الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخباراخبار مصر - اهم الاخبار المصرية › «الحلقة الثانية».. محمود صلاح يحقق: هكذا قتلوا السادات

صورة الخبر: محمد أنور السادات
محمد أنور السادات

حسين عباس: قضيت ليلة 6 أكتوبر فى خيمة اللواء «333 مـدفعية» وخرجت خدمات مع الجنود.. رغم أنى مدنى

لن يسألنى الله عن اغتيال الظالم أنور السادات.. وخالد الإسلامبولى صاحب فكرة الاغتيال والمخطِّط لها!

السادات قال إن الشيخ المحلاوى «مرمى فى السجن زى الكلب».. وقال عن الشيخ حافظ سلامة «لا أتحدث عنه لأنه مجنون»

عطا طايل: قررنا قتل السادات لأنه طالب بفصل الدين عن السياسة.. والديمقراطية مرفوضة عند المسلمين.. وكنت أنوى اغتيال النبوى إسماعيل

معارضة السادات أمر الله بأن تبقى المرأة فى بيتها واستهزاؤه من حكم النقاب وسجنه المسلمين وتركه الكافرين.. كل ذلك أدى إلى التفكير فى اغتياله

نزلتُ من سيارة الجيش باتجاه المنصة فوجدت الصف الأول عبارة عن كراسى ليس بها أحد.. لكنى أطلقتُ ما لا يتعدى عشر طلقات وبعدها أُصبت ووقعت على الأرض

سوف تمضى أعوام وأعوام قبل أن يستوعب أحد تفاصيل حادثة الاغتيال التى وقعت ظهر 6 أكتوبر عام 1981، فليس من السهل بمكان تصور أن يندس مدنيون بين قوات الجيش قبل العرض العسكرى بيومين، ويختلطوا بالجنود ويناموا معهم فى الخيام، دون أن يكتشف أمرهم أحد.
وليس فى قدرة أى إنسان مهما أوتى من خيال خصب، أن يرسم بخياله، ذروة الدراما الواقعية، التى رسمتها بالفعل رصاصات وقنابل الذين قتلوا أنور السادات، وهو يجلس فى عيد انتصاره بين كبار قواد جيوشه ورجاله وعشرات من رجال حرسه الخاص، ذلك أن الذين نفذوا حادثة الاغتيالات لم يكونوا يحلمون بالنهاية المأساوية التى وقعت، كانوا يريدون قتل السادات، لكنهم، وعلى ألسنتهم لم يكونوا واثقين من النتيجة، بل من الصعب أن يصدق أحد، أن منفذى حادثة الاغتيال، لم يكن أحد يعرف الآخر، حتى قبل وقوع الحادثة بأسبوع واحد.

وهذه ليست الحقيقة الوحيدة التى يكشف عنها التحقيق السرى الذى أجرى معهم، بل إن ملف هذا التحقيق ما زال يحوى كثيرا من الأسرار التى لا يعرفها كثيرون، لكن سطور التحقيقات المثيرة فى النهاية تجيب عن كل التساؤلات، وما بين السطور أيضا يقول الكثير والأهم هو ما جاء على لسان خالد الإسلامبولى وزملائه من خلال اعترافاتهم، التى لم تعلن بالتفصيل من قبل.

وهم يقولون فى الاعترافات.

هكذا قتلنا السادات.

كيف فعلوها؟

كيف اغتالوا أنور السادات وهو يجلس محصنا وسط الآلات من رجاله وجنوده وحراسه؟ كاميرا التليفزيون التى نقلت لحظات معدودة من بداية الحادثة اهتزت فى يد المصور، ثم انقطع الإرسال وسط الصراخ ودخان القنابل ودوى طلقات الرصاص.

ولقد روى كثيرون من الذين كانوا فى المنصة ما حدث كل واحد منهم تحدث عما رأه فى تلك اللحظات العصيبة، ولم يكن هذا كافيًّا بحال ليرسم صورة ما حدث.

كان عطا وهو ضابط احتياط فى السادسة والعشرين برتبة ملازم أول، نشأ فى عزبة رحيل بالدلنجات محافظة البحيرة، التى تحمل اسم عائلته، واحدا من الثلاثة الذين تسللوا إلى معسكرات الجنود فى ساحة العرض العسكرى، بمساعدة خالد الإسلامبولى، ثم اشتركوا جميعًا فى تنفيذ حادثة المنصة.

وبدأ عطا اعترافه أمام النيابة بتلاوة آيات من القرآن الكريم قائلا:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، يقول الله تبارك وتعالى فى سورة المائدة.

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِى مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ).

وبعد أن انتهى عطا من قراءة السورة الكريمة.

قال للمحقق: لقد بينا لرئيس الجمهورية هذه الأحكام على لسان أئمة كثيرين، ولم يرض بتنفيذ أحكام الله سبحانه وتعالى، بحجج ما أنزل الله بها من سلطان، بل تعدى الأمر ذلك، وطالب بفصل السياسة عن الدين، وهذا ليس من الإسلام فى شىء، لأن كلمة سياسة أتت من ساس، أى كيف يرعى من حوله من أنسا وعندما نعزل السياسة عن الدين ففى أى منهج يمكن أن يقودنا القائد، فإن ادعى الديمقراطية بأنيابها، فهذه الكلمة ليس من الإسلام فى شىء، لأن الديمقراطية هى حكم الشعب نفسه بنفسه، فيستطيع مجلس الشعب أن يقر أى قرار توافق عليه الأغلبية، دون الرجوع إلى كتاب الله أو لأوامره، وأكبر مثال على ذلك الديمقراطية فى بريطانيا عندما وافق مجلس اللوردات على إباحة اللواط وأصبح اللواط شيئا شرعيا فى بريطانيا، وهذا دليل على الديمقراطية عندهم، وأيضا موافقة المجلس الممثل فى السويد على تعدد الأزواج للزوجة تحت اسم الديمقراطية، وموافقة مجلس الشعب المصرى على إباحة الرقص والأفلام الهازلة أو الهابطة، وبيع الخمور وعلمه بجميع فضائح الدعارة وما أشبه ذلك.

وأضاف عطا: لفظ الديمقراطية هذا مرفوض لدى المسلمين، ولن يكون لنا منهج إلا كتاب الله تعالى، أن الحكم إلا لله، فالله سبحانه وتعالى بين لنا إطارًا عامًا للحكم، وترك لنا أشياءً نختارها لتناسب كل زمان ومكان، ومعارضة رئيس الجمهورية أمر الله سبحانه وتعالى بأن تبقى المرأة فى بيتها ولا تخرج إلا للضرورة، واستهزاؤه من حكم النقاب بالإسلام والسخرية منه وهو حكم إلهى به نص شرعى فى القرآن، ولقد زاد الأمر استفحالا، حينما قام بأوامره بالقبض على كل من يدعو إلى الله، ومعاداته لكل من يعمل فى سبيل الله، وتركه الكافرين وعدم قيامه بسجنهم، بل قام بسجن المسلمين، كل هذه الأدلة أدت إلى أنه لا بد من استخدام القوة للقضاء على هؤلاء الحكام، الذين أحاطوا أنفسهم بسياج من الحديد والنار لا يمكن الوصول إليه.

يقول له المحقق: تستخدم فى عباراتك صيغة الجمع. وقلت إنكم بينتم الآيات التى استشهدت بها لرئيس الجمهورية على لسان أئمة كثيرين.. من تقصد؟

يقول عطا: أقصد أئمة المساجد.

المحقق: وأنت منهم؟

عطا: لأ.

المحقق: فلماذا. إذن استخدمت هذا التعبير؟

عطا: كل مسلم فى البلد حاسس بهذا الإحساس.

المحقق: ما قصدك من قولك إنكم بصيغة الجمع قررت استخدام القوة للقضاء على الحكام؟

عطا: أقصد نحن الأربعة. خالد الإسلامبولى وعبد الحميد وحسين وأنا.

المحقق: على ماذا اتفقتم بالتحديد.

يرد عطا قائلا: ليس عندنا جيش، وليست عندنا قوة، وليست هناك وسيلة إلا الاغتيال، ويوم الأربعاء فى الأسبوع الماضى ذهبت لزيارة زميل اسمه محمد عبد السلام، فلم أجده حيث يقطن فى بولاق الدكرور بعد كوبرى الخشب فى طريق صفط، وسألت نسيبه عنه لأنه كان مصابًا فى حادثة سيارة، فأخبرنى أن شخصًا يدعى ناصر يعرف طريق محمد عبد السلام، وذهبت مع ناصر إلى جهة الحلمية، وركبت الأوتوبيس 130، ونزلت بعد التجنيد، ومشيت فى شوارع ودخلت شقة علمت بأنها شقة من يسمى عبد الحميد عبد السلام، ووجدت عنده خالد الإسلامبولى الذى أخبرنى فى نفس اليوم أنه يعمل خطة للقضاء على هذا الحاكم الذى لا يحكم بما أنزل الله، وهو الرئيس أنور السادات، ويريد اشتراكى فيها، فقست هذا الأمر شرعًا على ما لدى من أحكام شرعية ثم وافقت.

ويمضى عطا فى رواية ما حدث قائلا: طلب منى خالد الإسلامبولى أن انصرف على أن نلتقى يوم الأحد الساعة الخامسة فى محطة المترو أمام الميريلاند، وتقابلنا وأخذنى وذهبنا إلى شقة عبد الحميد. فوجدت هناك شخصًا اسمه حسين. ولم يكن محمد عبد السلام فرج موجودا.

وقال لى خالد الإسلامبولى إننا سوف نغير ونلبس ميرى رسمى، ونذهب إلى ناحية شارع وصفه لنا فى نفس المنطقة التى يسكن فيها عبد الحميد، ثم أخذنا بالسيارة، وكان يرتدى الزى العسكرى حتى وصلنا إلى قرب الأستاد. وأشار لينا على الخيام الخاصة باللواء «333» مدفعية التى يعمل فيه، ثم دخلت أنا وعبد الحميد وحسين وسألنا على الضابط خالد الإسلامبولى، وقلنا إننا جايين ملحقين، فقالوا لنا انتظروه، وكنا قد اتفقنا على أن نسيبه ويحلق بنا هو وبعد ساعة ونصف حضر، وقمنا هذه الليلة بالبيات عندهم فى اللواء «333» واشتغلنا مع العساكر وطلعنا خدمات.

ويكمل عطا اعترافه المثير:

ويوم العرض 6 أكتوبر الصبح، أخذنا خالد الإسلامبولى معه ضمن طقم العربية التى كانت قاطرة المدفع 130مم، وكانت تسير يمين القوة بالنسبة للمنصة، وكان تسليح الطقم بنادق آلية، وكانت بنادقنا فقط بها الذخيرة، واللى جاب الذخيرة خالد الإسلامبولى، وبعدين وإحنا راكبين العربة أعطى عبد الحميد قنبلتين أخذت واحدة، وأعطانى واحدة، وعندما وقفت السيارة أمام المنصة حسب الاتفاق بيننا، قام حسين بإطلاق النار من العربة فى اتجاه المنصة. وعبد الحميد وأنا ألقينا القنبلتين اليدويتين، وأنا الذى بدأت وألقيت القنبلة مسافة بسيطة، بحيث لم تصل إلى المنصة، وسقطت فى أرض العربة، وقمت وجدت كل الجنود أو معظمهم نزلوا من العربية، فنزلت وسقطت تحت عجلات المدفع واتجهت إلى المنصة، ولم أرَ المقصود وهو الرئيس، ووجدت الصف الأول عبارة عن كراسٍ ليس بها أحد، وعندما وصلت فى النهاية أطلقت النار على الكراسى فى الصف الأمامى، وأطلقت ما لا يتعدى عشر طلقات، وأصبت من شخص كان فى حوالى الكرسى الخامس فى المنصة، ولم أقم بضربه على الرغم من أنه كان فى مرمى يدى، وسقطت على الأرض من إصابتى، ونقلت إلى المستشفى.

يسأل المحقق: وما صلتك بمحمد عبد السلام فرج؟

يقول عطا: هو كان زميلى فى المدرسة الثانوية فى الدلنجات بحيرة.

وكان يسبقنى بسنة ودخل هو هندسة القاهرة، وأنا هندسة إسكندرية، وهو بلدياتى!

يسأله المحقق: وهل محمد عبد السلام فرج هو الذى أدخلك فى عملية الاغتيال؟

يقول عطا: الذى أدخلنى فى هذه العملية خالد الإسلامبولى، وهو الذى عرض علىّ.

يسأله المحقق: كيف وأنت لا تعرف خالد الإسلامبولى؟

يقول عطا: عندما ذهبت للسؤال عن محمد عبد السلام فرج لأنى علمت فى البلد أنه مصاب فى حادثة، سألت نسيبه عندما ذهبت ولم أجده، ووجدت عند نسيبه ناصر، الذى اصطحبنى إلى منزل عبد الحميد حيث وجدت خالد الإسلامبولى هناك.

يقول له المحقق: لكن عبد الحميد اعترف أنه وخالد الإسلامبولى احتاجا إلى فردين لتنفيذ الاغتيال فى أثناء الاستعراض، فأحضرهما محمد عبد السلام فرج وهما أنت وحسين؟

يقول عطا: أعلم بذلك، ولقد ذهبت مع ناصر لزيارته قدرا دون أن أعلم أى شىء، وربما هم كانوا قد خططوا لذلك، دون علمى، وكما قلت إننى ذهبت لزيارة محمد عبد السلام فرج، فقال لى نسيبه إنه ساب سكنه، لأنهم عايزين يقبضوا عليه، وناصر يعرف المكان اللى هو فيه عايز تزوره هناك روح.

يسأله المحقق: أنت ضابط فى الجيش فى الخدمة، وعلمت أن شخصًا مطلوب القبض عليه، فلماذا تسعى إليه فى مخبئه؟

يقول عطا: أنا لا أخاف من الأحكام العسكرية، لكنى أخشى قانون الله سبحانه وتعالى، وده واحد من بلدنا واحنا ريفيين ورحت أزوره.

يسأله المحقق: ألم يأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأخذ الحذر؟

يقول عطا: إنما ذهبت قدرا.. دون أن أعلم بأى اتفاق سابق.

يسأله المحقق: ألم يرسل لك لإحضارك؟

يقول عطا: إن كان قد أرسل لإحضارى فأنا لا أعلم.

ويواصل المحقق استجواب عطا..

من الأربعة الذين اشتركوا فى حادثة الاغتيال.

يقول عطا: التخطيط المتفق عليه كان إنه لما تقف العربية يقوم حسين بإطلاق الرصاص، وأنا وعبد الحميد نرمى القنابل، وخالد عليه إطلاق الرصاص من العربة، وبعد ذلك ننزل ونهاجم المنصة جميعًا حسب الفرص المتاحة.

يسأله المحقق: ألم تكونوا تخشون من اكتشاف الذخائر والقنابل؟

يقول عطا: بلى.

يسأله المحقق: وماذا كان تخطيطكم لمواجهة هذا الاحتمال؟

يقول عطا: قدرنا بيد الله.

يسأله المحقق: ما معتقداتك الإسلامية تحديدا؟

يقول عطا: السنة وإجماع علماء المسلمين على أى حكم.

يسأله المحقق: وما مصدر ثقافتك الإسلامية؟

يقول عطا: كلها كتب السلفيين.. مثل تفسير القرطبى، وابن كثير، وبالنسبة إلى الأحاديث فتح البارى وبالنسبة إلى العلماء، مثل ابن تيمية وابن القيم الجوزى.

يسأله المحقق: وهل هذه الكتب عندك فى البيت؟

يقول عطا: كنت أستعير أو أقرأ الكتب فى المكتبات.

يسأله المحقق: ومن دلك عليها؟

يقول عطا: كبار المشايخ مثل الشيخ كشك والشيخ المحلاوى.

يسأله المحقق: من أمركم فى هذه العملية؟

يقول عطا: خالد الإسلامبولى.

يسأله المحقق: ومن أمر خالد الإسلامبولى؟

يقول عطا: الله أعلم.

يسأله المحقق: ألا تنتمون إلى جماعة إسلامية معينة؟

يقول عطا: نحن مسلمون.

يسأله المحقق: وهل تدينون لأحد من البشر بالسمع والطاعة؟

يقول عطا: ندين بذلك لله ورسوله.

يسأله المحقق: هل كنت تنوى قتل رئيس الجمهورية؟

يقول عطا: نعم، وهذا للأسباب السالف ذكرها.

يسأله المحقق: وهل كنت تنوى قتل غيره؟

يقول عطا: النبوى إسماعيل لتعذيبه المسلمين.

يسأله المحقق: وما الذى كنت ترجوه من قتل الرئيس؟

يقول عطا: احتمال قيام حاكم مسلم بعده.

يسأله المحقق: وهل يكفى قتل الرئيس لإقامة نظام إسلامى على النحو الذى ترجوه، أم أن ثمة أعمالا أخرى ما زالت لازمة لذلك؟

يقول عطا: قمت بذلك لتنفيذ أمر الله، والله وحده المتكلف بقيام الدولة الإسلامية.

ويطلب المحقق أن يحدد له دور كل واحد، والآخرين الذين ينادون بالعودة إلى كتب السلف، التى تخلو من البدع والنفاق وموالاة الحكام.

يسأله المحقق: وكيف تستبيح الدماء؟

يقول عطا: الكافر الذى يشاقق الله ورسوله يستباح دمه.. الذى يسجن المسلمين الذين ليست لهم تهمة إلا قول لا إله إلا الله.

يسأله المحقق: وما عملك المدنى؟

يقول عطا: أنا تخرجت فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية قسم ميكانيكا، ولم أعمل قبل الجيش عدا شهرين فى شركة جابكو للبترول فى شقير.

يسأله المحقق: هل تنتمى إلى جماعة إسلامية معينة، مثل جماعة التكفير والهجرة مثلا؟

يقول عطا: لأ.. لأ، لا أنتمى لجماعة التكفير والهجرة، لأنها تكفر جميع الناس، ونحن المسلمين نسير على هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكفر أحدا، إلا أن أتى بالكفر البواح، وفيه نص شرعى عن حكم القرآن.

يسأله المحقق: وما حكم الكافر فى عقيدتك؟

يقول عطا: حلال دمه.

وقبل أن ينتهى المحقق من تحقيقه.

يسأل عطا: هل لديك أقوال أخرى فى مجال الدفاع عن نفسك؟

يقول عطا: أقول حسبى الله ونعم الوكيل، وأقول للمحكمة التى ستحاكمنى «فاقض ما أنت قاض، إنما تقضى هذه الحياة الدنيا».. إلى أن نلتقى يوم القيامة.

وعندما سأل المحقق بعد انتهائه من سماع اعتراف عطا طايل عن حالة خالد الإسلامبولى الذى كان يرقد مصابا أيضا فى نفس المستشفى، وما إذا كانت حالته تسمح باستجوابه فى نفس اليوم، قرر له أطباء المستشفى أن حالة خالد الإسلامبولى لا تسمح.

لكن فى صباح اليوم التالى كان عليه أن يجرى استجوابا آخر مع حسين عباس، الذى كان قد هرب بعد اشتراكه فى حادثة الاغتيال، وتمكن من استغلال الزحام والفوضى التى وقعت فى المنصة وحولها عقب الحادثةة. والغريب أنه سار على قدميه وسط الزحام الذى شلت الصدمة تفكيره.. وعندما ابتعد عن منطقة الحادثة. استقل سيارة تاكسى وانطلق بها بشكل عادى إلى بيته. لكن أجهزة الأمن قبضت عليه فى اليوم التالى.

كان الرقيب متطوع حسين عباس محمد من الأربعة الذين نفذوا حادثة اغتيال أنور السادات قد تمكن من الهروب من أمام المنصة فور ارتكاب الحادثة يوم 6 أكتوبر.

لكن رجال الأمن تمكنوا من القبض عليه فجر يوم 9 أكتوبر فى بيت زوج شقيقته المدعو صالح رمضان بالمطرية، ولم يستسلم حسين عباس لرجال الأمن بسهولة بل قاومهم بمطواة «قرن غزال» كان يحملها لكنهم فى النهاية ألقوا القبض عليه.

وجلس حسين عباس وهو شاب فى الثلاثين نحيف الجسم أمام المحقق يروى اعترافاته، والضمادات تحيط برأسه فقد أصيب وهو يقاوم رجال الأمن لحظة القبض عليه.

قال حسين عباس:

حدثتنى نفسى وتمنيت أن أكون واحدا من الذين يمرون أمام منصة الظالم ودعوت الله سبحانه وتعالى أن يمكن لى هذا، إلى أن أحضر إلى الأخ عبد الحميد قبل موعد العرض العسكرى بنحو أربعة أيام فى مسجد الأنوار المحمدية، وأخذنى معه إلى بيته لكى يعطينى مبلغا من المال لأختى المتزوجة من نبيل المغربى المقبوض عليه، ولما دخلت بيته وجدت هناك أخى خالد الإسلامبولى الذى قال لى هناك استشهاد فى سبيل الله، وعرض علىّ الأمر.

وقال لى: سنتمكن من الظالم.

قلت له: هذا ما تمنيته ودعوت الله به.

وشرح لى خالد الإسلامبولى تفاصيل الأمر.. أننا سنركب العربة التى ستقف أمام المنصة ونبدأ الضرب وكتبنا وصايانا، وبعد ذلك بيوم ذهبت لبيته مرة أخرى فلم أجده ووجدت أخى عبد الحميد فنمت الليل عنده، وحضر الأخ خالد الإسلامبولى ثم دخل علينا أخى الشهيد عطا الذى لم أره من قبل، كان حسين يعتقد أن عطا قد لقى مصرعه فى الحادثة. وقال لى الأخ خالد الإسلامبولى إن عطا سيشترك معنا، وفى الليل بعد العشاء ارتدينا الملابس الميرى ونزلت مع أخى الشهيد عطا واتجهنا لشارع أحمد عصمت، وحضر أخونا عبد الحميد وأخذنا بعربته حيث جلسنا على قهوة فى مصر الجديدة وتركنا.

وقال: سأرجع لكما.

وحلق لحيته!

ويكمل حسين عباس اعترافه قائلا:

ثم عاد عبد الحميد بعد أن حلق لحيته وارتدى الملابس العسكرية، وأخذنا سيرا على الأقدام بعيدا عن القهوة، حيث كان ينتظرنا خالد الإسلامبولى بعربة عبد الحميد وقاد خالد الإسلامبولى بنا العربة فى اتجاه مكان العرض العسكرى قرب الاستاد، وتوقف على مسافة نحو 300 متر من الوحدة التى كان يعمل بها.

وقال لنا: ادخلوا واسألوا عنى.. قولوا إننا حضرنا ملحقين من اللواء «188» مدفعية.

وكان معنا خطاب مزور أعطاه لنا خالد الإسلامبولى، ففعلنا ودخلنا ثم لحق بنا خالد الإسلامبولى بعد عشر دقائق وقدم له أخونا الشهيد عطا الخطاب، ونمنا فى المعسكر على خيمة لم تنصب، وفى الصباح حضر جنود الوحدة وعرفوا أننا جئنا ملحقين عليهم، واشتغلت مراسلة مع أخينا خالد الإسلامبولى، والتحق الأخ عبد الحميد وأخونا الشهيد عطا بسائر الجنود.

ويمضى حسين عباس قائلا: وبعد الظهر جمع أخونا الضابط خالد الإسلامبولى كتيبته المشتركة فى الاستعراض، وقام بتوزيع الجنود على العربات ووضعنا فى الطاقم الأول، ثم قام بجمع السلاح ووضعه فى خيمة وعهد إلينا بالخدمة على هذه الخيمة، وفى الساعة الثالثة من صباح يوم العرض أحضر الأخ خالد الإسلامبولى الذخيرة، وقام أخونا عطا بوضعها فى خزن ثلاث بنادق آلية عيار 7.62 × 39 مم بكل خزنة 27 طلقة، وأخذ الأخ عطا أرقام البنادق التى بها الذخيرة.

ثم يتحدث حسين عما حدث يوم العرض فيقول: وفى الساعة السادسة صباحا تجمعنا وتسلمنا السلاح، وأخذنا البنادق التى بها الذخيرة، وركبنا العربة الأولى التى خصصها لنا الأخ خالد الإسلامبولى، وهى العربة التى تواجه المنصة مباشرة فى أثناء السير، وكان خالد الإسلامبولى قد أخبرنا أنه سيقوم بجذب فرامل اليد لتقف العربة أمام المنصة، وكنا قد اتفقنا على أنه بمجرد توقف العربة سيقوم أخونا خالد الإسلامبولى وأخونا عطا بقذف قنبلة يدوية، ثم يعقب ذلك إطلاق النار، وكنت أنا وأخى الشهيد عطا نجلس على اليمين وبيننا جنديان من الطاقم الأصلى، وكان أخونا عبد الحميد يجلس مع ثلاثة جنود آخرين على الشمال.

يسأله المحقق: وكيف تم تنفيذ الجريمة خطوة خطوة؟

يرد حسين قائلا: كلمة جريمة لا أقبلها.. وما تم بالنسبة إلينا ليس جريمة هى عملية اغتيال الظالم، وأول من نزل أخونا خالد الإسلامبولى، بارك الله فيه، وأعطى أخونا الشهيد عطا قنبلة ألقاها عطا من العربة فى اتجاه المنصة اتجاه الظالم، بينما ألقى أخونا خالد الإسلامبولى القنبلة بعد نزوله، ثم نزل أخونا عبد الحميد بعد عطا ثم كنت آخر من نزل من العربة.

يسأله المحقق: وماذا حدث بعد نزولكم؟

يقول حسين: إنما أحكى الذى حدث معى فقط، تقدمت تجاه الظالم فى المنصة، وكان «هوجة» وأنا كنت قد أطلقت دفعة نيران من فوق العربة تجاه المنصة، وأول ما نزلت ضربت دفعة، واكتشفت أن الذخيرة نفدت بعد وصولى إلى المنصة فاتجهت يسارا.

يسأله المحقق: لماذا؟

يقول حسين: لا أدرى.

يسأله المحقق: كيف أطلقت النار على المنصة؟

يقول حسين: ضربت من فوق العربة بالتوجيه الغريزى فى اتجاه الظالم.

يسأله المحقق: هل كنت تراه؟

يقول حسين: كنت أوجه السلاح إلى منتصف المنصة.

وهذا فهمى!

يسأله المحقق: ألم تصوب سلاحك تجاه السيد الرئيس عند وصولك إلى منتصف المنصة؟

يقول حسين: نعم حصل.. اكتشفت أن الذخيرة نفدت.

يسأله المحقق: ماذا فعلت بعد ذلك؟

يقول حسين: إنما كنت باجرى وخلاص.

وتستمر المسألة بين المحقق وحسين.

يسأله المحقق: فى اتجاه من صوبت سلاحك عند شروعك فى صعود السلم؟

يقول حسين: على الذى أمامى وأنا طالع السلم.

يسأله المحقق: وهذا الذى أمامك على السلم أظالم هو؟

يقول حسين: لا أعلم ولا هو مقصدى.

يسأله المحقق: لماذا تضربه إذن؟

يقول حسين: أنا أضرب الذى يعترضنى لكى أصل إلى هدفى.

يسأله المحقق: تصل إلى هدفك بقتل برىء؟

يقول حسين: هو يُبعث على نيته.

يسأله المحقق: ألا تُسأل عنه أمام الله سبحانه وتعالى؟

يقول حسين: لا أُسأل عنه.

يسأله المحقق: كيف؟

يقول حسين: لأن مقصدى هو قتل الظالم أنور السادات.

يسأله المحقق: وهل هذا المقصد يبيح لك قتل غيره؟

يقول حسين: يجوز لى قتل من يعترضنى للوصول إليه.

يقول حسين: وما سندك فى حل ذلك شرعا؟

حسين: هذا فهمى.

بعت نفسى لله!

ثم يروى حسين قصة هروبه فيقول:

كانت هيصة.. وأنا مشيت مع الناس عادى لغاية الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، ثم سرت يسارا فى الشارع الذى يحاذى سور الاستاد ويسير به المترو، ووصلت حتى مترو الدراسة بشارع صلاح سالم، وسرت يمينا قليلا حتى أوقفت سيارة تاكسى، قبل موقع بوابة القوات الجوية، وأوصلنى التاكسى إلى الألف مسكن عند آخر أوتوبيس 47. ومشيت على الأقدام لمدة عشر دقائق إلى منزلى.

يسأله المحقق: ألم تكن تتوقع القبض عليك؟

يقول حسين: نعم.

يسأله المحقق: فلماذا توجهت إلى منزلك إذن؟

يقول حسين: أنا بعت نفسى لله سبحانه وتعالى. ذهبت لأرى أهلى وليكن ما يكون.

ثم يعترف حسين بأنه لم يبلغ أحدا بما حدث سوى زوجته، وكان يبدو على وجهها الفرح، وأنه ظل فى بيته لا يغادره حتى للصلاة، حتى مساء الخميس عندما حضر أفراد أمن يسألون على شخص اسمه حسين، وقام بقال فى الشارع بإخبار زوج أخت حسين، وعندئذ غادر حسين بيته إلى زوج أخته صالح رمضان حيث قبض عليه.

ويحاول المحقق كشف الرابطة التى جمعت منفذى حادثة الاغتيال..

يسأله المحقق: أنت كررت الإشارة إلى عطا مقترنة بوصف الشهيد.. فلماذا؟

يقول حسين: لأنى رأيت صورته فى الجريدة ملقاة على الأرض.

يسأله المحقق: وما صلتك به؟

يقول حسين: هو اشترك معنا، لكن لم أكن أعرفه قبل ذلك.

يسأله المحقق: وما صلتك بعبد الحميد؟

يقول حسين: أيضا لم أكن أعرفه قبل ذلك، إنما كنت أراه فى مسجد الأنوار المحمدية.

المحقق: وما صلتك بخالد؟

يقول حسين: لم تكن هناك صلة قبل أن أراه عندما ذهبت مع أخى عبد الحميد إلى بيته.

لكن سرعان ما يكتشف المحقق مرة أخرى أن الرابطة الوحيدة التى جمعت الثلاثة الذين لا يعرفون بعضهم. هو محمد عبد السلام فرج!

يسأله المحقق: قال عبد الحميد إنه وخالد احتاجا إلى فردين فأحضرهما من يدعى محمد عبد السلام فرج.. أنت أحدهما فما قولك؟

يقول حسين: ممكن أن يكون محمد عبد السلام فرج هو الذى أبلغهما عنى.

يسأله المحقق: وما صلتك بمحمد عبد السلام فرج؟

يقول حسين: وينكر حسين أى صلة بينه وبين محمد عبد السلام.

يسأله المحقق: كيف وأنت تقول إنه من المحتمل أن يكون قد أبلغهما عنك؟

يقول حسين: من الممكن أن يكون الأخ محمد عبد السلام فرج هذا يعلم أنه قبض على زوج أختى نبيل المغربى، وأننى فى الجيش فأخبرهم عنى.

يسأله المحقق: تقصد أنه يعلم أن فى نفسك ضغينة من الرئيس؟

يقول حسين: ممكن أن يعلم أننى مسلم مصلٍّ.

يسأله المحقق: وهل كل مسلم مصلٍّ يعتزم قتل رئيس الدولة؟

يقول حسين: من الممكن أن يكون قد أخبرهما أنى عندى غيرة على الإسلام.

ثم يدور سجال فكرى بين المحقق وعطا حول شرعية اغتيال رئيس الجمهورية..

يسأله المحقق: كيف استحللت لنفسك قتل رئيس الجمهورية، وظننت أنك تثاب من المولى عز وجل، دون علم ولا فقه بالدين والأدلة الشرعية؟

انتقاما لدينى!

يقول حسين: هذا الأمر لا يحتاج إلى علوم كثيرة وما أعلمه أن هذا الظالم كان لا يحكم فينا بكتاب الله أولا، ثم إنه كان يستهزئ ببعض آيات الله سبحانه وتعالى، مثل أنه قال على الحجاب الشرعى إنه خيمة، وكان يحارب المسلمين فى كل مكان بجنوده من الأمن المركزى، حتى إنهم دخلوا بعض المساجد وقبضوا على من فيها وضربوا فيها قنابل الدخان، وحاربوا علماءنا وأصدر أوامره بالقبض عليهم، لأنهم يقولون قولة الحق، بحجة أنه يريد أن ينهى الفتنة الطائفية، واعتقل رجاله كثيرين من المسلمين حتى إنهم كانوا يقبضون على النساء من الشوارع وهو قد خرج من دين الله.

يسأله المحقق: وكيف تيقنت أن الأسباب التى تقولها تبيح لك قتله، رحمة الله عليه. شرعا، وأنت لا فقه لك ولا فكر؟

يقول حسين: المرتد تارك دينه يقتل شرعا.

يسأله المحقق: كيف عرفت ذلك؟

يقول حسين: سمعت العلماء يقولون إن المرتد حلال دمه.

يسأله المحقق: من مِن العلماء قال ذلك؟

يقول حسين: لا أذكر.

يسأله المحقق: ما الذى دعاك كمسلم يعلم أنه سيقف موقف الحساب أمام مولانا سبحانه وتعالى يوم الحساب إلى العزم على قتل رئيس الدولة؟

يقول حسين: انتقاما لدينى. وشتم العلماء على الشاشة الصغيرة وقوله إنهم كلاب، إذ قال إن المحلاوى مرمى فى السجن زى الكلب، وقال عن الشيخ حافظ سلامة بتاع السويس لا أتحدث عنه لأنه مجنون، وشوه صورة الإنسان المسلم ذى اللحية، وقال إنه مضلل، وقال كلاما كثيرا وقال إن العلماء الذين هم فى السجون هم الذين يضللون الشباب المغرّر بهم، بينما هو الذى يضلل عوام الناس ونحن لا نأخذ ديننا منه بل نأخذه من العالم الذى زجّ به فى السجن.

كتاب فى الأسواق!

ويستمر الحوار بين حسين والمحقق حول الدوافع التى جعلته يشترك فى اغتيال أنور السادات..

فيسأله المحقق: من هم العلماء الذى غضبت لسجنهم وبلغ غضبك درجة اعتزام قتل الرئيس؟

يقول حسين: الشيخ المحلاوى، والشيخ حافظ سلامة، والشيخ يوسف البدرى، وعمر التلمسانى، والشيخ عبد الحميد كشك، والشيخ آدم صالح، والشيخ عبد الله السماوى.

يسأله المحقق: وكيف عرفت أن هؤلاء علماء؟

يقول حسين: سمعت لكل هؤلاء إلا الشيخ يوسف البدرى.

يسأله المحقق: وكيف سمعت للشيخ المحلاوى وهو فى الإسكندرية؟

يقول حسين: كان بييجى مصر وله شرائط فى الأسواق.

وسمعت له شريطا فى مسجد الأنوار المحمدية يتحدث فيه عن إيقافه عن الدعوة فى الإسكندرية.

يسأله المحقق: والشيخ حافظ سلامة.. هل استمعت إليه؟

يقول حسين: نعم.. فى مسجد النور بالعباسية.

يسأله المحقق: والتلمسانى؟

يقول حسين: سمعت له فى مسجد النور وفى الأزهر.

يسأله المحقق: أشيخك هو؟

يقول حسين: كل شيخ كل المسلمين، ويدعو إلى الله الأعلى بصبر، ولكنى لست فى جماعة الإخوان المسلمين ولا فى أى جماعة.

يسأله المحقق: فما جماعتك؟

يقول حسين: لا أنتمى لأى جماعة.

يسأله المحقق: أقرأت وسمعت شيئا عن التتار وجانكيز خان والياسق؟

يقول حسين: نعم قرأت ذلك فى كتاب صغير فى حكم من بدل شرائع الإسلام، وعلى ما أذكر لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهو كتاب منتشر فى جميع الأماكن.

أجرى!

ويتحدث حسين عباس عن تاريخ تطوعه بالقوات المسلحة ويصف نفسه وقتها بأنه كان إنسانا جاهليا، لا يصلى ولا يؤدى فرائض الله، ويقول إن المولى عز وجل هداه سنة 74 أو 1975 على يدى ضابط لا يذكر اسمه أمره بأن يصلى.

يسأله المحقق: لمن سلمت وصيتك التى قلت إنك كتبتها؟

يقول حسين: لا أدرى إن كان قد أخذها أخى خالد الإسلامبولى أم عبد الحميد.

يسأله المحقق: وبماذا أوصيت.

يقول حسين: كان علىّ دين لأخى فاستسمحته أن يجعله صدقة، لأنى عاجز عن السداد، وأوصيته على زوجتى وابنى الرضيع الذى ولد منذ عشرة أيام فقط.

يسأله المحقق: ولماذا سلمت الوصية لمن هو فى موقفك، وهل كان يعرف بيتك؟

يقول حسين: أخونا خالد كان ينزل ويتوجه إلى عمله لكنه لم يكن يعرف بيتى، وممكن يعطى الوصية لمن يعرف بيتى لتوصيلها.

يسأله المحقق: وهل كان معك نقود وقت ارتكاب الحادثة؟

يقول حسين: كان معى ثلاثة جنيهات أو أكثر.

يسأله المحقق: وماذا قال لك خالد الإسلامبولى عندما أخذ سلاحك؟

يقول حسين: أخذه وقال لى «اجرى».

يسأله المحقق: ولماذا لم يهرب هو الآخر؟

يقول حسين: هو كان بيجرى ولا أعرف ماذا حدث له.

يسأله المحقق: ولماذا أخذ سلاحك بدلا من أن ينصحك بإلقائه؟

يقول حسين: هذا ما حدث.. يمكن سؤاله عن قصده.

يسأله المحقق: ممن كان أمركم فى ما عزمتم عليه من اغتيال رئيس الجمهورية؟

يقول حسين: أخونا خالد الإسلامبولى هو الذى يسر لنا الطريق.

يسأله المحقق: ومن الذى خطط ودبر؟

يقول حسين: هو.

يسأله المحقق: ومن آمره هو؟

يقول حسين: لا أعرف.

يسأله المحقق: هل لديك أقوال للدفاع عن نفسك؟

يقول حسين: إن الله يدافع عن الذين آمنوا.

المصدر: التحرير

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على «الحلقة الثانية».. محمود صلاح يحقق: هكذا قتلوا السادات

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
68968

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية