الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › مشاهد في الحب والحياة يكتبها أحمد التلاوي

صورة الخبر: الغلاف
الغلاف

صدر مؤخرا عن دار سنابل كتاب "كلمات.. مشاهد في الحب ومن الحياة" لمؤلفه أحمد التلاوي وهي عبارة عن أقصوصات أو مشاهد تمثل خواطر تحمل مشاعر المؤلف وآرائه التي وجد نفسه مدفوعا لكتابتها على الورق بفعل أحداث حقيقية وتجارب حياتية مر بها.

هذه المشاهد والكلمات هي خلاصة تجربة إنسانية وعاطفية مر بها المؤلف مع شخصية غيرت وجه حياته، وغيرت الكثير من مفاهيمه وقناعاته عن الحياة.

من الكتاب نقرأ تحت عنوان "الغروب الأخير":

لماذا نفقد كل شيء عزيز لدينا؟!.. لماذا نشهد بأعيننا نهاية كل أشياءنا الجميلة العزيزة؟!.. بالموت.. بالرحيل!!.. هكذا فكر وهو يجلس خلف مكتبه في الشركة في تلك الساعة الجميلة من ساعات الأصيل.. كان الهدوء يغلف كل شيء.. وقد انصرفت الوردية الصباحية واستقرت المسائية في أماكنها..

كان الهواء الرطب قد بدأ يداعب أوراق الأشجار والورود التي تطل عليها شرفة مكتبه.. وقد بدأت الموجودات تتلون بألوان الشفق وقد بدأت تستريح من عناء حرارة يوم طويل.. وقد جلس يتأمل.. ويتساءل.. هل حقا كانت هنا؟!.. وهل حقا لن تكون هنا؟!.. لا يدري لماذا يشعر الآن بأنه خسر برحيلها جزءا كبيرا من نفسه.. من تفكيره.. إن ما يخشاه حقا هو أن يفقدها.. كلام كثير يقال في هذه اللحظات.. ووعود كثيرة تقطع في هذه الأثناء.. "لا تقلق سنتواصل".. "أشوفك على الشات".. "لا لا أكيد هاجي أزوركم"..

هو يعلم من سابق خبراته أن هذا لن يحدث.. "الدنيا تلاهي" .. كما يقول الكبار.. ما الذي سيأتي بها من المقطم إلى المهندسين؟!.. هل لمجرد زيارة أخ وصديق عزيز؟!.. لا يدري.. لا يدري فعلا.. إنع أمر صعب كما يتصور.. تنهد وهو يتذكر قصة قديمة ماتت منذ زمن.. اللعنة إنها تشبهها في كل شيء.. في كلامها.. في هيئتها.. في مشيتها.. حتى انصرافها جاء فجأة.. مثلها تماما.

من قصة أخرى بعنوان "أطفال" نقرأ:
المكان: حي الزيتون.. شرق مدينة غزة

الزمان: بعيد صلاة فجر الثلاثاء، السادس من يناير 2009م

الحدث: باقي من الزمن نصف الساعة على مقتل الأطفال.. ولكن لا أحد يعلم.. لا أحد باستثناء خالقهم عز وجل.

***

الخامسة والربع صباحا:

لم يكن كل شيء على ما يرام هذا الصباح بالنسبة لعائلة الداية الفلسطينية.. القصف متواصل، ولا يبدو صباح اليوم الجديد يحمل أية علامات على توقف هذا الذي تقوم به الدبابات والمدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية على حي الزيتون.. حي السلام.. ذلك الحي الجميل الراقي الواقع شرق مدينة غزة، الذي هو أحد محاور الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة.

لم تكن عائلة الداية قد استيقظت، لأنها لم تكن قد نامت من الأصل، إلا أنه ورغم كل شيء، عندما أشرقت شمس نهار اليوم، قامت الأم بمحاولة لإعداد طعام الإفطار للأطفال.. لم تكن الأم تعلم، ولم يكن أحد يعلم اي شيء سيحدث، وإن كانت القلوب مرتجفة، متوقعة الأسوأ.

كانت قد ودعت ابنها منذ سويعات قليلة.. قال لها "الله يسهل عليك يمه.. دير بالك على حالك".. لا تدري لماذا شعرت وكأنها آخر مرة سوف تراه.. كانت خشيتها عليه كبيرة.. لم تدر كم كانت على حق في أنها لن تراه ثانية.. ولكنها كانت مخطئة في الاتجاه.. لم تكن خشيتها عليه في محلها.. هي التي لن تكون في هذه الدنيا بعد فجر اليوم التالي...

***

الخامسة والنصف صباحا:

وخلال التهامهم طعام الإفطار القليل المكون من بقايا الخبز وبعض الزعتر لم يكن أحدهم يعلم أن المتبقي أمامهم في هذه الدنيا سوى دقائق قليلة..

الأطفال التصقوا ببعضهم البعض خائفين، والأم تحاول بث بعض الطأنينة التي تفتقدها هي في نفوس الأطفال.. وربما قال قائل لها.. لا فائدة.. لقد تحدد مصيركم.. إلا أنها لم تسمع طبعا.. واستمرت في الحركة القلقة بين غرف المنزل، تبحث ربما عن طفل شارد منها.. لا تريد ان يموت البعض، بينما يظل البعض الآخر يعيش نيران ولوعة الفراق طيلة سنوات عمره التي لا يعرف عددها.. مبدؤها "إذا ما متنا فلنمت جميعا.. ومعا".

المصدر: محيط

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على مشاهد في الحب والحياة يكتبها أحمد التلاوي

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
60487

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة