مع الطفرة الكبيرة التي تشهدها أجهزة الكمبيوتر الجوالة حالياً، مثل اللاب توب والألترابوك والحاسب اللوحي، لا تزال أجهزة الكمبيوتر المكتبية تحظى بإقبال بعض فئات من المستخدمين، على الرغم من ضخامة حجمها وعدم تنوع ألوانها وارتفاع ضجيجها.
وقد شهدت أجهزة الكمبيوتر المكتبية تطوراً كبيراً في تصميماتها خلال الفترة الأخيرة، لذلك من يرغب في اقتناء جهاز كمبيوتر ثابت بخطوط تصميمية جذابة، يمكنه اللجوء إلى الحواسب الصغيرة أو أجهزة الكمبيوتر المعروفة باسم "الكل في واحد".
وأوضح شتيفان شوير من الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة (TUV Rheinland) بمدينة كولونيا، السر وراء احتفاظ أجهزة الكمبيوتر المكتبية بمكانتها حتى الآن، بقوله :"لا تزال هناك فئة من المستخدمين تحافظ على ولائها وثقتها في أجهزة الكمبيوتر الثابتة، وهم الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو الذين يحتاجون إلى قدرات حوسبة عالية لعرض الرسومات المعقدة والتطبيقات كثيفة الحوسبة".
وتزخر الأسواق في الوقت الحالي بمختلف التصميمات لجسم الكمبيوتر المكتبي، والتي تهدف إلى تلبية كل أغراض الاستخدام تقريباً. غير أن الخبير الألماني شتيفان شوير يُقسم هذه التصميمات إلى ثلاث فئات رئيسية؛ وهي أجهزة بتصميم الصندوق العمودي (Tower)، حواسب صغيرة(Mini)، وموديلات الكل في واحد (All-in-one).
الحواسب الصغيرة
وتمتاز الحواسب الصغيرة بخطوطها التصميمية الأنيقة وأبعادها المدمجة، حيث لا يتعدى حجم هذه الأجهزة حجم كتاب صغير أو عبوة عصير، كما أنه يمكن وضعها على سطح المكتب، مثل الحاسب الصغير Esprimo Q900 من شركة فوجيتسو الذي لا يتعدى ارتفاعه 6 سم، ويشغل مساحة 17 x 17 سم على سطح المكتب، وبالرغم من هذه الأبعاد المدمجة إلا أن الجهاز يشتمل أيضاً على وحدة تشغيل ضوئية للأسطوانات المدمجة.
وعلى عكس أجهزة الكمبيوتر المكتبي، التي تتخذ شكل الصندوق العمودي، فإن الحواسب الصغيرة تتمتع بخطوط أكثر أناقة، علاوة على أنها تستهلك قدر أقل من التيار الكهربائي، ويقول دومينيك هوفرير، من مجلة «شيب» الألمانية المتخصصة في الكمبيوتر، :"تعتبر الحواسب الصغيرة بحق قطع فنية يمكن وضعها في غرف المعيشة، فضلاً عن أنها الخيار الأنسب عندما يرغب المستخدم في تدفق الموسيقى إلى النظام الصوتي أو عندما يرغب في تشغيل أحد الأفلام المخزنة على القرص الصلب على شاشة التلفاز".
علاوة على أن الحواسب الصغيرة تكفي احتياجات المستخدم عند الرغبة في تصفح مواقع الإنترنت أو العمل باستخدام حزمة برامج الأوفيس الشهيرة من شركة مايكروسوفت الأمريكية. ولكن تظهر حقيقة الحواسب الصغيرة عند الرغبة في تشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد، حيث يتعذر على بطاقة الرسوميات ذات الذاكرة المشتركة، التي تأتي أغلب الحواسب الصغيرة مزودة بها، تشغيل المهام التي تحتاج إلى قدرات حوسبة عالية.
كما تنطوي الحواسب الصغيرة على عيب آخر يتمثل في صعوبة إضافة ملحقات أو مكونات جديدة، لدرجة تصل إلى حد الاستحالة. ويقول الخبير الألماني :"لا يشتمل جسم الحواسب الصغيرة على أي مساحة لمكونات وأجزاء هاردوير جديدة".
الكل في واحد
ويظهر هذا العيب أيضاً في أجهزة الكمبيوتر التي تُعرف باسم الكل في واحد (All-in-one)، حيث يتم دمج جميع التقنيات في جسم الشاشة. لكن هذا التصميم يوفر ميزة عدم وجود كابلات أو زحمة من التوصيلات، بالإضافة إلى أن جسم جهاز الكمبيوتر لا يشغل مساحة كبيرة على سطح المكتب.
وأوضحت كريستين فولفارت، من هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين، قائلة :"تتمكن المعالجات المُركبة في موديلات الكل في واحد من القيام بمهام تصفح مواقع الإنترنت وتشغيل البرامج المكتبية ومعالجة الصور المعقدة بالإضافة إلى تشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد التي لا تحتاج إلى قدرات حوسبة كبيرة، بدون أية مشاكل".
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!