الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › وديع شامخ.. أحزان تهب كرياح من النحيب

صورة الخبر: الغلاف
الغلاف

قصائد مجموعة "ما يقوله التاج للهدهد" للشاعر العراقي وديع شامخ ذات مناخ واحد وأجواء اقرب الى التطابق على تعدد موضوعاتها او ظاهر هذه الموضوعات على الأقل اذ انها وهي بنت المنبع الواحد غالبا ما تلتقي في مصب واحد او تشكل مصبا واحدا.

انها تشبه احزانا تفيض بكثير من المرارة والسخرية وتهب كرياح من النحيب. عالمها مكون من كثير الصور المرسومة تفاصيلها بمجازات ورموز وبأمور من يوميات الحياة سرعان ما تتداخل مع تلك ليتحول الأمر الى الصورة او الى الصور الكبيرة. وهي بكل هذا المزيج تنقل إلينا العالم منعكسا من خلال اعماق نفس الشاعر وتجاربه الشعورية.

ويحملنا الشاعر احيانا الى عوالم فيها كثير من عالم الصوفيين وارتفاعهم الى اعلى انطلاقا من مغادرة عالم الحواس وتلك "الاحيائية" التي تجعل كل ما في الكون ومن فيه وكل ما يبدو من تنافراته يتحول الى شيء من الوحدة وإن بدا ان الاحزان هي العامل الأشد توحيدا لهذا الشتات او ما يبدو لنا شتاتا نسميه الحياة والعالم والكون. ويطل علينا الشاعر احيانا من خلال ما يشبه سحبا قد تجعل بعض ما يقوله "غائما" يصعب "القبض" عليه لكنه يعوض علينا من خلال ترك مجال تصوراتنا واسعا.

ومجموعة "ما يقوله التاج للهدهد" صدرت هذا العام مع مجموعة اخرى هي "مراتب الوهم" لوديع شامخ الشاعر "العراقي بامتياز" فهو بعد مغادرة العراق وتنقل بين الأردن وبلدان اخرى يعيش في سيدني باستراليا.اما المجموعتان فقد صدرتا في العاصمة السورية دمشق. وله اعمال شعرية وروائية وكتب في التاريخ والنقد الأدبي والسياسي.

مجموعة "ما يقوله التاج للهدهد" جاءت في 103 صفحات متوسطة القطع بغلاف من تصميم الفنانين صالح الجادري وباسم الدهيمي وبلوحة غلاف للفنان هاني مظهر.

القصيدة الأولى في المجموعة هي "الوجود في ظلمة النفق" وفيها نقرأ مع الشاعر اجواء تتشكل من اليومي والرمزي ونوع من السريالي. ندخل معه عالم الوحدة والوحشة.

ندخل النفق وعيوننا تبحث عن الضوء. يقول: "كل يوم اشطب عاما من التقويم.. ارفع مظلتي خوفا من/ سقوط رأس اليوم الجديد على حلمي/ رأسي حائر يحمل هذه الحواس المعطلة/ الفم البليد ينطق ما تقوله الأذن!/ فجور العين تفوح روائحه من الانف الباشط/ جثة متعفنة تقود رأسي الى متاهة اليوم التالي/ كيف ارفع رأسي اذن لميلاد السنة القادمة؟"
ونتابع القراءة "الأيام حواس تتعطل امام اشارة مرور تتصابى في حافلة/ تشيخ في حديقة عامة/ ايام رأسي لا قلب لها/ تؤرخ للخليقة تقويما ومسلات/ هكذا دون حياء/ العين بالعين والسن بالسن/ كيف يبتسم رأسي المحنط في متحف الجسد!؟"

وينهي القصيدة قائلا "لا ذنب لرأسي.. كان ينتظر الطوفان/ لا تموز امطر والباب خلف آب اوصدته المسامير/ صيام في صيام/ يا مكثر الأعناب اغثنا/ يا صاحب النخيل: جفت الخمرة/ الرأس يطوحه جسد بلا جمار/

"نصف ربيع لرأسي المطرود من نفق التقويم/ لحاف واحد لشتائه البارد الوحيد/ عصا بيضاء لسنته القادمة/ من المبصر اذن؟"

ننتقل الى قصيدة قصيرة بعنوان "خارج النفق" وقد قدم لها بكلام لألبرت اينشتاين هو "الله لا يجازف." .قال الشاعر "بين الرأس والجسد والقلب/ لابد من فض الاشتباك/ من يسأل زهرة الليلك عن سوادها/ من يوقظ زهرة الصباح؟/ ايام رأسي تتكوم على متاهة الجسد."

ومن قصيدة "نور في نهاية النفق" نقرأ قول الشاعر "للجسد مراجل وللقلب غفوة متعثرة/ الرأس مكواة لما تجعد في قيلولة عابرة/ الحلم رأس الحكمة ومعاطف اليوم تدفيء الأجساد/ بنشوة المخالب...

"اهذا هو انت يا رأسي المعلق على جسدي؟/ لماذا تكرر يومك ايها الضائع في زحمة المعاطف المعلقة/ على شجرة النسب؟"

وفي قصيدة صغيرة هي "ما عرم من اللوح" يقول الشاعر امورا كثيرة ويقدم صورة رمزية لأوضاع ماضية وحاضرة لكثير من عالمنا العربي وكثير من العالم.

" يا اخي السوط../ انام على فتوى وأصحو على طريقة/ منتظرا اقواما تجيء او تهبط/ هاربة من فزعها../ اين اعلق ملابسهم يا اخي!!/ والبيت مشجب للوصايا والبنادق والسياط."

قصائد قصيرة بعناوين هي اعضاء الانسان للحواس وغيرها. نقرأ مثلا من قصيدة "أذن" ما يقول الشاعر مصورا اجواء من الحدة والوحشة ومن عالم غريب وبتعابير من العالم اليومي والمصطلحات الطبية الشائعة يحولها الى مجازات "في المساء تماما وقبل ان يتشمع كبد النار..اطفأت/ الأذن جذوة خلوتها/ واستعارت من القرود خفتها.../ الغربان توصوص على جثث الغرفة/ والأذن تسد بخواتم الشمع.. استغاثة الناجي من اوكسيد/ الرطانة."

وتحت عنوان "عين" نقرأ "تترقرق على مشارف الدخان.. والنار على مبعدة طرف/ لا عصا تهش بها الجمر/ لا جفون تغلق ابوابها وتفتح النوافذ/ منحنية.. منكسرة/ لكن الرمال دائما تجد في صبواتها وسائد آمنة/ والرعاة يتصيدون بشهواتها غزلان السر."

ومن قصيدة "ما يقوله التاج للهدهد" الطويلة نقرأ "وأنت ايضا/ كما انت/ طلسم/ تطوح بك الرياح والشهوات وبذور الغياب/.. لا معنى لأن تكسر جناحيك على سواد الغراب/ الحكاية احلك من طلسم/ وأعمق من هدهد/ وأجل بريقا من كرسي/ وأنت النازل والهابط من طين سيوف المهزلة/ تحارب من؟/ قيلولة حلمك ام صراط نزواتك.../ قالوا لك: انت ابن ماء السماء/ وابن التاج/ وابن الطلسم ووارث الحكاية/ وأنت كما انت/ لا تاج لك لا حلم/ لا كافر ولا ناقل كفر../ انت صاحب الأرق وبوابة المدن المختومة بالغياب/ غياب ابنائها وقوارب احلامها وشمس ارصفتها/ في كل هذا الغياب/ كنت مساءها الثقيل/ ونهارها الهارب من طلاسمها..

"ونصف هدهدها/ ونصف تاجها/ وحكايتها المثلومة.../ وأصنامها التي فخرتها الشمس/ الشمس التي تحجب ظلك وتأكل جناحك وتنفخ/ بطنك بكوابيس ثقيلة/ وأنت ما زلت تنحت ارقك حلما/ يبيض هدهدا/ وطلسما/ وتاجا."

المصدر: عرب نت 5

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على وديع شامخ.. أحزان تهب كرياح من النحيب

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
94823

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة