علي أمين يكتب عام 1957: "ما هي الرجولة؟"

في أوائل عام 1957، تمكنت الملكة السابقة فريدة ـ طليقة الملك السابق فاروق ـ من زيارة بناتها في سويسرا، بعد أن تركهن والدهن في إيطاليا بسبب علاقاته النسائية.

وبعد الزيارة عادت إلى مصر، وتكتمت فريدة الخبر عن الصحفيين، لكن علم مصطفى أمين وأرسل لها ثلاثة مصورين من جريدة الأخبار؛ لالتقاط صور تحركاتها، وظنت الملكة السابقة أن هناك ثلاثة صحف في انتظارها وليست جريدة الأخبار فقط.

وكتب علي أمين يقول مع الصور، التي نشرت بمجلة الجيل في 28 فبراير عام 1957: "وجد المستقبلون للملكة صورة جديدة حتى أن الأخبار أطلقت عليها اسم فريدة الجديدة التي خلعت ثوب الأسرة العلوية قبل قيام الثورة.. لقد عاد الاحمرار إلى بشرتها الصفراء، وعاد الابتسام إلى شفتيها، والضياء إلى عينيها المظلمتين، وامتلأ الهيكل العظمي بالحيوية واللحم والنشاط".

والسر في تألقها هو أنها عائدة لتوها بعد أن أمضت شهرين مع بناتها وعاشت فترة بجانب حبها، فالحب هو ذلك الإكسير الساحر الذي يرد الحياة ويطيل العمر ويمسح التجاعيد من القلوب والوجوه.

إن حرمان أم من أولادها هو السم الذي يأكل الكرات الحمراء في الدم، ويهد الجسم، ويطفئ نور العين، ويملأ البشرة الملساء بالحفر والمطبات ويملأ القلب بالحقد والكراهية.

لذا أطالب كل أب انفصل عن زوجته، بألا يضع العراقيل في التقاء الأم بأولادها، والرجل الذي يمنع زوجته من رؤية أولادها ليس رجلا كبيرا فالرجولة ليست القسوة، وإنما هي الرحمة، وليست الانتقام وإنما التسامح، والرجل القوي هو الرجل الرحيم المتسامح الذي يحاول أن يسعد امرأة ضعيفة ولو على حساب عواطفه، لا تحرم أولادك من هذا الدفء العجيب ولا تحرم المجتمع من هذا النور الساحر.

وفي الصورة إحدى لقطات عدسة الأخبار للملكة السابقة فريدة ووالدتها أثناء خروجهما من المطار.

المصدر: فيتو