يبدو أن تُهَم الإزدراء تُلاحق الكُتَّاب في كل بلد. إذ تواجه الكاتبة الهندية أرونداتي روي الحاصلة علي جائزة البوكر عام 1997 عن روايتها "إله الأشياء الصغيرة" حكم صادر من محكمة ناجبور في ديسمبر الماضي بإزدراء القضاء، عن مقال كتبته في مايو الماضي تطالب فيه بالإفراج عن البروفيسور ساي بابا المُعتقل بسبب زعم اتصاله بحركة الماويين، وهي حركة تعتنق أفكار ماوتسي تونج وأفكار الماركسية اللينينية، إلي جانب إدانتها علي مقال آخر اعترضت فيه علي سحب دار نشر (بنجوين) لكتاب رأت فيه إساءة للمتطرفين الهندوس!
تعود تفاصيل القضية إلي يونيه الماضي، حين تدخل رئيس المحكمة العليا كوهيت شاه بصفة شخصية للحصول علي موافقة للإفراج بكفالة عن البروفيسور ساي بابا، لتدهور حالته الصحية، لكن محكمة ناجبور رفضت طلبه، وعندما جدده مرة أخري في ديسمبر أصدر القاضي حُكماً بعودة ساي بابا إلي السجن، واتهم أرونداتي روي بازدراء المحكمة، واصفاً مقالتها بالشريرة، وأنها جزء من مخطط لإطلاق سراح ساي بابا. يقول بابو مارلابال، قاضي بومباي المُخضرم والرئيس الأعلي للمحكمة العليا بالهند، إن الحكم لا يشكل سوي ما هو أقل من مخالفات قضائية مصرحاً للتلجراف: "ما حدث يشكل تهديداً خطيراً علي نزاهة القضاء، ويزعزع ثقة المواطن العادي".
وفق المحامين، يمكن أن يكون لهذا الحكم تداعيات خطيرة وفورية، فإن حالة البروفيسور ساي بابا تتدهور كلما طالت مدة بقائه في السجن بسبب الحرمان من العناية الطبية اللازمة والمتوافرة خارج السجن، وبالنسبة لأرونداتي روي فإن الخلاف بشأن اختصاص المحاكم هو ما ورطها في هذه التهمة. ووفقا لوثائق المحكمة توضح التلجراف أن هناك أدلة تم جمعها من العاملين في محكمة ناجبور لتقديم المساعدة للمحكمة العليا، شمل تحويلا عشوائياً لقضايا من بينها مقال أرونداتي روي الذي مضي عليه سبعة أشهر.
ليست هذه المرة الأولي التي تواجه فيه الكاتبة الهندية الثائرة أرونداتي روي مثل هذه التهم، ففي عام 2002 واجهت تهمة الازدراء من المحكمة العليا وتم سجنها يوماً واحداً لمعارضتها لإقامة سد لتوليد الطاقة في وسط الهند. وفي عام 2010 تم اتهامها بالتحريض بسبب رأيها في النزاع بين الهند وباكستان علي المنطقة الجغرافية كشمير، إذ قالت إنها ليست جزءاً من الهند. الأمر الذي جعل لها قاعدة كبيرة من المؤيدين المعجبين بشجاعتها، إلا أن موقفها من عنف المتمردين في الناكساليت لقي إدانه واسعة النطاق، بعدما قالت إنهم يتبعون منهج غاندي في المقاومة بلا عنف، وهو ما تراجعت عنه فيما بعد، إذ اعترفت بأن كلماتها جاءت خارج السياق.
م . ع
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!