الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › مثقفون: انتشار كتب تفتقر إلى العمق.. وكثرة المؤلفين تثير المخاوف على القراءة

صورة الخبر: مثقفون
مثقفون

أكد عدد من الكتاب والمثقفين أهمية الكتاب الورقي، نافين أي خطورة قد تلحق به، من الكتاب الإلكتروني، بيد أن بعض هؤلاء لامس انتشار الكتاب وكثرة المؤلفين، من دون أن يرافق ذلك محتوى عميق ومهم، جدير بالقراءة والمتابعة، معتبرين أن ذلك أمر مقلق على صعيد القراءة. وشدد هؤلاء في استطلاع لـ«الحياة» في مناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي يوافق اليوم 23 نيسان (إبريل) على المضي بعيداً في عملية التشجيع على القراءة. وتطرق بعضهم إلى الإسهام العربي في تكوين شكل الكتاب. هنا شهادات لعدد من المثقفين.

عاصم حمدان: تكوين شكل الكتاب
لقد أسهم الكتاب ومن خلال اللغة العربية -إذ كانت حينئذ لغة كونية- كل من الجاحظ وابن المقفع وقدامة بن جعفر وابن رشد وابن سينا وأبو حيان التوحيدي والغزالي وسواهم في تكوين شكل الكتاب معرفياً ومنهجياً حتى غدا مع بداية الابتعاث الحضاري الجديد مرجعاً ليس فقط للتراث القديم، بل أيضاً للإضافات المعرفية التي قدّمها هذا الفِكر بسماته الكونية الشاملة من خلال منطلقات الدين الخاتم، الذي اعترف بالرسالات التوحيدية السابقة عليه، وهذا ما نلاحظه جلياً فيما عُرف باسم «وثيقة المدينة» والتي تُعتبر أول وثيقة حقوق إنسان تعتمد على المواطنة أساساً في تكوين المجتمعات، وتحديد الحقوق والواجبات بناءً على هذه المواطنة.
ومن ثم يُفترض أن يكون الكتاب تباعاً لذلك رائداً لأسس الحضارة، تتأتى كثيراً بفعل التخلف الحضاري والفكري وضرورة العودة لتلك الجذور حتى لا تنطفئ الشعلة التي أسهمنا من خلالها يوماً في الصنيع العلمي والحضاري والفكري.

عبدالله ناجي: لا خوف على الأوراق المكتوبة
لا خوف على الأوراق المكتوبة، ولن تكون الكتب منزوية في أرفف المكتبات الباردة، بعيدةً عن المشاركة في الحياة العلمية والتقنية الحديثة، ولاسيما في ظل هذا التطور والنمو المتزايد للمعطيات التقنية والإلكترونية الحديثة والتي -في نظر بعضهم- قد تغني عن الكتاب إلا أنني، ومن خلال معايشتي المعرفية، أجد الكتاب ما زال محتفظاً بمكانته، بل ألحظ عودةً وإقبالاً أكثر من السابق في زمنٍ انفتحت مجتمعاتنا فيه على النهضة الإلكترونية مع التوقع الخاطئ لدى بعضهم أن زمن الكتاب الورقي -تحديداً- قد ولَّى وانتهى، ولم يعد خير جليس.
من خلال نظرة سريعة على معارض الكتب التي أثبتت أن الكتاب هو الرقم الأول في ميدان العلم والمعرفة، بغض النظر عن عدم مناسبة القدرة القرائية مع القدرة الشرائية، ولاسيما في البيئة المعرفية المحلية، وأن الإقبال على القراءة أصبح أقل شغفاً من اقتناء الكتاب، ولكنها إشارات إلى أهميته. سيزيد النهم المعرفي مع الوقت لدى العامة، كلما توثقت علاقتهم مع الكتاب وأحسنوا الاختيار والتنوع. لا بد للكتاب من أن يكون مجاوراً لنا في شتى مناحي حياتنا، وهو ما يخلق اتصالاً وتواصلاً. وكل عام والكتاب خير جليس.

شيمة الشمري: انتشار الكتاب أمر مؤرق
القراءة تأتي غالباً عن ميل ورغبة وحب ولا تحتاج إلى فعل التشجيع والدعوة كما يقال. الدعوة إلى زرع بذرتها في جيل قادم راغب، يملك قابلية وحباً سيكملان ما بدأنا ويطورانه. ما أثق به تماماً أننا خلقنا لنختلف ولنتفق على هذا الاختلاف ونقبله ونتكامل معه، وكلما قرأت أكثر وفي مجالات متنوعة كلما كنت إنساناً أكثر واقتربت من النور. من المفرح والمبهج ازدهار وانتشار الكتاب وكثرة المؤلفين، وهذا الأمر مؤرق من ناحية أخرى فقد استسهل بعضهم النشر لما يستحق ولما لا يستحق، ولكن يبقى الحكم في النهاية هو القارئ والناقد والباحث، فمهما دعتنا الحاجة إلى الكتاب الإلكتروني لسهولة الحصول عليه وللضرورات الدراسية والبحثية، لكن يبقى الكتاب الورقي له مذاق مختلف؛ فتصفح الورق مع تدوين الملاحظات والانطباعات وفنجال قهوة متعة لا يضاهيها الإلكتروني ولن يستطيع. أما علمياً فأظنهما مكملان بعضهما لبعض فلا حرب ولا انهزام. ولا نشك أن مهمة الكتاب هي المتعة والفائدة، لذا فهو هدف يسمو بهما ليتكاملا ونحن من يستفيد.

حسن النعمي: أنصار الكتاب الورقي
إن الكتاب حامل المعرفة، سواء أكان ورقياً أم إلكترونياً. إن التعوّد على القراءة ورقياً أوجدت لدى الأذهان أن القراءة خارجه عاجزة عن تقديم أي نوع من المعرفة، واكتسابها. أنا من أنصار الكتاب الورقي، ولكن هذا لا يعني رفضي للكتاب الإلكتروني، فلكل كتاب إيجابياته وسلبياته، بغض النظر عن كون الورقي يحقق ألفة نادرة فإن الكتاب الإلكتروني سهل في استدعائه، ولا يتطلب جهداً لحمله أو الخوف من فقده. والكتابان باقيان؛ لأن كليهما يقدم إضافة مختلفة من حيث اقتنائه أو استخدامه.

هيفاء صفوق: جيل قليل القراءة
السبب الذي أدى إلى ظهور جيل قليل القراءة في عصرنا الحاضر، يكمن في انشغالهم بالماديات والكماليات، وتغلب وسائل الترفية. في الوقت نفسه نجد أن هناك فئة ذكية من صغار السن وكباره، مازالت نهمة في حب الكتب والقراءة، تعيش وتتنفس منها، هم فقط في حاجة إلى وعي يأخذ بأيديهم، وتهيئة كتب عميقة تجذبهم بروح عصرية بعيدة عن التكلف والتطويل وتعقيد المفردة، ومن ثم عرضها بصورة سلسة وجذابة، وتسويقه بطريقة جيدة. إن سهولة تداول الكتاب الإلكتروني، وإخراجه بصورة لافتة جذابة أسهما في تغلبه على الورقي. لكي لا نفقد هوية القراءة، علينا تعليم أبنائنا منذ صغرهم قيمة الكتاب، وكيفية المحافظة عليه بصفته شيئاً مهماً، والعمل على فتح نوافذ جاذبة ومغرية تدعو إلى القراءة من خلال ندوات تنظمها مؤسسات تعليمية، سواءً أكانت مدرسية أم جامعية.

سناء الغامدي: تنشيط الإرشاد القرائي
الكتاب هو «الحيّ» الذي نُفثت فيه أرواح بشر، وظلت حتى بعد موتهم، وهو الفكر النابض بإبداع أو معرفة أو خيال أو مغامرة، وهو حضارة البشر التي أسسوا من خلالها ذاكرتهم الجماعية على فَرض صيرورتها المتحركة. ما زال للكتاب اليوم أحواله الجيدة في مادياته، والتي تصل الرفاهية. القوة الشرائية التي تشهدها المكتبات ومعارض الكتب مؤشر جيد لوضع الكتاب الاقتصادي. لكني أتحفظ على الوضع الثقافي، والقيمة الفكرية والمعرفية التي تحملها كتب اليوم التي تأثرت كثيراً بسهولة عمليات النشر وافتقاد الضوابط التي تُقوِّم قيمتها الثقافية، وهو ما سيؤثر في ذائقة القارئ، والناشئ، داعيةً إلى تنشيط عمليات الإرشاد القرائي بدءاً من مراحل الطفولة، وتعليم الطفل ماذا يقرأ لا كيف يقرأ.

المصدر: دار الحياة

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على مثقفون: انتشار كتب تفتقر إلى العمق.. وكثرة المؤلفين تثير المخاوف على القراءة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
93027

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة