الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › فضل الله يختتم مشواره بـ«في دروب السبعين»

صورة الخبر: الغلاف
الغلاف

المجموعة الشعرية الوجدانية "في دروب السبعين" يحق أن توصف بأنها مجموعة يتيمة.. فهي قد صدرت بعد رحيل صاحبها المرجع محمد حسين فضل الله.

صدرت المجموعة في 135 صفحة متوسطة القطع عن دار الملاك في بيروت ووزعتها صحيفة السفير اللبنانية اليومية هدية مع عدد الجريدة.

القصائد حافلة بالوجدانيات والايمانيات التي تعبق بالفكر والتأمل في هذا الوجود وما بعده.

والراحل السيد محمد حسين فضل الله شخصية ذات اسم كبير في لبنان والعالمين العربي والاسلامي. كان رجل فكر واجتهاد وانفتاح فكري ومعتقدي حظي بتقدير واحترام واسعين لا بين المسلمين الشيعة فحسب بل بين سائر الطوائف اللبنانية اسلامية ومسيحية.

وفضلا عن فتاويه التي تميزت بالعلم والعقل النير والانفتاح والتحرر ومواكبة العصر في مجالات الحياة المختلفة فقد دعا دائما الى الالفة والوحدة وتجاوز بل ازالة كل ما يفرِق الناس بعضهم عن بعض فكان مصدر اطمئنان وطمأنة للبنانيين عامة.

وقد عرف الراحل الكبير بأنه كان من سنوات طويلة المرشد الروحي والفكري للحركة الاسلامية في لبنان وخارجه واشتهر كرجل فكر ودين متميز.

وعند التحدث عن السيد فضل الله الشاعر يقفز الى الذهن -ذهن المتابعين والمطلعين- انجاز لرويترز في فترة مبكرة جدا من انطلاق كتابة الموضوعات الثقافية فيها وهو الكشف لكثيرين عن فضل الله الشاعر.
قلة قليلة كانت تتذكر او اطلعت صدفة على بعض نتاجه الشعري الذي نشرفي ايام شبابه. كان مقلا بل ضنينا بنشر نتاجه الشعري.

فقد تحدث السيد فضل الله الى رويترز صيف 1990 في مقابلة خاصة ممتعة عن شعره. وكان هذا الشعر سرِا دهشت له غالبية الناس. وتلا على كاتب هذه السطور بأدائه المؤثِر بعضا من هذا الشعر الذي قال ان معظمه يعود الى فترة الشباب اي الى عقد الخمسينات من القرن العشرين المنصرم. وقد نشرت كل الصحف اللبنانية يومها تلك المقابلة.

واثر ذلك وتحديدا في نوفمبر تشرين الثاني 1990 صدرت له عن دار رياض الريس للكتب والنشر مجموعة شعرية عنوانها "على شاطيء الوجدان" تناولت بالوجدانية والرهافة اللتين تميز بهما صاحبها كثيرا مما تنطوي عليه النفس البشرية من مشاعر مختلفة.

وقد جعل لتلك المجموعة "مقدمة" ارفقها بعنوان اخر هو "تمهيد" وقد جاء اطول منها. قال السيد فضل الله في المقدمة "قد يلاحظ القارىء انها كانت في بدايات الشباب التي تقترب من سن المراهقة مما جعل التجربة الشعرية في المضمون تتحرك في حيرة الشعور بين اجواء الحب الذي كان ينطلق في اجواء التجريد لا في اجواء الحركة الحية بحيث كان انطلاقة في الخيال...

"واذا كنت الان "1990"اعيش بعض التطلعات التي تختلف عن تطلعات الشباب الاولى فاني لا اتنكر لكل مشاعر الحنين لتلك الفترة القلقة الحائرة من حياتي فقد منحتني الكثير من الغنى في الاحساس والانفتاح على الحياة..."

اما "التمهيد" الذي اعقب المقدمة فقد كان نص حديثه الذي اجاب به عن اسئلة رويترز في المقابلة التي اجرتها معه.

توفي السيد فضل الله الشهر الماضي عن 75 سنة من العمر. اما المجموعة الاخيرة "في دروب السبعين" فيسري فيها ذلك النفس ذاته -الوجداني والمتأمل بعمق والمتسائل والمؤمن بعمق ايضا والمقدِس للحياة ومعطيها- الا ان هذا النفس ازداد مع الزمن نضجا ومهابة.

بعض القصائد في هذه المجموعة حمل تاريخا يعود الى بداية التسعينات من القرن العشرين اما غالبيتها العظمى فلم تحمل تاريخا. لكن عنوان المجموعة يسهل على القارىء تقدير زمنها بشكل تقريبي.. فالعنوان هو "في دروب السبعين".

بعد البسملة تبدأ المجموعة بقصيدة قصيرة يقول فيها:

"من دمي.. لا من تهاويل حياتي تبدع اللهفة اسرار شكاتي

وتثير الدرب حولي أنجما يبعث الحب بها فجر حياتي

فأضم اللحن في تهويمة عذبة تمرح فيها امنياتي
وعلى روحي من صوفيتي نغم عذب.. كأحلام سباتي."

في القصيدة التي تلتها ارتفاع ونزوع الى الباريء والعالم العلوي او الى "الرجوع" وفق لغة المتصوفة. يقول:

"وأنا هائم
وروحي تلتاع
ودنياي في سماك تجول
استحث الخطى اليك
كأن لشوق في جانحي نار
أكول
حملتني روحي إليك
فباركها
وروحي -كما علمت- بتول..
سئمت أفقها المكبل بالاغلال
فأقتادها اليك الدليل..
وتخلت عن عالم يمرح الاثم عليه
ويسرح التدجيل
لا ترى فيه غير
مذابة تعوي
وكون على الضعيف يصول.."

في قصيدة "اياب الروح" يقول الشاعر:

"رب هذا عمري يغيب مع الليل ويمضي الى المدى المجهول

لحظة لحظة وأركض في لهف الاماني نحو الصباح البليل

علَني ألتقيه في صحوة الشمس واحيا شروقه في الاصيل

انت ابدعته كما الزمن اللاهث في رحلة الفراغ الاكول

في دروب السبعين يسرع بي الخطو فماذا في الملتقى المأمول..."

المجموعة كلها تعبق بالفكري والتأملي والايماني وتشكل رحلة في عالم فكر السيد فضل الله الواسع والجذاب وقد تحول كل ذلك الى كلام مصفى ذي اثر موسيقي ناعم يملا النفس.

المصدر: عرب نت 5

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على فضل الله يختتم مشواره بـ«في دروب السبعين»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
65254

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة