الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › روائع متحف الفنون التركية والإسلامية بإسطنبول

صورة الخبر: روائع متحف الفنون التركية
روائع متحف الفنون التركية

يعرض الدكتور محمود رمضان خبير الآثار والعمارة الإسلامية، ومدير مركز الخليج للبحوث والدراسات التاريخية، موضوعًا مهمًا بصفحته «الصالون الثقافي» عن (متحف الفنون التركية والإسلامية بإسطنبول) بقلم الدكتور أحمد الصاوي أستاذ الآثار والفنون الإسلامية، في إطار دعوة العالمين لنشر الوعي بأهمية التراث الإنساني العالمي والحفاظ عليه.

هذا المتحف الذي يقع على مقربة من جامع أحمد الثالث بقلب العاصمة القديمة لتركيا هو أحد أهم المزارات السياحية للراغبين في الاطلاع على طبيعة الحياة داخل بيوت الأتراك خلال العصور الإسلامية.

والمبنى الذي يشغله هذا المتحف شيد في عام 1524م في عهد السلطان سليمان القانوني ليكون مقرًا للصدر الأعظم (رئيس الوزراء) إبراهيم باشا الفرنجي، وهو أول من تولى هذا المنصب الرفيع في عهد السلطان سليمان.

وكان الوزير من الأصدقاء المقربين للسلطان ولكن زوجة السلطان "روكسانا" أوغرت صدر سليمان عليه لنفوذه الكبير في الدولة ولتمتعه بعيشة الملوك في قصره، وذلك بعد أن أفصح الصدر الأعظم عن مساندته لتولي الأمير "مصطفى" ولاية العرش عوضًا عن "سليم" ابن روكسانا، ومن ثم تم عزل إبراهيم باشا من منصبه وآل قصره وثروته أيضًا لملكية السلطنة العثمانية.

وكانت بداية عرض مقتنيات هذا المتحف في عام 1914 في مبنى "دار الضيافة" التابع لكلية أو مجمع السليمانية، وذلك تحت مسمى "متحف الأوقاف الإسلامية"، وبعد قيام الجمهورية التركية على يد كمال أتاتورك أصبح يعرف باسم "متحف الآثار الإسلامية"، حتى انتقل في عام 1983 لقصر إبراهيم باشا، وصار يعرف بمتحف الفنون التركية والإسلامية لتركيزه على الفنون التركية منذ القرن الثاني الهجري (8م)، ولا سيما تلك التي أنتجت في عهد دولة سلاجقة الروم بالأناضول وإبان حكم سلاطين وخلفاء الدولة العثمانية.

ويهدف المتحف لإعطاء فكرة واضحة للزوار عن نمط حياة الأسر التركية وما كانت تستهلكه من منتجات الفنون التطبيقية، ومن ثم فهو يشمل معروضات إثنوجرافية قديمة للبدو الأتراك الرحل كالخيام السوداء، وهي العنصر الأساسي للحياة البدوية والبيوت الكروية المسماة "يورت"، ثم ما كانت تفرش به الأرضيات خلال العصر الإسلامي من سجاجيد، وأيضًا أدوات المائدة والاستخدام اليومي وقطع الأثاث سواء كانت من الخزف أو المعادن أو الخشب وغيرها من المواد.

ونظرًا للطابع الديني الذي ميز عصر الدولة العثمانية فإن الأغراض الدينية تبدو حاضرة في مقتنيات المتحف ولا سيما في صناديق حفظ المصاحف وحواملها، وكذا نسخ من المصحف الشريف.
وإجمالاً فإن متحف الفنون التركية والإسلامية يركز على فكرة تناغم العرقيات التي تشكلت منها الأمة التركية على مر العصور ومدى اندماجها الصادق في حضارة الإسلام ومساهمة تقاليدها المحلية الراسخة في إكساب الفن التركي شخصيته المتفردة ضمن الفنون الإسلامية.

ويتألف المتحف الذي تعكس معروضاته الحياة الثقافية التاريخية للأتراك من سبعة أقسام هي قسم الآثار الخشبية وقسم الخزف والزجاج وقسم فن المشغولات المعدنية وقسم فن الصناعات الحجرية وقسم السجاد وقسم فن المخطوطات وفن الخط، وأخيرًا القسم الإثنوجرافي الذي تعرض فيه فنون العرقيات التركية المختلفة في البدو والحضر.

ويعتبر قسم فن الخط والمخطوطات من أكبر الأقسام من جهة عدد المقتنيات به إذ تتجاوز 15 ألف مخطوطة أثرية تغطي الفترة من القرن الثاني إلى بداية القرن الرابع عشر للهجرة (8-19م)، ورغم أن أغلب المخطوطات والأعمال الفنية لمشاهير الخطاطين هي تركية وعثمانية، فإن هناك أيضًا مخطوطات ونسخًا من المصحف الشريف تنتمي للبلاد الإسلامية المختلفة، ومن أشهرها مصحف من عصر الدولة الصفوية بإيران، وقد استخدم ماء الذهب في كتابته.

وبالمتحف بعض المخطوطات المصورة والتي تعني ببيان مظاهر الحياة وأيضًا الاحتفالات بالبلاط العثماني، بل وتطور تخطيط مدينة إستانبول، وبإحدى المخطوطات فاتحة تحوي رسمين متقابلين لمعالم كل من الحرم المكي والحرم المدني في القرن الثالث عشر الهجري.

كما تعرض بقاعات المتحف صور شخصية لسلاطين الدولة العثمانية تم رسمها من قبل المصورين الأتراك، ومنها صور للسلطان مراد الثاني والسلطان محمد الثاني.

أما قاعة الأخشاب فبها بعض من أجمل قطع الأثاث الخشبي المصنوعة من الأخشاب الثمينة والمطعمة بالعاج والصدف أيضًا، وجميعها حافل بالزخارف الهندسية الإسلامية وأشكال الأطباق النجمية، وهي تعكس مدى إسهام الفنانين الأتراك في فن النجارة الإسلامي.

ومن مقتنيات هذا القسم صندوق خشبي لحفظ المصحف من القرن الحادي عشر الهجري (17م)، وغطاؤه على هيئة القبة، وقد تم تزيينه بزخارف هندسية نفذت بأسلوب التطعيم، حيث تمتزج قطع من العاج مع البنية الخشبية للصندوق.

ويعرض قسم الخزف والزجاج أنواعًا شتى من المنتجات الخزفية، ولا سيما من مناطق أزنيك وبورصة وشينكال وإستانبول أيضًا، ولكل من تلك المناطق طرزها الخاصة من المنتجات الخزفية.

ومن الأعمال الفنية الرائعة بهذا القسم من المتحف طبق من الخزف المرسوم تحت الطلاء باللونين الأزرق والأبيض، مع بعض لمسات باللون الأحمر، وحواف الطبق بها زخارف نباتية، أما الزخرفة الرئيسية للطبق فبها لفظ الجلالة "الله جل جلاله" بخط النسخ.

وهناك بالقسم ذاته لوحة خزفية من إنتاج مدينة أزنيك في القرن العاشر الهجري (16م)، وهي تمثل تخطيطًا تصويريًا للحرم المكي وبوسطه الكعبة المشرفة، وبأعلى اللوحة كتب بخط النسخ الاقتباس القرآني: "إن أول بيت وضع للناس الذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا".

والحقيقة أن المعروضات الخزفية بالمتحف تضم قطعًا رائعة من الأطباق والبلاطات الحافلة برسوم الأوراق النباتية والزهور والورد التي كانت شائعة الاستخدام في الزخارف العثمانية مثل وردة الخزامي والسوسن والقرنفل.

ويستطيع زائر متحف الفنون التركية والإسلامية أن يتعرف عن كثب وبشكل تفصيلي على أنواع السجاد التركي الذي تميز بجودة أصواف مراعيه الجبلية واعتماده على الألوان الطبيعية المستنبطة من عناصر نباتية مختلفة، فضلاً عن دودة القرمز التي منحت السجاد التركي ألوانه الحمراء البراقة.

وتتنوع معروضات قسم السجاد لتشمل سجاجيد الصلاة التركية، وتلك التي تحاكي بزخارفها تنسيق الحدائق بالقصور العثمانية، فضلاً عن السجاجيد ذات الميداليات أو الجامات بساحاتها، فضلاً عن سجاجيد المناطق الرعوية التي تتميز بألوانها القوية وزخارفها الهندسية التجريدية.

والمتحف بمبناه التاريخي وحديقته هو أيضًا معلم فني قائم بذاته، ولا سيما فيما يحفل به من الزخارف الجدرانية التي تشمل أعمالاً من زخارف الفسيفساء الرخامية والخزفية.

المصدر: فيتو

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على روائع متحف الفنون التركية والإسلامية بإسطنبول

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
64962

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة