الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخبارالاخبار العربية والعالمية › «موزة»: لا أريد أن يكبر أطفالى ليصبحوا مثل أبناء مبارك

صورة الخبر: موزة
موزة

يقول الكتاب الفرنسى: تؤمن الشيخة موزة بقوة بأهمية تعليم الأجيال الحالية والقادمة لكى تمسك بين يديها بمفاتيح المستقبل، ولا تعيش معتمدة فقط على عائدات الذهب أو البترول القطرى. وتعلن الشيخة موزة بوضوح أمام زوارها أنها تقف بشدة ضد الفساد، وتردد دائماً: «لا أريد أن يكبر أطفالى ليصبحوا مثل أبناء مبارك!». ربما تتعالى الشيخة موزة على أبناء مبارك، لكنها استلهمت تجربة جمال عبدالناصر فى التعليم، وظهر ذلك بوضوح فى إطلاقها لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التى تعتبرها ضمان مستقبلها الحقيقى فيما بعد». ويقول الكتاب عن الشيخة موزة: «إنها سياسية من طراز رفيع، تدرك جيداً أنها لن تظل سيدة قطر الأولى إلى الأبد، لذلك، فهى تفعل كل ما فى وسعها لكى يستمر مجهود عمرها فى مؤسسة قطر. وراحت تحول المؤسسة من كيان يعتمد على دعم الدولة إلى مؤسسة تجارية ذات كيان يستقل تدريجياً، حتى يصبح مستقلاً تماماً على المدى البعيد».

«وتحرص الشيخة موزة على تصعيد المقربين منها فى مؤسسة قطر، كما فعلت مثلاً مع أحد أبناء أخواتها، الشيخ عبدالله بن على آل ثانى الذى قامت بتعيينه نائباً لرئيس مؤسسة قطر. كأنها تقول إنه أيا كان ما سيحدث غدا، وأيا كان المسار الذى ستتخذه الأحداث، فإن مؤسسة قطر لا بد أن تستمر».

قالت صراحة «لا أحب حمد بن جاسم».. وتراه على رأس خصومها.. وأمير قطر يجد نفسه فى موقف حساس للفصل بينهما

وفى ديسمبر 2011، اتخذت الشيخة خطوة أخرى لكى تصبح مؤسسة قطر أكثر التصاقا بها وضمانا لمستقبلها. يقول الكتاب إنه فى هذا التاريخ: «قررت الشيخة موزة إجراء تغييرات فى مجلس إدارة مؤسسة قطر، وأدخلت فيه أربعة من أبنائها: أولهم الشيخة هند، التى تعمل فى الديوان الأميرى إلى جوار أبيها. إضافة إلى ابنتها الأميرة مياسة وابنها الأمير محمد، إلا أن العضو الأهم الذى انضم لمجلس إدارة المؤسسة، كان ابنها ولى العهد الأمير تميم. وكانت رسالتها بتعيينه فى مجلس إدارة المؤسسة لخصومها المحافظين واضحة ومحددة: لا أحد يمس أو يقترب من مؤسسة قطر، وإلا فعليه أن يتفاهم مباشرة مع ولى العهد!».

وكان على رأس خصوم الشيخة موزة من «المحافظين»، رئيس الوزراء القطرى حمد بن جاسم.

يقول الكتاب: «إن تحركات الشيخة موزة من خلال مؤسسة قطر، أثارت ضدها دوائر المحافظين التقليديين فى المجتمع القطرى، وعلى رأسهم حمد بن جاسم. لم يكف رئيس الوزراء أبدا عن انتقاد ومعارضة مبادراتها. وحتى عندما قامت الشيخة بإنشاء مركز للمؤتمرات قام هو أيضاً بإنشاء مركز مماثل، وهو يتمنى بشدة اختفاء مؤتمر القمة العالمى للابتكار فى التعليم، ذلك المؤتمر الذى يعقد فى قطر سنويا تحت رعاية الشيخة موزة منذ عام 2008، أو يضم كل خريف، أكثر من ألف خبير يأتون إليه من العالم كله. فى ذلك المؤتمر، تتركز الأنظار كلها على الشيخة موزة، التى تعلن عن الفائز بجائزة قدرها نصف مليون دولار، خصصتها لأى شخصية أو مؤسسة تنجح فى تطوير أفكار جديدة فى مجال التعليم، هذا المبلغ الضخم، يمنح الشيخة موزة فرصة استعراض المزيد من كرمها، لتصبح أكثر وأكثر محط الاهتمام، والمركز الذى تتجه إليه كل الأضواء فى تلك اللحظة». «وتتردد أقاويل فى الدوحة، أن هند، ابنة الشيخة موزة، سوف تخلفها يوماً ما فى رئاسة مؤسسة قطر. وهند هى سر أمها وأبيها معا، فهى التى تدير الديوان الأميرى، وتمتلك شركة خاصة للاستثمارات، برأسمال يتجاوز المليار دولار، تضع معظمها فى بيزنس الفنادق والرفاهية».

وفى الديوان الأميرى، يقع مكتب الشيخة هند فى نفس الطابق الذى يضم مكتب حمد بن جاسم!.
هى حلقة جديدة من هذا الصراع الفريد بين حمد بن جاسم، الوهابى التقليدى المحافظ، الذى لا يقبل ظهور زوجاته فى المناسبات العامة، وبين الشيخة موزة التى تؤمن أن مكان المرأة الطبيعى تحت الأضواء. وإذا كانت الشيخة موزة، بكل طموحها، قد تركت المجال السياسى دون أن تقترب صراحة منه، فإنها دفعت بكل قوتها لدخول ابنتها إليه من أوسع أبوابه. يصف الكتاب الفرنسى الشيخة هند بأنها: «سياسية حقيقية، قادرة على التفاوض مع قادة حماس، والتفاهم مع المسئولين الإيرانيين. هى تدير مكتب الأمير حمد فى الديوان الأميرى منذ عام 2008، وصارت بالفعل ذراعه اليمنى فيه. وفى قصر الديوان على كورنيش الدوحة، يقع مكتبها مباشرة فى مواجهة مكتب حمد بن جاسم فى نفس الطابق. سيدة نشيطة، مجتهدة، تسير دائما فى حماية أبيها، وترافقه فى كل تحركاته فى الخارج، وتنخرط فى الوقت نفسه، فى شئون التعليم والمرأة، بصفتها نائبة لرئيس مؤسسة قطر التى تديرها أمها، وستخلفها فى رئاستها يوماً ما». كانت الشيخة موزة ترتب لمستقبلها دون أن تنسى مستقبل أبنائها، يرصد الكتاب حرص الشيخة موزة على وضع أبنائها الخمسة الكبار فى مراكز قوة، كأنهم أصابع قبضة محكمة، فبعد صعود الأمير تميم والشيخة هند: «اتجه الأمير جوعان بن حمد إلى المجال العسكرى، وينتظره مستقبل مفتوح سيصبح فيه على الأرجح الذراع العسكرية الذى سيعتمد عليه شقيقه الأمير تميم. أما الأمير محمد، الذى يعشق المسرح والخيل، فهو الذى حمل الشعلة فى دورة الألعاب الآسيوية التى استضافتها الدوحة عام 2006، لتتركز عليه أنظار العالم كله فى احتفال ضخم، وهو يرأس لجنة تنظيم بطولة كأس العالم التى ستستضيفها قطر عام 2022، ويحتل كذلك منصبا قياديا فى هيئة الماء والكهرباء. وأخيراً، تأتى الشيخة مياسة، الابنة الكبرى للشيخة موزة والأمير حمد، لتهتم بالثقافة والفنون، وفى 2005، تم تعيينها رئيسة لهيئة المتاحف فى قطر، وصارت جزءاً من مجلس إدارة مؤسسة قطر، وإن كانت لا تمتلك نفس طموح شقيقتها الصغرى هند. وما زال ابنا الشيخة موزة الصغيران، الأمير ثانى، والأمير القعقاع، يواصلان دراستهما».

حمد بن جاسم عرقل مبادرات للشيخة موزة.. وردت هى بأن صار مكتب ابنتها «هند» فى مواجهة مكتبه بالديوان الأميرى

كل هذا، دعا الأمير حمد لأن يحرص على عدة توازنات دقيقة «لم يكن الأمير حمد يرغب فى أن يتصور البعض أنه يفضل أبناءه السبعة من الشيخة موزة على أبنائه الستة عشر الذين أنجبهم من زوجتيه الأخريين».

على أن التوازنات الأخطر بالنسبة للأمير حمد، تظل هى التوازنات المطلوبة منه فى الصراع الأخطر بين الشيخة موزة وحمد بن جاسم، يقول الكتاب: «من الطبيعى أن تكون هناك صراعات تغلى تحت السطح، فى قلب عائلة شديدة القوة وشديدة الطموح مثل العائلة المالكة القطرية، بعض هذه الصراعات ما زال مكتوما، وبعضها الآخر بدا يطفو على السطح مثل الصراع بين الشيخة موزة وحمد بن جاسم، الأمر الذى يضع الأمير حمد فى موقع حساس للفصل بينهما. يقول الكتاب أن حمد بن جاسم عرقل مرة عقد قطر لصفقة تجارية مع فرنسا لأنها كانت اقتراحا للشيخة موزة، يقول: «فى لحظة ما، أراد أمير قطر أن يشترى صالة المزادات الشهيرة «كريستى»، لكن صاحبها رجل الأعمال الفرنسى «فرانسوا بينو»، رفض بشدة. كان هناك تفكير قطرى أيضاً فى شراء أسهم فى مجموعة «بينو» التى تضم عدة بيوت أزياء وماركات عالمية، وكانت الشيخة موزة هى التى تقف وراء هذا التفكير بسبب رغبتها فى وجود «شارع للموضة»، يضم فروعاً لبيوت الأزياء العالمية فى الدوحة مثل الشوارع الموجودة فى لندن وباريس وميلانو، وكان وقوف الشيخة موزة وراء هذه الصفقة على ما يبدو، سبباً فى أن يتدخل حمد بن جاسم لعرقلتها. وكان هذا كله سببا فى أن تقول الشيخة موزة لأصدقائها أكثر من مرة: أنا لا أحب حمد بن جاسم!».

على أن حمد بن جاسم، على الأرجح، لن يكون هو المنافس الوحيد الذى تواجهه الشيخة موزة فى قلب العائلة المالكة القطرية، هناك مثلاً تلك العلاقة المتوترة التى تكونت بين الشيخة موزة، والعنود الهاجرى، الزوجة الثانية لابنها تميم. يقول الكتاب: «إن علاقة الشيخة موزة بابنها تميم علاقة طيبة، حتى إن كانت هى تحمل ضعفا خاصا تجاه ابنها محمد، وهى لا تطيق العنود الهاجرى، زوجة تميم شديدة الجاذبية، التى أنجبت لولى العهد صبيا فى أكتوبر الماضى. والغريب أن العنود أنجبت ابنها فى غياب الشيخة موزة التى اختارت أن تكون إلى جوار ابنتها الكبرى مياسة، التى كانت تلد أيضاً فى نيويورك. والواقع أن العنود، برشاقتها وقامتها الطويلة، تحمل بالفعل شبها ما من الشيخة موزة، إلا أن تلك الأخيرة لا تحب أبدا أن يذكرها الناس بهذا، ولا أن يقارنها أحد بزوجة ابنها».

على الرغم من التقوى والورع اللذين تتميز بهما السيدة الأولى القطرية، إلا أنها لا تعتبر ممثلة لسيدات المجتمع القطرى، والواقع أن نساء آل ثانى لا يحببنها على الإطلاق. يتهامسن من وراء ظهرها بأنها تبالغ فى الظهور، وتسرف فى إنفاق المال، وأنها فى النهاية مجرد واحدة من عامة الشعب. يقول أحد الديبلوماسيين الأوروبيين فى الدوحة لمؤلفى الكتاب: «إن الشيخة موزة فهمت الرسالة جيدا، وخففت كثيرا من ظهورها فى الفترة الأخيرة، ففى النهاية، كل عائلة لا بد أن تفكر فى مصالحها الخاصة جيدا قبل أى شىء».

ويواصل الكتاب: «إن من يعرفون الشيخة موزة جيدا يقولون إنه صار لها مؤخرا أصدقاء قليلون فى قطر. على الرغم من أن آل ثانى ما زالوا يضايقونها باستمرار. ويقول بعض المقربين منها إنها تسخر من الانتقادات الموجهة لها، بينما يقول آخرون إنها على العكس، تشعر بقلق عميق على مستقبلها، ولم تعد تفكر إلا فيه، لأنه الشىء الوحيد الذى لا يمكن التأكد منه، أو السيطرة عليه».

«ربما لذلك، تقضى الشيخة موزة معظم وقتها مع الأمير، أو مع أبنائها منه. كما أنها لا تتحدث تقريبا مع أبناء الأمير الذين ولدوا من زيجاته مع أخريات. والواقع أن أمير قطر يستجيب للعديد من رغباتها، مثل ذلك اليخت الذى يبلغ طوله 139 متراً، ويعمل عليه 87 شخصا فى جزر الباهاما، أو الطائرة البوينج التى اشتراها لها، إضافة لطائرتها الخاصة الإيرباص التى قام المصمم الفرنسى العالمى فيليب ستارك بتصميمها لها، وهو الذى صمم لها أيضاً طراز فيللتها الجديدة على شاطئ البحر، بالقرب من الحى الدبلوماسى فى الدوحة، على شكل طبق طائر وبتصميمات مستوحاة من الفضاء الخارجى، إضافة بالطبع إلى شقتها الفاخرة التى تبلغ مساحتها 4 آلاف متر مربع، تحتل عدة طوابق فى أحد أبراج مانهاتن فى نيويورك، وتضع فيها مجموعة من أثمن وأجمل اللوحات الفنية التى تقتنيها».

وضعت أبناءها فى مراكز قوة: «هند» للسياسة و«جوعان» للعسكرية و«محمد» للرياضة و«مياسة» للثقافة

ويواصل الكتاب: «إن الشيخة موزة تعشق نيويورك، لكنها تعشق أيضاً التزلج على الجليد شتاء فى منتجع «كورشوفال» فى جبال الألب الفرنسية، يحيط بها فى تلك الرحلات عادة تسعة من الحراس الشخصيين، وتايلاندية تتابع أمورها الخاصة، ومدربتها الإسبانية الخاصة للياقة، فالشيخة موزة تعرف جيدا كيف تعتنى بنفسها، يجيد طباخها الفرنسى طهى الأطعمة التى تحافظ على رشاقتها، وتحافظ عليها هى بممارسة الرياضة بانتظام».

المصدر: الوطن | يسرا زهران

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على «موزة»: لا أريد أن يكبر أطفالى ليصبحوا مثل أبناء مبارك

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
78018

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية