حرب ضروس، تشبه الأفلام الكلاسيكية، تحول خلالها مبنى مكتب الإرشاد بالمقطم إلى قلعة حربية ارتفعت أسوارها العالية بالدشم والرمال لضرب النيران من خلال قناصة اعتلوا الأسطح، على المتظاهرين حول المقر.. ضحايا على الأسوار كتبوا كلمة النهاية لصالح الغاضبين الذين نجحوا فى النهاية فى اقتحام المبنى والانتقام من أصحابه شر انتقام، بعدما أعلن الأطباء عن وفاة 8 مواطنين، بينهم أطفال، وإصابة 70 جراء إطلاق النار المتواصل من مبنى الإرشاد.
قلعة الإرهاب.. الوصف أطلقه النشطاء على مقر مكتب الإرشاد بعد إطلاق الرصاص عليهم من فوق المقر، وغيروا تسميته من كل مناقشاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، قال أحدهم: «مسمعش حد يقول عليه إرشاد، اسمه إرهاب.. واللى حصل إمبارح أكبر دليل».. «إحنا كلنا سلميين، هم اللى بدأوا الضرب» قالها رامى نوار، الشاب الذى يبلغ من العمر 26 عاماً، يعمل سائق ميكروباص، ويقطن بالمنطقة، كان فى أحد طوابير البنزين وحين مل الانتظار قرر المشاركة فى تظاهرات المقطم ضد الإخوان: «كنا واقفين فى ميدان النافورة فى مظاهرة سلمية بنطالب برحيل الرئيس، وقفنا على ناصية شارع 10، بعدين دخلنا الشارع بما إنه رمز الحكم عشان نهتف ونقول ارحل، بدأوا يرشوا مياه غريبة، ريحتها نشادر، وكاوية، آذت بعض الشباب، فالناس خرجت عن شعورها، وبدأ ضرب المقر بالطوب، ومع الوقت بدأ ضرب النار منهم، لدرجة فيه ظابط شرطة اتصاب من قسم المقطم قدامى، الدنيا هديت على صلاة العشا، فبدأت الناس تتظاهر تانى ارحل ارحل، دقايق وابتدى ضرب النار من ناس كتير شايلة أسلحة جوه المقر، ده غير 4 قناصة على السطح شوفتهم بعينى».. لا يشعر رامى بالرضا من إضرام النيران فى المبنى: «عاوزينه يرحل من غير تدمير، لكن بصراحة الناس كلها كرهتهم».
أم وحيد، واحدة من أهالى مساكن الزلزال، اعتدى الإخوان على ابنها الأكبر وحيد فى جمعة «رد الكرامة» وكاد يفارق الحياة من الضرب، ثأر قديم بين ابنها وبين القابعين بمكتب الإرشاد، لكن خوف الأم كان أكبر من غضبها: «باخد منوم عشان أنام، حطيت له منه فى الشاى وخليته نام، عشان ماينزلش المظاهرات والحمد لله عدت على خير وما نزلش». رغم خوف الأم على ابنها، فإن مشاعرها تجاه مكتب الإرشاد لم تكن متسامحة للغاية: «صحيح أنا نيمته لكن لو عليا كنت عاوزة أولع فى الإخوان نفسهم، مش فى المبنى بتاعهم بس، قلعة إرهابهم خلاص انتهت، يورونا بقى هيمارسوا إرهابهم ده منين».
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!