انخفاض مبيعات وحدات أجهزة الكمبيوتر في العالم خلال الربع الأخير من 2012

كشفت النتائج الأولية لشركة غارتنر مؤخراً أن مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصي في مختلف أنحاء العالم بلغت 90.3 مليون جهاز خلال الربع الأخير من عام 2012، بنسبة انخفاض بلغت 4.9٪ مقارنةً مع نفس الفترة من العام 2011. ويرى المحللون أن المشكلات التي تواجه صناعة أجهزة الكمبيوتر تشير إلى ما يتجاوز مجرد اقتصادٍ ضعيف.

وفي هذا الإطار، قالت ميكاكو كيتاغاوا، المحللة الرئيسية في شركة غارتنر: "غيّرت الأجهزة اللوحية بشكل كبير من ملامح عالم أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ليس فقط من خلال خفض مبيعات الكمبيوتر الشخصي وحسب، بل بدفع مستخدمي الكمبيوتر الشخصي للتحويل إلى الأجهزة اللوحية عوضاً عن استبدال أجهزة الكمبيوتر القديمة الخاصة بهم. وكما تخيلنا عالماً يمتلك فيه المستخدمون الأفراد كمبيوتراً شخصياً وجهازاً لوحياً كأجهزة شخصية لهم، فإننا نظن أن معظم الأفراد سيحولون نشاطهم الاستهلاكي نحو الأجهزة اللوحية الشخصية، بينما سيقومون بتأدية المهام المبتكرة والإدارية على كمبيوتر شخصي مشترك. ومع ذلك، سيميل بعض الأشخاص إلى الحفاظ على الجهازين معاً، إلا أننا نؤمن بأنهم يشكلون حالة استثنائية. وبناءً على ذلك، فإننا نفترض عدم استبدال المشترين للأجهزة الكمبيوتر الشخصية الثانوي في المنزل، بل سيتركونها تهرم ويتحولون إلى الأجهزة اللوحية".

وأضافت كيتاغاوا: "نجم هذا التحول عن توفر الأجهزة اللوحية بسعر تنافسي منخفض في عام 2012، وسوف يستمر هذا التحول إلى أن تنخفض قاعدة مستخدمي الكمبيوتر الشخصي وتصبح الأجهزة اللوحية هي الأجهزة الأساسية للاستهلاك. ومن ناحية إيجابية بالنسبة للباعة، فإن أجهزة الكمبيوتر الشخصية القديمة تفتقر إلى إعدادات موسعة، مما يعني أننا سنرى زيادة في معدلات أسعار بيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، حيث سيقوم المستخدمون باستبدال أجهزتهم المستعملة للحصول على تطبيقاتٍ أغنى أكثر من تركيزهم على الاستهلاك بحد ذاته".

وفي موسم العطلات، لم يعد ينظر المستهلكون إلى الكمبيوتر الشخصي على أنه الهدية الأفضل. ونظراً لتوفر مجموعة متنوعة من الأجهزة والخدمات الجذابة، فقد وجه المستهلكون انتباههم إلى مكانٍ آخر. ويقول المحللون إن هناك انتشاراً لأجهزة الكمبيوتر الدفترية ذات الأسعار المنخفضة كجزءٍ من صفقات البيع الهامة أثناء العطل، لكن هذا الانتشار لم يكن كافياً لزيادة مبيعات الكمبيوتر الشخصي في موسم العطلات.

ولم يكن لإطلاق نظام تشغيل ويندوز 8 من مايكروسوفت تأثير كبير على مبيعات وحدات الكمبيوتر الشخصي خلال الربع الأخير من العام. ويقول المحللون إن بعض شركات بيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية قدمت أجهزة فقيرة نوعاً ما ضمن عروض ويندوز 8، وفقدت بذلك قدرتها على جذب اهتمام المستخدمين. كما أن ظهور المنتجات الجديدة في السوق يعزز التحول ضمن قاعدة المستخدمين.

واستعادت شركة "إتش بي" المركز الأول ضمن مبيعات وحدات الكمبيوتر الشخصي على المستوى العالمي خلال الربع الأخير من 2012 (انظر الجدول 1)، إلا أن مبيعات الشركة لم تشهد نمواً عمّا كان عليه الحال قبل عام. ويقول المحللون إن "إتش بي" تخلّت على الأرجح عن مستوى هامش محدد مقابل كسب حصصٍ في السوق. ونجحت "إتش بي" في إدارة مبيعات التجزئة الكبيرة التي تستهدف إطلاق ويندوز 8 من مايكروسوفت ومبيعات موسم العطلات في مناطق مختارة.

وتراجعت شركة "لينوفو" إلى المركز الثاني خلال الربع الأخير من 2012، لكنها شهدت أفضل معدل نمو (8.2٪) بين أكبر خمس شركات مزودة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم. وتجاوز نمو "لينوفو" معدلات النمو الإقليمية في أمريكا الشمالية ومنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ومنطقة آسيا/الباسيفيك، إلا أنه كان أقل من معدلات نمو القطاع في أمريكا اللاتينية واليابان. وفي أمريكا الشمالية، كان أداء لينوفو جيداً بتوسيع سوق مبيعات التجزئة وحماية السوق المتخصصة.وبلغت مبيعات وحدات الكمبيوتر الشخصي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا إلى 28.1 مليون وحدة خلال الربع الاخير من 2012، بتراجع قدره 9.6٪ مقارنةً مع نفس الفترة من العام 2011 (انظر الجدول 2). وبقيت أوروبا الغربية الحلقة الضعيفة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، فيما شهدت مناطق أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا نمواً على أساسٍ ربعي.

من جانبها، قال رانجيت أتوال، مدير الأبحاث في غارتنر: "لا يزال سوق الكمبيوتر الشخصي يواجه العديد من الظروف المعاكسة. ولم يؤثر إطلاق ويندوز 8 على طلب أجهزة الكمبيوتر الشخصي، خاصة وأن المنتجات المتنقلة المتطورة كانت محدودة ومرتفعة السعر للغاية. وشهد موسم العطلات تصفية معظم شركات التجزئة لمخزون أجهزة الكمبيوتر الدفترية المزودة بنظام ويندوز 7 أو زيادة حجم أجهزة الكمبيوتر الدفترية منخفضة السعر.

المصدر: هاى تك