأن الحكومة المصرية ستخاطب حكومة «حماس» المقالة، خلال ساعات لتفسير الواقعة والتحقيق فى أسباب إطلاق النار.

كانت العناصر الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان قد بدأت عملياتها مساء أمس الأول، بشن هجوم مسلح على معسكر الأمن المركزى على طريق مطار العريش، أسفر عن إصابة النقيب محمد خميس السيد بطلق نارى فى الساق اليسرى، والشرطيين محمد محمود السيد بطلق نارى بالذراع اليمنى ومحمد العايدى بطلق نارى بالفخذ.

وأحبطت قوات الشرطة بقسم شرطة رمانة بمنطقة بئر العبد بالعريش محاولة لاقتحام القسم وإشعال النيران فيه، وتصدت لمئات الإخوان الذين احتشدوا أمام القسم وألقوا الطوب والحجارة وزجاجتى مولوتوف على المبنى.

وأطلقت قوات القسم النار على المهاجمين، ما أسفر عن إصابة أحدهم بطلق نارى أسفل البطن، وتم نقله إلى مستشفى بئر العبد فى حالة خطرة، وقال مصدر أمنى إن المهاجمين انسحبوا بعد وصول دعم من مدرعات الجيش إلى محيط القسم.

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن المعركة الأشرس كانت فى محيط وحدة الدفاع المدنى، مضيفين أنها استمرت لمدة 6 ساعات متواصلة، وبدأت من مساء أمس الأول حتى الساعات الأولى من صباح أمس.وقال الشهود إن السبب الرئيسى فى اندلاع شرارة المعركة الطاحنة بمحيط الوحدة يرجع إلى قيام مؤيدى المعزول، أثناء مسيرة لهم عصر الجمعة، برشق قوات تأمين الوحدة بالحجارة، فردت عليهم القوات الرشق بالحجارة، فحاصر مؤيدو المعزول الوحدة وأطلقوا على القوات النار الحى، وزادت حدة الاشتباكات حتى سقط قتيلان و4 مصابين، وبعد حصار الوحدة لمدة ساعة كاملة فوجئ الجميع بسيارتين ملاكى تصلان إلى المكان وينزل منها عناصر إرهابية مسلحة بالأسلحة الثقيلة وبدأوا فى قصف الوحدة بشراسة، فطاردتهم إحدى المدرعات الرابضة بجوار الوحدة، واستمرت حالة الكر والفر لفترة طويلة، حتى وصل عدد القتلى إلى 10 قتلى و17 مصاباً.

وتابع الشهود أن الأحداث تصاعدت بإطلاق عناصر إرهابية مسلحة 10 قذائف آر بى جى على مبنى مطافئ العريش، على فترات متقطعة، مع تبادل إطلاق النيران بشكل مكثف بين عناصر الإرهاب وقوات التأمين، وأصابت ثلاث قذائف ثلاث مدرعات بمحيط الوحدة، أدت إلى اشتعال النيران فى المدرعات، وأحدثت قذيفة أخرى ثقباً فى الوحدة من الخلف، فى حين سقطت قذيفة داخل الوحدة وأشعلت فيها النيران، وسقطت قذيفتان على استراحة المحافظ القديمة بالعريش وصيدلية النور بجوار الوحدة، وتعرضت المنطقة لحالات من السلب والنهب، وجرى تخريب مسجد أم القرى أحد معاقل السلفيين، كما هاجمت العناصر الإرهابية سيارتى إطفاء عقب انسحاب قوات تأمين الوحدة لشدة القصف.

من جهة أخرى، أطلقت عناصر الإرهاب قذائف الآر بى جى على عدة أكمنة وأقسام الشرطة ومديريات حكومية، بينها مديريتا الشئون الاجتماعية والزراعة، ما تسبب فى اشتعال النيران فى مديرية الشئون الاجتماعية، بجانب استهداف مبنى محافظة شمال سيناء بقذيفة أخطأت هدفها وسقطت فى محيط المحافظة، كما أطلق المسلحون قذائف الآر بى جى على قسمى شرطة ثانى وثالث العريش وكمين المزرعة.

وكشف المصدر عن سقوط قذيفة من العناصر الإرهابية أطلقت من الجانب المصرى على منازل الأهالى بقطاع غزة الفلسطينى، عقب قيام العناصر الإرهابية باستهداف مدرعتين للجيش على الحدود بمنطقة صلاح الدين برفح، وأطلقوا عليهما ثلاث قذائف أخطأت إحداها الهدف وسقطت بقطاع غزة، ما تسبب فى تضرر منازل بعض المواطنين فى رفح، تبعها اشتباكات عنيفة بالمنطقة.

وقال شهود عيان إن الإرهابيين شنوا هجوماً مسلحاً على كمين الطريق الدائرى جنوب حى المساعيد بالعريش وقرية بالم بلازا بطريق البحر وقسم شرطة نخل بوسط سيناء وقسم شرطة الشيخ زويد، وتبادلت القوات إطلاق النيران مع العناصر الإرهابية، ما أسفر عن استشهاد مجند ومواطن مدنى وإصابة مواطن آخر.

وأكد شهود عيان من مدينة الشيخ زويد أن مسلحين أطلقوا الرصاص صوب 3 طائرات أباتشى حلقت فى سماء الشيخ زويد، فى محاولة لإصابة إحداها، وكل المحاولات باءت بالفشل، وقامت إحدى الطائرات بمطاردتهم.

ومن ناحية أخرى، قررت الأجهزة الأمنية بجنوب سيناء إغلاق دير سانت كاترين وتفريغه من القساوسة والكهان لليوم الثانى على التوالى لدواعٍ أمنية، تحسباً لأى تهديدات إرهابية تستهدف الدير وتهدد أرواح السياح الزائرين.

ومن ناحية أخرى، قامت الأجهزة الأمنية بتمشيط الأماكن التى يتمركز فيها الفلسطينيون، وعلى رأسها شاليهات العريش ووسط مدينة رفح وبالشقق المفروشة، وقال مصدر أمنى إن الحملة التفتيشية تجاه الغرباء عن مصر ولا سيما الفلسطينيون المقيمون بسيناء سوف تستمر كإجراء احترازى للتأكد من هويتهم وأسباب إقامتهم بسيناء، خاصة بعد التأكد من تورط عناصر فلسطينية فى أحداث الإرهاب على أرض سيناء.

المصدر: الوطن