تويوتا أفينسيس .. طُروادة السوق الأوروبية تنافس محليا

على عكس شقيقاتها الأصغر فى الفئة سواء تويوتا كورولا أو تويوتا ياريس تنفرد افينسيس بحالة خاصة من الفكر التسويقي ومعايير النجاح خاصة فى السوق المحلى , فهي ليست مجرد سيارة تحاول أن تثبت تفوقها بين سيارات فئتها بل هى صفحة جديدة من كتيب الإبداع الذى أسسته تويوتا للوصول إلى قمة عالم السيارات ، صفحة صممت وكتبت بكل عناية استعدادا لتقييم هو الأقسى ومنافسة هى الأكثر شراسة فى أكثر بقاع الأرض ازدحاما بالمنافسين ، وهو السوق الأوروبى والذى صنعت افينسيس بشكل أساسى لتنافس فيه وتثبت جدارتها للمرة الثانى على التوالى .
البداية

تويوتا افينسس .. البداية

ظهرت تويوتا أفينسيس بجيلها الثاني فى مصر ( الثالث عالميا ) لأول مرة برغبة لتوسيع مجال المنافسة اليابانية فى تلك الفئة الكبيرة واثبات المزيد من قدرات تويوتا محليا , وبالرغم من فشل افينسيس فى تحقيق النتائج المرجوة وانسحابها بدون ترك بصمة فى مصر إلا أنها كانت ذات نجاحات متتالية أوروبيا سحقت منافسيها من أبناء ارض المنافسة فى عقر دارهم , فقد كانت أعلى سيارة تحقيقا لنقاط الأمان فى اختبارات ال NCAP فى هذا الوقت بمجموع 34 نقطة وخمس نجوم للأمان , ورشحت لجائزة أفضل سيارة فى أوروبا وحصدت المركز الرابع , حتى أنها حققت اعلى مبيعات من بين سيارات تويوتا فى أوروبا مما دفع الشركة إلى التعامل مع الجيل الثالث من أفينسيس بحرص شديد ورغبة فى تحقيق المزيد من النجاح .

لذا استعانت تويوتا ب 35 مهندس من عامليها بالسوق الأوروبية للمشاركة فى تطوير الجيل الثالث من السيارة ليخرج بفكر منافسيه وما يزيد عليه من طابع الجودة والاعتمادية الياباني .
التصميم

تصميم تويوتا افينسس 2010

التصميم الخارجى هو أول المتحدثين بالأوروبية , حيث صممت السيارة بمركز تصميمات تويوتا بجنوب فرنسا بأولوية الاهتمام بالرحابة والعملية والديناميكية كمتطلبات لا يمكن التنازل عنها ولا يقبل معها التضحية بالأبعاد المدمجة أو الراحة فى الركوب أو الاقتصادية فى التشغيل .

لذا تولى الفكر الياباني بعضا من المهمة بجعل أفينسيس برغم طولها الذى لم يزيد عن 50 مم أكثر من الجيل السابق أكثر رحابة بكثير وكأن الأبعاد قد امتدت إلى مرمى البصر فى الداخل مع خامات ذات جودة مرتفعة بشكل ملحوظ زادت من أناقة التصميم , أيضا عجلة القيادة الأنيقة والكونسول الوسطى تم تصميمهم بعناية واضحة وإضافة الكثير من الخصائص التى تساهم فى التحكم فى الوظائف بكل سهولة أثناء القيادة .إلى الخارج مرة أخرى ستجد المقدمة ذات الطابع الارستقراطي الأنيق والتي تحمل شعار تويوتا فى منتصف الشبكة الأمامية بخطوط مجنحة تزيد من قدر الانتماء لديها حيث تندمج المصابيح الأمامية بشكل هادئ مع المظهر العام وتكمل بخطوط غطاء المحرك المنخفض اللوحة الفنية الأوروبية المخطط لها بعناية , فى الجانب أيضا تستكمل تلك الخطوط مهمتها بالقائم الأمامى الأنيق ومساحات الزجاج الكبيرة مع الطابع الكلاسيكي المسيطر حتى المصابيح الخلفية .

المحرك والكماليات

تعمل تويوتا افينسيس بمحرك متطور يواكب فكر التنافس الأوروبى الحاد , فبسعة 1.6 لتر من عائلة محركات Valvematic المتطورة من تويوتا وقوة 130 حصان يمكن لأفينسيس أن تحقق المعادلة الصعبة بين الاستهلاك فى الوقود والأداء الجيد حيث تم خفض انبعاثات العادم ومعدل استهلاك الوقود لتناسب المواصفات الأوروبية وكذلك رفع استجابة المحرك , يتصل المحرك بناقل حركة يدوى من 6 سرعات يمكنه دفع السيارة من الثبات إلى سرعة 100 كم فى الساعة خلال 10.1 ثانية والى سرعة قصوى 200 كم فى الساعة , أيضا تساهم قاعدة عجلاتها الكبيرة ونظام التعليق المتطور فى خلق حالة فريدة من الثبات والديناميكية لأفينسيس فى الانطلاق مما يعززها كسيارة ذات طابع فخم ويوفر لها المزيد من نقاط التفوق فى جانب الراحة والعملية أثناء الرحلات الطويلة

تقدم أفينسيس بفئتين فى السوق المحلى تزود الفئة الأعلى منهم بمشغل اسطوانات MP3 مع نظام صوتي 6 سماعات و عدادات اوتيترون وشاشة لعرض البيانات للسائق و نظام بلوتوث و مكيف هواء متعدد المناطق و طي المرايات كهربائيا ومفتاح ذكى و حساسات خلفية وستارة خلفية ونظام غسل المصابيح الأمامية مع نظام تفاعل المصابيح مع المقود و 7 وسائد هوائية ونظام فرامل ABS و BA ونظام الثبات الالكتروني VSC .
محليا … أين افينسيس ؟

افينسيس منذ ظهورها الأول فى مصر وهى تعانى من نفس المشكلات , السعر المرتفع عن منافسيها وسياسة التسويق و التى لو طبقت على هيونداى فيرنا لجعلتها احد أكثر السيارات فشلا فى السوق المصرية
هل علامة تويوتا وحدها تكفى ؟

فبسعر يبدأ من 200 ألف جنيه لن يجد مشترى أفينسيس تجهيزات اعتاد الحصول عليها فى سيارات يابانية من عهد التسعينات كأساسيات مثل الزجاج الكهربائى والذى يقدم ككمالية فى الفئة الثانية من التجهيز وناقل الحركة الأوتوماتيكي والذى لا تعترف أفينسيس بضرورة توفيره خاصة فى فئة سعرية مرتفعة مثل تلك التى وضعتها بها تويوتا إيجيبت , فقد تناسى التوكيل المشاكل التى كانت تواجهها سمعة تويوتا محليا وعالميا فى فترة تقديم افينسيس والخسائر الفادحة التى تسببت بها سياسة المبيعات العقيمة لملاك سيارات كورولا المجهزة بناقل الحركة ال M-MT وهو ما كان يستلزم بقاء أفينسيس فى حيز للسعر تنافس من خلاله سيارات جيدة السمعة مثل سكودا اوكتافيا و فولكس فاجن باسات وهو ما لم يحدث .

فأفينسيس كسيارة جاءت فوق التوقعات بكثير وبتجهيزات تعد الأقوى عالميا وفى كثير من النقاط محليا , ولكن للأسف و كالمعتاد من تويوتا إيجيبت استطاع الوكيل أن يضع نهاية تواجد جيلها الجديد فى مصر قبل أن يرسم لها خطوط البداية .

المصدر: عرب نت 5