الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخباراخبار مصر - اهم الاخبار المصرية › سواتر رملية ودشم إسمنتية.. سلاح مقاومة «الفض»

صورة الخبر: سواتر رملية ودشم إسمنتية.. سلاح مقاومة «الفض»
سواتر رملية ودشم إسمنتية.. سلاح مقاومة «الفض»

مشاهد وأجواء تقشعر منها الأبدان، شوارع مهجورة ومداخل مظلمة وأكوام مرتفعة فى محيط اعتصام ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، الدخول إلى بوابة اﻻعتصام يحتاج لمزيد من حبوب الشجاعة لتجميد القلب الإنسانى وشق الكردون العسكرى المكون من مدرعات وجنود الجيش وصوﻻً إلى بوابة معتمة، هى المنفذ الوحيد إلى عمق ثكنة أنصار الرئيس المعزول، ﻻ يحتاج الدخول إلى اعتصام النهضة إلى شىء سوى الهوية الشخصية التى يمسك بها أحد الشباب الملتحين أمام ساتر ضخم من شكائر الرمل المتراصة أمام إشارة مرور الجامعة ناحية كلية الفنون التطبيقية، يمسك الشاب العشرينى بكشاف مبهر الإضاءة.. محافظاً على مغازلة ضيوف الاعتصام بكلمات مازحة، تعليقاً على عنوان أحد الشباب: «إنت من امبابة أحلى وأجدع شباب فى مصر»، يضحك الشاب المشارك فى اﻻعتصام ويمضى إلى الداخل، حالة من الترقب والحذر تترجمها لغة العيون بين سكان منطقة «بين السرايات» المتاخمة للاعتصام ومرتادى المقاهى القليلة التى تنطق بالحياة فى المنطقة السكنية المطلة على جامعة القاهرة، الجميع لسان حالهم الصامت يقول: «إمتى بقى ساعة الصفر دى ويفضوا اﻻعتصام ده ويخلصونا».

بين جنبات اعتصام أنصار الشرعية، يعيش الرجال والنساء وبينهم الأطفال تحت سفح ظﻻم مخيف مصدره الرئيسى حديقة الأورمان أو «سلخانة النهضة».. حيث غرفة عمليات التعذيب واﻻحتجاز لضحايا الإخوان، ممرات ضيقة بين خيام المعتصمين يتحرك فيها الموجودون، أعدادهم تقدر بالمئات على عكس ما يروج قيادات الإخوان بأنها مليونيات بشرية.. يقبع أغلب المعتصمين داخل الخيام.. يعيشون فى دائرة مفرغة حيث يتابعون أخبار اعتصامهم عبر شاشة التليفزيونات، الساعة تشير إلى العاشرة مساء.. صوت المنصة يجوب بين الخيام من الميكروفونات المنتشرة بين أركان الاعتصام، أنصار خارطة الطريق، حديث الرجل الملتحى يتسق وما تذيعه المنصة المقامة أمام بوابة كلية هندسة، حيث يلتف العشرات حولها رافعين وجوههم ﻻستقبال ما يجود به المتحدثون من دعاء وشتائم وسخرية على الفريق عبدالفتاح السيسى وشيخ الأزهر والبابا تواضروس، على أنغام الأغانى يهاجمون وبترديد الهتافات المؤيدة للرئيس المعزول يستهلكون الوقت، الساعة تشير لمنتصف الليل بالتمام.. يصعد شاب ثلاثينى يدعى حسن يوسف، ممسكاً بالميكروفون يقول إنه عضو فى المنظمة المصرية لحقوق اﻻنسان «بتاعة حافظ أبوسعدة»، حسب قوله، تعلو تمتمة وأصوات التذمر فيبادر المتحدث بأنه تلميذ المدرسة الناصرية ولكن دون أى اندهاش من المستمعين، فذكاؤه أرشده لاتباع سيرته الذاتية بالثناء على الرئيس السابق قائلاً: «تحية للرئيس الطاهر المناضل الدكتور محمد مرسى»، دقائق قضاها الناشط الحقوقى على منصة النهضة تضمنها وصلات شعر تلاها على الواقفين أمامه من ورقة صغيرة.. كلمات شعرية تهاجم قيادات السلطة المؤقتة وتؤيد مرسى.

على أعمدة وقماش الخيام تظهر صور مرسى بكثافة، ينافسها فى الوجود بوسترات شهداء أحداث المنصة والحرس الجمهورى، فقط فى ميدان النهضة ﻻ تزال دولة الإخوان تحيا على أرض مصر.. فعند مدخل اﻻعتصام ناحية كوبرى الجامعة صور وبوسترات الرئيس المعزول مرسى متراصة بما يشبه أفيش أفلام السينما فى عرضها الأول، يعقبها شارع مظلم تملؤه السواتر لمسافة 200 متر تقريباً، ثم خيام المعتصمين متراصة وبداخلها جثث هامدة من عناء الوقوف واﻻستماع للمتحدثين حسب الدور، رجل صعيدى يسأل زميل له: «متعرفش أخبار عن قسم شرطة أبوقرقاص اللى قفلوه الظباط وعلقوا عليه صورة مرسى».. يرد عليه الآخر:

«إشاعة، بس نصر الله قريب»، يؤمّن المواطن المنياوى على كلام زميل اعتصامه: «ربنا ينصرنا ويكشف حقيقتهم»، أجواء بائسة وتقشف مزرٍ يعيش به أنصار نظام الإخوان، بدءاً من الأنفار الملقاة على «سجادة متهالكة» فى منتصف اﻻعتصام إلى التشتت الفكرى الذى يعيشونه، فما يتردد فى الخارج عن فض اﻻعتصام يقابله أهل النهضة بدم بارد واعتماد قائم على كمية «الدشم» والحواجز الفاصلة بين اﻻعتصام والحياة فى الخارج.

المصدر: الوطن | ماهر ابو عقيل

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على سواتر رملية ودشم إسمنتية.. سلاح مقاومة «الفض»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
90266

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية