الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › بعضها مهَد لـ25 يناير.. وأخرى دونّت يومياته.. إصدارات (الميدان) تزاحم الكتب الثائرة على العهد البائد

صورة الخبر: كتاب
كتاب "كارت أحمر للرئيس"

«كأنها تُكتشف لأول مرة، فى زمن الثورات يكون الادعاء عاليا، أما ما كتبته فكان فى زمن النظام البائد ومُنعت يوما بسببها من الكتابة» بهذه الكلمات تحدث الصحفى المعارض عبدالحليم قنديل، الذى يمكنك أن تجد «ثلاثيته» الأكثر حدة ونقدا لعصر الرئيس المخلوع مبارك، وهى «كارت أحمر للرئيس» و«الأيام الأخيرة» و«الرئيس البديل»، يمكنك أن تجدها فى صدر معروضات المكتبات الكبرى، رغم أنها صدرت على مدى سنوات من النضال الصحفى والسياسى الذى قاده قنديل عبر مقالات سياسية لاذعة فى عهد مبارك وجمعتها تلك الكتب «الكتاب مطبوع خالد، لو كنت اكتفيت بمقالاتى هذه فى الصحف لكانت قد ضاعت، أما الآن فهى وثيقة للتاريخ» كما قال صاحب هذه الثلاثية.

«لقد اقتربت الساعة، وأزفت مواعيد الجحيم، جفت الأقلام وطويت الصحف، وصارت النهاية أقرب من طرف الإصبع، وأدنى من رمش العين، وبدت مصر كتركة يتقاتل عليها مماليك الأب ومماليك الابن، فماذا نحن فاعلون؟ هل ننتظر الذبح كقطيع الأغنام، أم نكتفى بالنوم فى زئارب الخنازير، ونصير متاعا وعقارا يورث ويستعبد إلى يوم يبعثون؟»، هكذا يتساءل صاحب «المقالات الحمراء» فى كتابه الذى لوّح فيه بـ«كارت أحمر للرئيس»، صدرت طبعته الأولى عام 2009، ولم يكن يتساءل وحسب بل كان يرسم لوحة تستفز بتفاصيلها المتلقى وتحرضه على البحث عن مخرج.

كسر الحصار

حسب تعبير المعارض البارز عبدالحليم قنديل لـ«الشروق» فإن قيمة هذه الكتب لم يكن فى الخروج على النص بقدر ما كان كسر الحصار الذى كان مفروضا على الصحافة والكتب «هناك كثير ممن كسروا هذا الحاجز وأذكر فى ذلك كتابات علاء الأسوانى وإبراهيم عيسى وحمدى قنديل وغيرهم» ويشير إلى «النبوءات» التى حملتها تلك الكتب بعد قراءة وتحليل لمساوئ النظام البائد، وتذكر أحد أبرز مانشيتات جريدة الكرامة عام 2006، التى كان يرأس تحريرها آنذاك، «سقوط مبارك فى ميدان التحرير»! وأحاله ذلك فى الوقت نفسه إلى دعوته المتكررة من جانب المكتبات لحفلات توقيع كتبه السياسية تلك هذه الأيام «كنت لا أسعى للربح من وراء نشر هذه الكتب، كنت أحاول كسر حصار فرض ضدى حتى مُنعت من الكتابة تماما خلال النظام البائد، والمفارقة الآن أن كتبى فى الشارع ومن منعوها فى السجن»! هكذا لخص قنديل الكثير مما يمكن أن يقال.

طوفان ميدان التحرير

المتابع للجديد فى سوق النشر لن يخفى عليه «طوفان» الكتب الحديثة المستوحاة من ميدان التحرير وأيامه ولياليه، وبعضها وصل لقوائم الكتب الأفضل مبيعا، وتجد فيها حكايات ربما تكون قد عاصرتها بنفسك فى الميدان وأخرى ربما تسمعها للمرة الأولى، وربما تجد تراجعا بعض الشىء لبعض الكتب التى كانت الأعلى مبيعا قبل الثورة وكانت فى الوقت نفسه الأعلى نبرة واحتجاجا وتحريضا ضد نظام مبارك، وحسبما قالت كرم يوسف ـ مديرة مكتبة الكتب خان ـ فإن كثيرا من هذه الكتب قد فقد آنيته «بعد أن أدت دورها المحفز والمحرك ضد نظام مبارك مثل كتب الدكتور علاء الأسوانى مثلا التى جمعت مقالاته الصحفية «وأضافت أن الاتجاه الآن فى القراءة اتجه أكثر لقراءة كتب من واقع الميدان التى يغلب عليها الجانب الانطباعى وتوقعت أن يستمر هذا الرواج لفترة، وذكرت من ذلك كتب «7 أيام فى التحرير» لهشام الخشن و«كان فى مرة ثورة» لمحمد فتحى و«أيام الحرية فى ميدان التحرير» لمحمد الشماع وغيرها.

مصر والمصريون فى عهد مبارك
رغم هذا الرواج فإن كرم يوسف ترى أيضا أنه لا يزال هناك اهتمام من جانب القراء لاقتناء كتب سبقت كتابتها ثورة يناير مثل كتب عبدالحليم قنديل، وكتاب «مصر والمصريون فى عهد مبارك» للدكتور جلال أمين، وقالت: «لا تزال هذه الكتب متقدمة فى معدلات الأفضل مبيعا»، وتقرأ مديرة المكتبة، الكائنة فى حى المعادى، هذه الظاهرة باعتبار أن الثورة نمَت حس «الفضول» لدى الناس فباتوا أكثر ميلا للتعرف على هذا النظام الذى ثار ضده الشعب، وكذلك أشارت إلى أن هناك قطاعا من الشباب أصبح يتوق للقراءة عن موضوعات سياسية بعينها كالدولة المدنية، والمواطنة والماركسية والصراع العربى ـ الإسرائيلى، وتعلق «هذه الذائقة تعكس اتجاها محمودا بلا شك».

يذكر أن كتاب «مصر والمصريون فى عهد مبارك» الذى أشارت إلى رواجه مديرة مكتبة الكتب خان قد صدر أول مرة عام 2009 عن دار ميريت، وأصدرت دار الشروق طبعته الجديدة، وأعد الدكتور جلال أمين لهذه الطبعة مقدمة جديدة لما بعد ثورة 25 يناير أطلق عليها عنوان «مصر تفاجئ نفسها»، ورصد خلال هذه المقدمة 5 ظواهر جديدة على الحياة السياسية المصرية كشفت عنها الثورة وقال فى ذلك ببساطته المعهودة «حدث شىء مهم جدا فى يوم الثلاثاء 25 يناير 2011، أعتقد أنه غير مسبوق فى تاريخ الحركة السياسية فى مصر، وهو يعكس تطورات مهمة فى المجتمع المصرى، تراكمت عبر العشرين أو الثلاثين سنة الماضية، وكان لابد أن تفرز مثل هذا الحدث»، وأضاف أنه كان قد كتب قبل قيام هذه الثورة كتابا كاملا ظهر لأول مرة قبل عامين حاول فيها أن يصف ويفسر ما حل بمصر والمصريين فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك خلال فترة حكمه الطويلة، «هذا هو ما يجده القارئ فى الصفحات التالية، التى أجدها، عندما أعيد قراءتها الآن، تقدم وصفا وتفسيرا معقولين للغاية لذلك العهد، الذى يمكننا الآن وصفه الآن بكل سرور بأنه «العهد البائد».

بطبيعة الحال فإن تدفق النشر المصاحب لعناوين مستوحاة من ثورة يناير، لابد أن يشوبه بعض الكتابات التى تبحث عن الرواج التجارى أكثر من الكتابة الجادة، وهذا الحديث لا يتنافى مع أهمية الكتابة عن الثورة بما فى ذلك تسجيل اليوميات والانطباعات، وما يميز الغث من الثمين فى هذا السياق حسب تعبير الدكتور جلال أمين هو «أن يكون المؤلف صادقا»، وقال إنه لا يستبعد أن تكون بعض هذه الإصدارات الحديثة لها نوايا تجارية، وتابع «فهم الحدث لا يتم جيدا إلا بعد مرور وقت كاف عليه، ولكن أحيانا يكون الحدث مؤثرا للدرجة التى تفرض على صاحبها أن يسجل عنها انطباعاته بشكل لحظى كما ظهر فى تأثير الثورة على العديد من الكتاب، تماما كأن يمر شخص بحدث مؤثر جدا فيكتب عنه قصيدة شعر».

ريبورتاج أدبى

تجربة الكتابة التى يتحدث الدكتور جلال أمين عن أهم معاييرها وهى «صدق» المؤلف فى تسجيل انطباعاته، تجربة وبلا شك تحتاج إلى بعض التوقف، وليكن مع صاحب إحدى الإصدارات التى جعلت الثورة ميدانا لكتابتها، وهو الكاتب أحمد زغلول الشيطى الذى صدر له أخيرا «مائة خطوة من الثورة ـ يوميات من ميدان التحرير»، وهو الكتاب الذى علق عليه عدد كبير من الكتاب والنقاد بالإيجاب على رأسهم الأديبان الكبيران بهاء طاهر وصُنع الله إبراهيم الذى قال، خلال حفلة لتوقيع الكتاب، إنه قريب من كونه «ريبورتاج» أدبيا فهو ليس رواية أو قصة وليس صحافة، ورأى أن الكتابة اللحظية أحيانا تكون ساذجة أو شاعرية، لكن الكتاب جاء مغامرة جميلة وفريدة تقرب فيها الكاتب من هذا الحدث الكبير وسجل خطواته يوما بيوم.

أما الشيطى نفسه فانطلق فى قراءته لاختلاف تجربة «مائة خطوة من الثورة» عن غيرها من أن أدبنا المعاصر كله يعتمد على استدعاء التجربة من الذاكرة البعيدة «وأنا مثل غيرى من الكُتاب كنت قبل ثورة يناير أكتب تجارب حدثت منذ سنوات طويلة بعد أن أكون قد اطمأننت أنها قد استقرت فى الذاكرة وتمت تصفيتها من الشوائب ولم يعد منها إلا الجوهرى»، ويضيف أنها كانت الطريقة المعتمدة فى أدبنا العربى حتى جاءت الثورة التى وجد نفسه يتماهى مع تقلباتها الهائلة والمذهلة.

كتابة ميدانية

يتابع «كنت أعرف أن الذاكرة خائنة، وأن ما يجرى أمامى ربما لن يتكرر فى حياتى وحياة الأجيال الحالية مرة أخرى، فكنت أحضر فاعليات الميدان يوميا وأسجلها لنفسى وليس لغرض النشر كأننى أكتب مذكراتى لأستند إليها يوما فيما بعد فى إحدى كتاباتى مستقبلا، وكانت المادة تتزايد كل يوم، وفوجئت أن لغة السرد تنمو وتتطور مع الأيام»، ونشر الكاتب بعض ما كتب من مذكرات فى صحيفتى «السفير» و«النهار» اللبنانيتين وفوجئ بصدى كبير، وقرر بعدها أن يحمل كل ما كتبه بـ«حمولته الانفعالية»، حسب تعبيره، بدون تحسين لمستوى الأداء اللغوى واعتبرها «كتابة ميدانية» كُتبت تحت قصف النار والقنابل المسيَلة للدموع والرصاص الحى وأثناء تساقط الشهداء، «لم أرغب فى تعديل هذه الكتابة، وأظن أننى بذلك أساهم فى فرع نادر ومهم فى أدبنا المعاصر وهو فرع اليوميات».

الشيطى أضاف أن عنوان الثورة قد يستخدمه البعض كعنوان للشهرة «ولكننى أظن أن هذا المسعى سيصاب بالخيبة لأن القارئ سرعان ما يميز الغث من القبيح»، ودعا جميع الناشطين الذين شاركوا فى الميدان أن يسجلوا شهاداتهم لأنها مهمة لاستكمال مشهد الثورة داخل الذاكرة الجمعية لمصر.

المصدر: الشروق - منى أبوالنصر

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على بعضها مهَد لـ25 يناير.. وأخرى دونّت يومياته.. إصدارات (الميدان) تزاحم الكتب الثائرة على العهد البائد

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
91318

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة