قال الكاتب أحمد الخميسى: "كلما تذكرت أمل دنقل لمعت في ذهني عبارة تحدد طبيعة ذلك الشاعر وشعره، وهى العبارة التي أطلقها يوسف إدريس بعد رحيل أمل حين قال: " إنني أستمد القوة من قصائد أمل".
وأضاف الخميسى في الذكرى الـ32 لرحيل الشاعر أمل دنقل: كنت قد تعرفت إلى أمل على المستوى الشخصي حين كنا نعمل في الستينات في اتحاد الأدباء أنا وأمل وأحمد فؤاد نجم، ظللنا معا نحو ثلاث سنوات متصلة، ولم تكن عبارة بابلو نيرودا " حين تصافح الشاعر فإنك تصافح دمه" تنطبق على أحد قدر انطباقها على أمل، تعرفت إليه في الفترة ذاتها على المستوى الموضوعي في فترة كان فيها شاعران كبيران يقودان سفينة شعر الفصحى هما صلاح عبد الصبور بشعوره المرير مستشعرا وقوع نكسة 67، وأحمد حجازي بتعرفه الفلسفي والشعري إلى العالم والبشر.
وتابع: "وبرغم التطور الذي عاشته الحركة الشعرية إلا أنها لم تكن قد تخلصت بالكامل من اللغة العاطفية، وكان ظهور قصائد أمل دنقل في تلك السنوات التي عم فيها الضباب مفاجأة مبهجة، فقد وجدنا قصائد جديدة تستنهض مصر لمقاومة النكسة، وفي الوقت ذاته توجه سهام النقد بقوة للنظام السياسي، مثلما في رائعته " البكاء بين يدي زرقاء اليمامة " و" الكعكة الحجرية " وغيرها".
وأكد الخميسى: "كانت لدى أمل بوصلة واحدة تحكم رؤاه: الناس، أحوال الناس، أما لغته المدببة القاسية المجردة من عذوبة القاموس الشعري القديم فكانت أشبه ما تكون برصاص في مسدس كاتم للصوت، أنت لاتسمع في لغته شيئا خاصا، لكنها قاتلة، أظن أن أمل بقى وسيبقى شاعرا كبيرا لأنه جمع بين الرؤية الفكرية الصحيحة وبين أعلى درجة من درجات الشاعرية التي لا تتكرر، لهذا يبقى أمل دنقل، ولهذا يظل الناس يستمدون من أبياته القوة في كل منعطف أو أزمة".
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!