قدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عرض قوة شعبيا في مواجهة المتظاهرين المطالبين باستقالته، فحشد الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا لاستقباله في المطار لدى عودته من جولة خارجية استمرت 3 أيام، ولم يقبل بإلغائها على الرغم من عنف الاحتجاجات، التي طرقت أبواب مكتبيه في العاصمة أنقرة، وفي إسطنبول التي تحولت ساحة «تقسيم» فيها إلى مقر للحركات المناهضة له.
وسد أنصار أردوغان الطرق المؤدية إلى المطار طوال ساعات وهم في انتظاره إلى ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية، حيث شهدت حركة المترو ضغطا هائلا لأنصاره، الذين تجمعوا من أنحاء مختلفة منذ العاشرة ليلا، وانتظروا إطلالته التي تأخرت حتى الثانية فجرا، حيث ألقى بمؤيديه كلمة مطولة كرر فيها تمسكه بسياساته قائلا لهم: «لا يستطيع أحد وقف صعود تركيا سوى الله وحده». وفي الوقت نفسه، كان ميدان تقسيم يشهد تحركات للمحتجين الذين هتفوا بضرورة استقالته، بينما أخذ آخرون يغنون ويرقصون. وفي متنزه كوجلو في أنقرة ردد الآلاف شعارات مناهضة للحكومة، وأنشدوا أغاني وطنية. وتحدث أردوغان إلى أنصاره من حافلة ذات سطح مفتوح، وقد وقفت إلى جواره زوجته، وأقر بأن الشرطة التركية ربما تكون استخدمت القوة المفرطة لفض مظاهرة صغيرة يوم الجمعة احتجاجا على مشروع من المقرر أن يتضمن إعادة بناء قلعة عثمانية قديمة مكان حديقة عامة. وقال أردوغان في كلمته: «لا يحق لأحد أن يهاجمنا من خلال هذا. ليحفظ الله إخوتنا ووحدتنا. لا شأن لنا بالعراك والتخريب.. سر نجاحنا ليس التوتر والاستقطاب». وأكد أن «الشرطة تقوم بواجبها»، معتبرا أن «هذه الاحتجاجات التي تحولت إلى تخريب وخروج كامل على القانون يجب أن تتوقف فورا». وقال أردوغان لأنصاره إن شرعيته جاءت من صناديق الانتخابات، وحثهم على عدم الانخراط في أعمال عنف، ودعا مؤيدي الحزب الحاكم إلى ضبط النفس والنأي بأنفسهم، وأنتقد أردوغان في كلمته المضاربات على العملة الوطنية وأسعار السندات والأسهم التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ وقت طويل بتأثير من الاحتجاجات.
وقال: «وصلنا إلى هذا المستوى، على الرغم من جماعة ضغط سعر الفائدة. جماعة ضغط سعر الفائدة تعتقد أنها يمكن أن تهددنا بالدخول في مضاربات في البورصة. لكن عليهم أن يعرفوا أننا لن نسمح لهم باستغلال ثروة الأمة».
وفيما أخذ أنصاره يرددون «لا تختبروا صبرنا»، و«إسطنبول هنا» ملوحين بعلم تركيا وراية حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال أردوغان: «نقف أقوياء، لكننا لم نتسم قط بالعناد.. نحن معا، نحن متحدون، نحن إخوة».
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!