الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخباراخبار مصر - اهم الاخبار المصرية › كذبة اسمها.. الدولة القبطية

صورة الخبر: كذبة اسمها.. الدولة القبطية
كذبة اسمها.. الدولة القبطية

«مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ» ليست مقولة لأحد الحكماء وليست مقولة لأحد الفلاسفة، لكنها آية من الإنجيل، الكتاب المقدس، أقولها اليوم ردا علي كل من يحاول أن يروج فكرة تقسيم مصر،

سواء بتقسيم حدودي لن يجدي يوماً أو بالانفصال بتكوين حكومة للأقباط منفصلة عن الحكومة المركزية مثل الحكومة المركزية للأكراد بالعراق، فتلك الفكرة بوجهيها مرفوضة نهائيا من قبل المسيحيين قبل المصريين جميعاً وذلك انه لا يوجد نهائيا وجه شبه بين التركيبة المجتمعية للأكراد، فهم يتمركزون في مناطق شمال العراق بل إنهم يتمتعون بشبه حكومة مركزية لهم منذ التسعينيات، أما الأقباط فإنهم متواجدون في كل منزل وشارع وحي وقرية ومدينة، ولا يمكن أن ينفصلوا ليكونوا أماكن تجمعات سكنية لهم علي مستوي الجمهورية، وان كان من يدعو لتلك الفكرة قديماً أو حديثاً، فانه يروج لمهاترات كانت قد أطلقت في يوم من الأيام-وان كانت مختلفة نوعاً ما- وخلال بداية الثمانينيات من القرن الماضي أثناء فترة اعتقالات سبتمبر الشهيرة والتي تم بموجبها تصاعدت حدة المواجهة بين الكنيسة المصرية متمثلة في البابا شنودة وبين نظام الحكم في ذلك الوقت، كان الهدف منها زعزعة الاستقرار بين أبناء مصر، كانت تلك الإشاعة تقول إن مسيحيي مصر يدعون إلي إقامة دولة لهم في أسيوط واختارت الشائعة أسيوط نظرا لرفض الأنبا ميخائيل في ذلك الوقت القيام بمهام قائم مقام البطريركية بدلا عن البابا شنودة والذي تم عزله من منصبه بقرار جمهوري دون النظر إلي المعتقد المسيحي وكانت الإشاعة لها هدفان الأول إثارة مشاعر المسلمين تجاه المسيحيين والثاني الانتقام من الأنبا ميخائيل والذي كانت تطارده إشاعات أخري منها انه علي خلاف مع البابا شنودة وانه كان يطمع في كرسي البابوية ..الخ، وللأسف وجدت إشاعة إقامة الدولة القبطية في أسيوط من يساعد علي ترويجها حتي الآن رغم نفي الكنيسة المصرية لها أكثر من مرة، ودون أن يحاول أي شخص أن يفكر فيها أو يحللها أو دون النظر إلي صعوبة تنفيذها سواء بالانفصال الجزئي أو الانفصال عن الحكومة المركزية، وذلك للأسباب الآتية طبقاً للاتجاهات سواء دينية أو سياسية أو اقتصادية أو عسكرية.
أولا: من الجانب الديني
الإيمان المسيحي يتمثل في قول الله «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ» (سفر إشعياء 19: 25) وبالتالي فان البركة التي تحل فسوف تحل علي شعب مصر كله، ولم يقتصر علي مكان فقط، وهذه الآية مذكورة في العهد القديم أما في العهد الجديد فيكفي أن السيد المسيح جاء إلي مصر هربا من هيرودس، وكان الاختيار الإلهي لمصر تنفيذا للآية السابقة وليس بهدف الحماية من هيرودس وجنوده، فمن هو هيرودس ليقف أو يهدد السيد المسيح والعائلة المقدسة؟ بل ليكون تواجد العائلة المقدسة في مصر، سبب بركة لكل مكان في مصر بل والأعجب من ذلك أن العائلة المقدسة جابت في ارض مصر، ولم تستقر علي حدودها، فأصبحت سيناء أرضاً مباركة، وأيضا الدلتا ثم صعيد مصر حتي أسيوط جنوباً لتمثل صعيد مصر، وأصبح كل مكان استقرت فيه العائلة المقدسة مكاناً مقدساً لدي جموع المسيحيين في مصر خاصة والعالم أجمع بل إن الكثير من المسلمين يشاركون المسيحيين احتفالاتهم الدينية التي تقام في الأماكن التي استقرت فيها العائلة المقدسة وهذا يتضح جلياً مع الاحتفال سنويا أيام صيام السيدة العذراء حيث يتوافد علي مصر الآلاف والثابت أن المسيحية انتشرت في كل مصر وأن كل قطعة من تلك البقاع التي عاش عليها هؤلاء القديسون، وارتوت من دماء الشهداء تعتبر لدي مسيحيي مصر من الأماكن المقدسة، لها طبيعة خاصة، فكيف يمكن للمسيحيين أن يوافقوا علي إقامة دولة محددة المساحة وأن يتقوقعوا داخل منطقة محددة ويتركوا كل الأماكن المقدسة؟، وكيف سوف يكون الحال لو تم انفصالهم عن مصر الأم؟، هل سوف يقومون بزيارة تلك البقاع التي ينعمون الآن بزيارتها والتبرك بها عن طريق تأشيرة وجواز سفر؟! وما هو وضع الأديرة سواء في سيناء أو الصحراء الشرقية أو الغربية أو في صعيد مصر، هل سوف يهجرها الرهبان وتصبح أماكن خربة، بعد أن نمت وازدهرت بفضل دماء الشهداء، وهل سيوافق علي هذا أي من مسيحيي مصر؟!، الإجابة بالطبع لا.! أما في حالة الانفصال بحكومة خاصة فكيف سوف تخضع تلك الأماكن وهل سوف تكون تحت حماية شرطة خاصة كما يروج لها دعاة الانفصال، وكيف وكيف..؟!
ثانياً: الوضع السياسي
دعونا نتناول بعض التخاريف الخاصة بالانفصال الحدودي واسمحوا لي أن نستعرضها، ولو علي هامش الملاحظة ونقول، إن من مكونات أي دولة ثلاثة، أرض، وشعب يعيش علي تلك الأرض، ونظام يحكم هذا الشعب ويكون معترفاً به من كل الدول، واعتقد ان هذه الفكرة غير قابلة للتنفيذ في موضوع الانفصال بجزء من أرض مصر وإقامة دولة مسيحية عليها، فإن وجدنا الشعب الذي يرضي بالانفصال، فسوف يختلفون علي الأرض التي سوف يختارها، وحتي ولو اتفقوا علي ذلك فمن حق الطرف الآخر الاعتراض علي ذلك، ولو اتفقنا علي الأرض والشعب، فمن سوف يحكم؟ هل من سيأتي من الخارج أم من الكنيسة أم سوف نختار وزراء من المسيحيين؟! وما هي حدودها وما موقف الأماكن المقدسة لدي المسيحيين والتي سوف تكون غير خاضعة لحكمهم وهي سوف تكون غالبيتها، أما الدعوة الأخيرة بتكوين ما يشابه دولة للأكراد بالعراق بدولة خاصة بالمسيحيين في مصر علي أن يظلوا في مختلف أماكنهم، ويكونون منفصلين عن الحكومة المركزية، وفي نفس الوقت مشتركين معها في بعض المسئوليات، ويكون لها نظام حكم بوزراء وسفراء منفصلين.
للرد علي كل تلك التخاريف اذكر هنا حادثة مهمة جدا في التاريخ الكنسي، وهي معروفة للكل ومتاحة لمن يحب الاطلاع عليها وهي أيام البابا بطرس السابع (بطرس الجاولي)، لما كان محمد علي يتقدم في فتوحاته، خشيت روسيا لئلا يحول ذلك دون تحقيق مآربها في الشرق وفي المملكة العثمانية، فأرسلت أحد أمرائها ليلتقي ببابا الإسكندرية، رئيس أكبر كنيسة مسيحية في الشرق الأوسط، ليطلب حماية قيصر روسيا معتمدا في الوقت ذاته أن الكنيسة الروسية هي نفس منهج الكنيسة المصرية، فكلاهما يؤمن بالعقيدة الأرثوذكسية، بل ان روسيا تعتبر اكبر دولة تؤمن بالأرثوذكسية في العالم من حيث عدد أتباعها، ومن خلال خبرة الأمير الذي عاش وسط الكنيسة الروسية، بما عُرف عنها من فخامة مظهر أساقفتها، ظن أنه سيدخل قصرًا عظيمًا ويلتقي بحاشية البابا، ويسلك ببروتوكول معين، لكنه فوجئ بأنه يقف أمام إنسانٍ بسيطٍ بجلباب من الصوف الخشن يظهر عليه القدم، وقد تناثرت حوله بعض الكراسي القديمة، لم يصدق الأمير نفسه حتي أجابه البابا أنه بطريرك الأقباط وهو نفسه البابا بطرس الجاولي، وأمام هذه البساطة انحني يلثم يديه ويطلب بركته، وصار يسأله عن سرّ هذه الحياة البسيطة فأجابه البابا بطرس الجاولي أنه يليق بالأسقف أن يتمثل بالسيد المسيح سيده، الذي افتقر لأجل الخطاة، فلم يكن له مسكن ولم يكن له مخزن للمؤن ولا غيره أما هو-البابا- فله مسكن ومخزن للمؤن وإن كان الأمير يري ذلك فقراً، عاد الأمير ليسأله عن حال الكنيسة القبطية، فأجابه أنها بخير ما دام الله يرعاها، عندئذ أظهر الأمير أنه متضايق لما تعانيه الكنيسة القبطية من متاعب، في إشارة منه إلي هدفه من الزيارة في دعوة روسيا التدخل لحماية أقباط مصر، فسأله البابا بطرس الجاولي في بساطة: «هل ملككم يحيا إلي الأبد؟» أجابه الأمير: «لا يا سيدي، بل يموت كما يموت سائر البشر»، عندئذ قال البابا: «إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت، وأما نحن فنعيش تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله»، فلم يعرف بماذا يجيب الأمير سوي أن ينحني أمام البابا يطلب بركته، وقد تأثر جدًا به حتي عندما سأله محمد علي باشا عن رأيه في مصر، قال: «لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات وكتابتها، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب، بل أثر في نفسي زيارتي للرجل التقي بطريرك الأقباط»، ثم قص الأمير لمحمد علي باشا الحوار الذي دار بينه وبين البابا، فانطلق محمد علي باشا إلي البابا بفرح يشكره علي وطنيته العميقة، قائلاً له: «لقد رفعت اليوم شأنك وشأن بلادك، فليكن لكم مقام محمد علي بمصر»، أما هو فأجابه البابا بطرس الجاولي أنه لا شكر لمن قام بواجب يلتزم به نحو بلاده. وكما قال الكتاب المقدس «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» متي16:5.
ومن هنا فان الجانب السياسي يرفض حتي فكرة انفصال مسيحيي مصر بدولة منعزلة عن مصر الأم سواء بانعزال حدودي أو حكومة منفصلة عن الحكومة المركزية.
ثالثاً: الجانب الاقتصادي
يروج البعض مقولة إن أقباط مصر يمتلكون ثلث ثروة مصر الاقتصادية، وبعضهم يقول ذلك كدليل علي أن أقباط مصر يأخذون حقهم، بينما من يروج للفتن يقول إن أقباط مصر يحاولون أن يسيطروا علي اقتصاد مصر، وينكرون أن اقل واحد من رجال الأعمال المصريين المسيحيين يمكنه أن يصفي أعماله ويرحل خارجها فلماذا لا يفعل ذلك؟ ويأتي اليوم من يروج لفكرة الانفصال، وهنا أقول له هل تستطيع وأنت تفكر بهذا الأسلوب أن ترد علي من يروج لتلك الأفكار الهدامة التي فرقت وحسبت كم يمتلك رجال الأعمال المصريون المسيحيون أو غيرهم.
إن وضع مصر الاقتصادي الحالي والذي تسبب فيه نظام قام علي اساس الفرقة بين الشعب واثارة مشاعر الكراهية والحقد بين ابنائه، جعل عامة الشعب تشكو من الفقر والحرمان من ابسط أمور الحياة الكريمة، وأنا أقول لو حدث ولو وافق المسيحيون علي انفصالهم فسوف يرفض رجال الأعمال لأنهم يرون في مصر عامة خيرا لهم بدلا من أن يتقوقعوا داخل حجرة، وان كانوا سوف يحولون تلك الحجرة إلي قصر، فكان الأولي بهم أن يأخذوا أموالهم ويرحلوا بها بعيدا.
رابعاً: الجانب العسكري
دعونا نعترف أولا أن الدعوة للانفصال أساسها هو الإحساس بالاضطهاد، ولكن لم نصل ولن نصل إلي حد الحرب الأهلية أو الفتنة العامة وإن كنا نعتبر ما نحن فيه من ضيقة، فيجب أن نعترف ان المسيحي الذي يهرب من الضيق، يهرب من أمام وجه الله هذا طبقا للإيمان المسيحي، ولكن ليس معناه أن هذا يدعو إلي الانفصال، فان دعوة الانفصال هي دعوة للعداء، وإذا كان المسيحيون حاليا يعيشون في مختلف بقاع مصر، فان تقوقعهم داخل حدود أرضية مقفلة عليهم سوف يعطي الفرصة لمن نصبوهم العداء أن يقضوا عليهم في طرفة عين، وأيضا إذا كان المسيحيون قد استطاعوا أن ينفصلوا بجزء عن مصر ويكونوا دولة لهم، فأين يكون مركزه؟، أسيوط، ومن سيحدها من كل جانب؟ وكيف يستطيعون أن يؤمنوا جميع جوانبهم؟ وهم قد نصبوهم العداء وحتي لو وضعوا سياجا من حديد لا ينصهر، فإنهم قد وضعوا سياجا بينهم وبين تنفيذ الكتاب المقدس «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَي مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» متي44:5.
طلب الحماية والاستقواء بالخارج
لا يمكن لأي مصري أن ينكر أن الفترة الأخيرة التي مررنا بها صعبة جدا، بل إن الأخطر من ذلك ما يخفيه المستقبل من تحديات صعبة، فلعلنا نذكر أحداث صول واطفيح مروراً بإمبابة، انتهاء بأحداث مذبحة ماسبيرو، فظهرت خفافيش الظلام تتساءل: هل سيطلب الأقباط حماية دولية؟
بل إن الأغرب من ادعي علي الكنيسة انها تستقوي بأمريكا وغيرها من دول العالم، وتلك أقاويل واشاعات يراد بها باطل، بكل شعب مصر! فإذا كان الأقباط يستقوون بأمريكا، فلماذا لجأوا إلي الصوم والصلاة لمدة 3ايام؟
هل هناك حل آخر؟
أخيراً.. مصر ليست السودان، فانفصال الجنوب عن الشمال سوف يكون أسهل عن مصر، ومصر ليست العراق فلو تحولت العراق إلي مجموعة دول فسوف يكون من الصعب علي مسيحيي مصر أن يقتصروا بركتهم حتي لو في أزماتهم وضيقاتهم علي قطعة من أرض، أو ينعموا بحكم ذاتي وسط شعب يعيش كله في الهم والفقر! وإن كانت الدعوة ما هي إلا دعوة سوف تليها دعوات بالانفصال الحدودي بتحديد منطقة ما يعيش عليها ويتغرب بها بعض من أبناء مصر!
والحل.. يكمن في قصة كنا ندرسها جميعا، وملخصها كان لشخص ثلاثة أبناء، وجمعهم وأعطي لكل واحد منهم مجموعة من أعواد الخشب، وطلب من كل واحد أن يكسرها دون مساعدة الاخرين، فلم يستطع أي منهم أن يكسرها، ولما طلب منهم أن يتحدوا فكسروها بسهولة ويسر، وهنا مكمن الحل: أين الأب الذي يجمع أبناءه؟

المصدر: الوفد | منتصر سعد

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على كذبة اسمها.. الدولة القبطية

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
52896

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية