
شركات بترول تفاوض "المقاولات" على السداد بالجنيه
تتفاوض شركات بترول أجنبية خلال الفترة الراهنة مع شركات الخدمات والمقاولات على سداد مستحقات «الاخيرة» بالجنيه المصرى بدلا من الدولار، أو خفض نسبة السداد بالعملة الدولارية الى %40 بدلا من %60 حاليا طبقا للتعاقد.
وتقوم شركات المقاولات بتوريد كافة الخدمات البترولية لمواقع الامتياز التى تعمل بها شركات البحث والتنقيب والانتاج،فى مجالات الحفر والانشاءات، وتحصل على %60 من مستحقاتها مقابل تلك الخدمات بالعملة الخضراء، والباقى بالجنيه.
أكد المهندس أحمد معاذ، المدير العام لشركة سى دراجون الكندية،إحدى الشركات الاجنبية العاملة بمجال البحث والتنقيب عن الخام فى مصر، أن عدة شركات اجنبيه بدأت فعليا فى التفاوض مع شركات الخدمات والمقاولات التى تتعامل معها للتسديد بالجنيه بدلاً من الدولار، أو على الأقل تخفيض نسبة التسديد بالدولار من %60 الى %40، على أن يتم تسديد الباقى بالجنيه.
وأوضح معاذ فى تصريحات لـ«المال» أن تلك المفاوضات تتم لتفادى نقص العملة الدولارية التى تعانى منها السوق المحلية حاليا، لافتا الى أن إحلال الجنيه محل الدولار أو تخفيض نسبته أمر متاح للشركات الصغرى والمتوسطة فقط، ولكن يصعب تنفيذ ذلك مع الشركات الكبرى التى تتضمن عقودها التعامل بالدولار فقط .
واستطرد: «الجميع متضرر وبيحاول يمشى أموره بالمتاح»، ولو استمر الحال على ما هو عليه، فلن تستطيع الشركات الصغيرة استكمال نشاطها فى السوق المحلية، ولن تتوسع «الكبرى» فى العام الجديد.
وطالب معاذ الحكومة بترشيد استخدام العملة الصعبة، وسرعة سداد مستحقات شركات البترول الأجنبية ووضعها على قائمة أولويات توفير الدولار.
وعلى صعيد أخر توقعت مصادر حكومية تراجع إجمالى استثمارات البحث والتنقيب والتنمية خلال العام المالى المقبل 2017/2016، لتبلغ نحو 6.5 مليار دولار حال استمرار أزمات نقص العملة،وتدهور اسعار البترول العالمية، وإذا تحسنت الأوضاع ستثبت عند 7 مليارات دولار.
فيما أكد المهندس عابد عز الرجال، رئيس مجلس إدارة شركة «جابكو»، لمسئولة عن تنفيذ عمليات بى بى البريطانية فى خليج السويس، أن تأخر تسديد مستحقات شركته لم يؤثر سلبا على استثماراتها المرصودة للعام المقبل.
وقال إنها لجأت إلى آلية ترشيد النفقات للحفاظ على موازنتها الاستثمارية للعام الجديد 2017/2016 دون انخفاض، والتى تبلغ نحو 777 مليون دولار.
بينما أكدت شركة أمريكية عاملة بمجال البحث والتنقيب عن الخام بمصر، رفضت نشر اسمها، أن شركات البحث والتنقيب الأجنبية وهى من ضمنها تعانى من حزمة مشكلات حالية تعوق التوسع باستثمارتها خلال الفترة المقبلة.
وقالت إن تلك المشكلات تشمل تأخر تسديد المستحقات، وإرجاء تسديد دفعات جديدة لنهاية العام الجارى، وتسديد تلك الدفعات بالجنية بدلا من الدولار، واعتراض شركات الخدمات والمقاولات على تحصيل مستحقاتها من «الأجانب» بالجنيه، مما يضطر الشركات إلى شراء الدولار من السوق السوداء بأسعار أعلى.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!