الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › بيوتروفسكي خبير تراث فرعوني وعبقري «الأرميتاج»

صورة الخبر: فرعوني وعبقري «الأرميتاج»
فرعوني وعبقري «الأرميتاج»

يقول عن نفسه، بأنه إداري سيئ، لكنه عالم جيد برأي العلماء، لم يكن إدارياً ممتازاً فحسب، بل وعالماً متميزاً، لقد كان إنسانا رائعا. يحمل ملامح طفولية. لقد عرف الشعر بشكل رائع. يحب السجال الشعري، يخمن دائماً أي سطر ومن أين هذا المقطع الشعري، هو نفسه كان يكتب الشعر.

وتميز بروح الدعابة والفكاهة، يتجول بصالات الأرميتاج، شامخ الرأس على الآخرين. فلم يكن محباً للتآمر والتظاهر بكونه مديراً، فغالبا ما يتوقف ويتحدث مع أي زائر ويشرح له، في أية صالة يتواجد، إنه باريس باريسافيتش بيوتروفسكي الذي أدار الأرميتاج بكل حزم، متحف سان بطرسبرغ الذي يعد واحداً من أكبر المتاحف في العالم.

لقد كان معروفاً كعالم بالمصريات، وكإنسان مغرم بتاريخ مصر وآثارها، وفن مصر. معلمته الأولى بفترة الشباب عالمة بالمصريات، علمته فك رموز الكتابة المصرية. كل هذه العوامل جعلت من الفتى عالماً عملاقاً بالمصريات في عصره. حقق للأرميتاج إمكانية تقديم معرض نادر للجمهور، وهي كنوز قبر توت عنخ آمون.

سيرة

ولد بيوتروفسكي في الرابع عشر من فبراير عام 1908 في سانت بيترسبورغ، والده مدرس للرياضيات والميكانيكا في المؤسسات التعليمية العسكرية، وكان حينها برتبة عقيد، لديه أربعة إخوة: درس الأول الرياضيات، أما الثاني فأصبح طبيبا، بينما الثالث كيميائي، غير أن باريس توجه إلى حقل الإنسانيات.

ويوضح بيوتروفسكي في نهاية حياته في عام 1987 قائلاً: في «صفحات حياتي»، «في صيف عام 1922، عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره، اشترى أول كتاب حول مصر. وجرى في ذلك العام الاحتفال باليوبيل المئوي لنجاح فرانسوا شامبولون بفك رموز الكتابة المصرية القديمة.

وعقد آنذاك أول اجتماع للمهتمين الروس بالشؤون المصرية، جرى ذلك الاجتماع اليوبيلي بمدينة سانت بيترسبورغ، بينما افتتح معرض في الأرميتاج، وبالذات في قسم الآثار القديمة: »عرضت في واجهات العرض السوداء مواد من الفن التطبيقي ومنحوتات صغيرة جدا من العصور المصرية القديمة، ووضعت في منتصف الصالة توابيت حجرية ضخمة«.
حلم زيارة مصر

ولم يخفت حماسه وعشقه لمصر، لكنه أدرك، بأن السفر إلى مصر هو حلم لا يمكن تحقيقه، لأن جميع أساتذته من المختصين بالمصريات لم يزوروا مصر إطلاقا. وكم كانت له رغبة جامحة لزيارة مصر، حتى إنه حسد الطيور المهاجرة وحظوظها بالجلوس على الأهرامات وإطلالات المعابد القديمة.

حصل في عام 1924 على هدية من معلمتي بمادة التاريخ وهي عبارة عن نحت صغير مصري وجسم خزفي لأسد وقطعتين نقديتين. لقد كانت هذه الهدية بالنسبة له سعادة لا توصف، حيث لم يستطع النوم طوال الليل، مستيقظ ينظر إلى تلك الهدية.

كان عشق باريس باريسافيتش ذي الرابعة عشرة من العمر لمصر القديمة حقيقيا، لذا دخل إلى جامعة بيترسبورغ بقسم الشرق القديم وأنهى دراسته كمختص بالمصريات. عمل فيما بعد في أكاديمية الثقافة المادية، حيث مارس بيوتروفسكي الكتابة المصرية القديمة.

حفريات التل الأحمر

آنذاك لم يتوقع العالم الشاب فور خروجه من جدران الجامعة، بأنه سيكون على امتداد تسعة وعشرين عاما رئيسا للبعثة الأثرية في أرمينيا، التي ظهرت على ضوئها مونوغرافيا «تاريخ وثقافة أورارتو»، أما في الجانب العلمي، هو ظهور ميدان جديد أطلق عليه «علوم الأورارتو». وبهذا الصدد، يقول الأكاديمي ستيبلين- كامينسكي: «يعود الفضل له في أحد الابتكارات المنتخبة في علم الآثار، عندما وضع مسودة خطة لمدينة استنادا لآثار البرك، التي نجمت عن الأمطار الساقطة.

فقد تكونت البرك في تلك الأماكن، التي لم يكن فيها جدران. ومسودة الخطة قد رسمت قبل إجراء التنقيبات، ومن ثم تم التأكد من هذه الخطة عن طريق التنقيبات والحفريات». أصبحت حفريات التل الأحمر التي استمرت أكثر من 20 عاما وانتهت في عام 1971 قضية مثيرة جدا في حينها.

زيارة مصر

لم يتمكن باريس بيوتروفسكي من رؤية بلد الأحلام مصر إلا في عام 1956. وبعد مضي خمس سنوات، واستنادا لقرار هيئة رئاسة أكاديمية العلوم السوفييتية، توجهت إلى مصر بعثة أثرية لدراسة آثار الثقافة المصرية، الواقعة في النوبة بمنطقة مطمورة بمياه سد أسوان الذي كان يجري بناؤه آنذاك، وعين باريس بيوتروفسكي رئيسا لهذه البعثة.

عملت البعثة في النوبة عامين من عام 1961 ولغاية عام 1963. وأجرت حفريات في المواقع القريبة من النيل في منطقة يبلغ امتدادها أكثر من 30 كيلومترا، ودرست النقوش المحفورة على الصخور والمخطوطات الهيروغليفية في وادي إيلاكي، التي مرت فيه بالعصور القديمة طرق القوافل صوب مناجم الذهب في صحراء النوبة.

تم التأكد من خلال نتائج عمل البعثة بإشراف باريس بيوتروفسكي من مجموعة من الحقائق التاريخية واكتشاف أسماء جديدة وأضيفت بشكل حيوي مواد لعلم الاقتباس المصري القديم، ورسمت لوحة للجولة الممتعة للقوافل في العصور القديمة.

وتم نشر أكثر من 200 هيروغليف في كتاب «وادي إيلاكي، الطريق إلى مناجم الذهب»، التي تضمنت بعض سطوره: «إن أقبح شيء في الحياة والتاريخ، هو إبادة ما هو شبيه بك. فالحرب كشبح مخيف يرافق تاريخ الإنسانية بأسره. وفي علومنا، لا أعرف لماذا يتم فهم التاريخ كسلسلة حروب وانتصارات وتدمير ومآثر. إنني أدرس المجريات التاريخية كتطور للثقافة».

في الرابع عشر من فبراير، كل عام تقام في الأرميتاج القراءة العلمية السنوية، المكرسة لذكراه. وهو جرد سنوي فريد لأعمال موظفي الأقسام العلمية للارميتاج الوطني. وتمثل تقاريرهم بحوثا لمختلف قضايا تاريخ وفنون الشرق والغرب من العصور الحجرية ولغاية القرن العشرين.

500

المدير الثاني عشر للأرميتاج الوطني في مدينة سان بطرسبرغ الروسية باريس بيوتروفسكي تمتع بقدرة عطاء غير اعتيادية فهو مؤلف أكثر من 500 كتاب ومقالة بالمصريات والآثار وشؤون أوراراتو والفن. وأصبح كتاب »الارميتاج تاريخ ومجموعة« هو العمل الأساسي العلمي الأخير له.

وظلت في أرشيفه الشخصي 133 مذكرة مع وصف لجولاته في الخارج: في ايطاليا والأردن واليونان والجزائر واسبانيا والمغرب.

ومن الجدير بالذكر، أن بيوتروفسكي اختير في عام 1984 عضوا عاملا في الأكاديمية الملكية المغربية. وصدر جزء من مذكرات أسفار مدير الأرميتاج في عام 1997 بسانت بيترسبوغ.

المصدر: الكتب البيان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على بيوتروفسكي خبير تراث فرعوني وعبقري «الأرميتاج»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
5307

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة